ملامح / unfriend unfollow block
د. عالية شعيب
| د. عالية شعيب |
انعدمت قنوات التواصل، وزادت الغربة بيننا، وغرزت المسافات أنيابها في انسانيتنا حتى أصبحنا مجرد أدوات، بلمسة زر نكسب **صديقا، نخسر صديقا، نمنع آخر من رؤيتنا والعثور علينا على الاطلاق في موقع أو منتدى. وهكذا غابت اللغة أو تم تعديلها بسبب كسل الشباب وعدم احترامهم للغتهم العربية الجميلة، وبسبب صعوبات تقنيات بعض الهواتف، ثم تعديل بعض حروف اللغة لترمز 7 الى ح، و 3 الى ع و9 صاد، الخ. ولكن ما الذي يجعل من هذا الانسان صديقا، بمجرد اضافته، يتم التعرف عليه من خلال صورته التي يمكن ان تكون مزيفة، ومعلوماته وبياناته التي يمكن أن تكون ملفقة، وهكذا نتعرف على شخص بدل الشخص الحقيقي، فقد يكون من نتواصل معه أصلع بكرش ونظارة طبية، ويضع صورة لممثل هندي وسيم أنيق وناجح، وهكذا يلعب كل من الكذب والنفاق والزيف والتلون أدوارا حيوية في رسم خطوط وحدود علاقاتنا مع من نسميهم أصدقاء هم في الحقيقة ليسوا رفاقا او أصحابا، هم مجرد صورة وبيانات. وقد يتمادى البعض مسيرين ببعض أمل أو أوهام محبة وتفاهم وبعض عناصر مشتركة، فيتبادلون أرقام الهواتف وقد يلتقون وحينها تحدث الصدمة، اذ يرتفع الستار عن حقيقة الشخص، شكله، حجمه، سنه، خفة دمه، ثقافته، علمه، وذكائه، وحينها تنكسر قلوب و تتعقد نفوس، ويزيد حجم كرة الثلج وهي تهبط جبل مواقع التواصل الكثيرة محطمة معها كل المبادىء والاخلاق والفضائل التي تعترض طريقها.
وأحيانا يقع بعض الاصدقاء في حب بعضهم البعض بعد التعلق اليومي والقيل والقال والرد والأخذ العطاء، فكم من السهل كتابة كلمة أحبك او سطر الكلام المعسول وانت تختبىء خلف شاشة وأزرار، ويتوهمون أن هذا هو الحب الحقيقي، لكنه في الحقيقة مبني على زيف وكذب الا فيما ندر. وان حصل خلاف او زعل يقوم أحدهما بإلغاء الصداقة، او انهاء التتبع كما في تويتر، أو في حال التطرف عمل بلوك وهو حجب كامل لبروفايل احدهما عن الاخر، ولا عزاء للصداقة وللانسانية وللحب في زمن النت.
انعدمت قنوات التواصل، وزادت الغربة بيننا، وغرزت المسافات أنيابها في انسانيتنا حتى أصبحنا مجرد أدوات، بلمسة زر نكسب **صديقا، نخسر صديقا، نمنع آخر من رؤيتنا والعثور علينا على الاطلاق في موقع أو منتدى. وهكذا غابت اللغة أو تم تعديلها بسبب كسل الشباب وعدم احترامهم للغتهم العربية الجميلة، وبسبب صعوبات تقنيات بعض الهواتف، ثم تعديل بعض حروف اللغة لترمز 7 الى ح، و 3 الى ع و9 صاد، الخ. ولكن ما الذي يجعل من هذا الانسان صديقا، بمجرد اضافته، يتم التعرف عليه من خلال صورته التي يمكن ان تكون مزيفة، ومعلوماته وبياناته التي يمكن أن تكون ملفقة، وهكذا نتعرف على شخص بدل الشخص الحقيقي، فقد يكون من نتواصل معه أصلع بكرش ونظارة طبية، ويضع صورة لممثل هندي وسيم أنيق وناجح، وهكذا يلعب كل من الكذب والنفاق والزيف والتلون أدوارا حيوية في رسم خطوط وحدود علاقاتنا مع من نسميهم أصدقاء هم في الحقيقة ليسوا رفاقا او أصحابا، هم مجرد صورة وبيانات. وقد يتمادى البعض مسيرين ببعض أمل أو أوهام محبة وتفاهم وبعض عناصر مشتركة، فيتبادلون أرقام الهواتف وقد يلتقون وحينها تحدث الصدمة، اذ يرتفع الستار عن حقيقة الشخص، شكله، حجمه، سنه، خفة دمه، ثقافته، علمه، وذكائه، وحينها تنكسر قلوب و تتعقد نفوس، ويزيد حجم كرة الثلج وهي تهبط جبل مواقع التواصل الكثيرة محطمة معها كل المبادىء والاخلاق والفضائل التي تعترض طريقها.
وأحيانا يقع بعض الاصدقاء في حب بعضهم البعض بعد التعلق اليومي والقيل والقال والرد والأخذ العطاء، فكم من السهل كتابة كلمة أحبك او سطر الكلام المعسول وانت تختبىء خلف شاشة وأزرار، ويتوهمون أن هذا هو الحب الحقيقي، لكنه في الحقيقة مبني على زيف وكذب الا فيما ندر. وان حصل خلاف او زعل يقوم أحدهما بإلغاء الصداقة، او انهاء التتبع كما في تويتر، أو في حال التطرف عمل بلوك وهو حجب كامل لبروفايل احدهما عن الاخر، ولا عزاء للصداقة وللانسانية وللحب في زمن النت.
