مقابلة / «انشقاق السفير السوري في العراق خطوة شجاعة وننتظر من طلاس التعبير عن رغبته بالانضمام للثورة»

قضماني لـ «الراي»: لم نلمس تحولاً جوهرياً في موقف موسكو

تصغير
تكبير
| بيروت - من ريتا فرج |

كشفت مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري بسمة قضماني عن تفاصيل الاجتماع الذي عقده المجلس مع القيادة الروسية أول من أمس، مشيرة الى أن «لدى موسكو مخاوف... ولم نلمس تحولاً جوهرياً في الموقف الروسي»، مؤكدة أن «المجلس حمَل مطالب الشعب السوري وثوابت الثورة وفي مقدمها تغيير النظام».

وأوضحت قضماني التي كانت في عداد الوفد أن «مجيئنا الى روسيا هو الوسيلة الأفضل لنقل شكل الثورة وطبيعتها وكان من المهم أيضاً أن ننقل لهم الصورة الحقيقية للمجلس الوطني السوري».

ووصفت انشقاق السفير السوري لدى العراق نواف الفارس بـ«الخطوة الشجاعة والجريئة»، مشيرة الى أن «المجلس ينتظر من العميد المنشق مناف طلاس أن يعبر بنفسه عن نياته ورغبته في الانضمام لقوى الثورة السورية».

وأبدت مخاوفها من مشروع القرار الذي قدمته روسيا الى مجلس الأمن الدولي والذي يقترح تمديد عمل المراقبين الدوليين موضحة أن «هذا المشروع يعطي مزيداً من المهل الجديدة الى النظام».

«الراي» اتصلت بمسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري بعد عودتها من موسكو وأجرت معها الحوار الآتي:



• ما أبرز النقاط التي طرحها المجلس الوطني السوري خلال لقائه مع وزير الخارجية سيرغي لافروف؟

- حملنا معنا خلال لقائنا مع القيادة الروسية مطالب الشعب السوري وثوابت الثورة الواضحة وفي مقدمتها تغيير النظام. هذا ما تطرّقنا اليه مع القادة الروس، ونحن مستعدون الى طرق كل الأبواب كي نصل الى أهداف الثورة في شكل سريع، وكي نجنّب السوريين المزيد من المعاناة ونجنب البلاد المخاطر الى يقودنا اليها النظام. وقد سمعنا من المسؤولين الروس بعض التصريحات التي اعتبرناها بمثابة المؤشرات، إذ كان هناك استعداد لدى الحكومة الروسية لمناقشة مطالب الثورة، ورغم ذلك لم نلمس تحولاً جوهرياً في الموقف الروسي. وأبدينا للطرف الروسي استياءنا وإستياء الشعب السوري الذي يُقتل بالأسلحة الروسية، وقلنا ان لدى موسكو مسؤولية في ذلك وخصوصاً أنها تقدم الدعم السياسي والديبلوماسي في مجلس الأمن، كما قلنا للطرف الروسي أنه قادر على الضغط على هذا النظام وأن دعمه للنظام سيؤدي الى تشويه صورة روسيا وضرب صدقيتها أمام الشعب السوري.

• ماذا قالت لكم القيادة الروسية خلال الاجتماع؟ وهل لمستم بعض المخاوف لدى موسكو؟

- كان من الضروري للمجلس الوطني السوري الذي يشكل الكتلة الأساسية للمعارضة أن يجيب عن مخاوف القيادة الروسية ونعطيهم معلومات حقيقية وواقعية عن ثورتنا ورؤيتنا لمستقبل سورية. أما المخاوف الأخرى التي تتعلق بعلاقة روسيا بالنظام الدولي والدول الكبرى، فقلنا لهم اننا غير قادرين أن نجيب عن هذه المسألة خصوصاً أن لديهم مآخذ على طريقة تعامل الدول الأخرى معهم، وهذه المخاوف لا نستطيع الاجابة عنها.

• هل كان المجلس الوطني السوري قبل الاجتماع مع القيادة الروسية يراهن على تحول ما في موقف موسكو؟

- لا نقول انه كان لدينا رهان على تحول ما. مجيئنا الى روسيا هو الوسيلة الأفضل لنقل شكل الثورة السورية وطبيعتها، وكان من المهم أيضاً أن ننقل لهم الصورة الحقيقية للمجلس الوطني السوري وأن يسمعوا منا مباشرة ماذا نريد خصوصاً أن المجلس يتعرض لحملة تشويه من النظام (السوري).

• يرى البعض أن موسكو أقرب الى المعارضة الداخلية من المجلس الوطني السوري، ومن المقرر أن تعقد القيادة الروسية اجتماعاً مع ممثلين عن هيئة التنسيق. ما رأيك في ذلك؟

- المعارضة الداخلية الحقيقية تتمثل بالقاعدة الثورية وليس لدى الروس رغبة بالتعرف على قوى الثورة الميدانية رغم أن المجلس الوطني السوري أبدى استعداده لتمثيل هذه القوى خلال الاجتماع الأخير.

• أشارت تقارير الى وصول دفعة مالية نقدية بالليرة السورية من روسيا إلى المصرف المركزي السوري وصلت الى 75 مليار ليرة. كيف تقرأين هذا المؤشر الاقتصادي؟

- هذا المؤشر الاقتصادي الملموس يدلّ على تهاوي النظام وتفكك بنيته الاقتصادية، فهو لم يعد قادراً على طباعة العملة السورية ما يعني أنه وصل الى درجة كبيرة من العجز المالي.

• الى أي مدى يمهد انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس لانشقاقات ديبلوماسية جديدة؟

- الحقيقة ان هذه المعطيات تؤكد على تزعزع بنية النظام، ونعتبر أن الخطوة التي قام بها السفير السوري لدى العراق نواف الفارس خطوة شجاعة وجريئة ونأمل أن تشكل مثالاً للآخرين.

• ماذا عن انشقاق العميد مناف طلاس؟ وهل حاول المجلس الوطني السوري الاتصال به؟

- رحبنا بانشقاق العميد مناف طلاس ونعتبر ذلك مؤشراً قوياً جداً على انهيار أسس النظام خصوصاً أن طلاس كانت علاقته قوية جداً مع (الرئيس) بشار الأسد، وهذا الرجل امتنع عن تنفيذ أوامر بالقتل في لحظة حاسمة، وهذا موقف شريف. وننتظر أن يعبّر عن نياته ورغبته في الانضمام لقوى الثورة السورية، ونأمل أن يكون قيام مناف طلاس بهذه الخطوة بداية دعم للثورة.

• ثمة مشروع قرار روسي مقترح على مجلس الأمن حول تمديد عمل بعثة المراقبين. ما رأيكم بهذا المقترح؟

- نحن قلقون من مشروع القرار الروسي لأنه يعطي مزيداً من المهل الجديدة الى النظام، ونطالب بوضع مبادرة كوفي أنان تحت الفصل السابع كي يتم تحديد آلية لإرغام النظام على تطبيق خطة المبعوث الأممي.

• ماذا بعد مؤتمر جنيف ومؤتمر المعارضة السورية في القاهرة وبعد لقاء المجلس الوطني مع القيادة الروسية؟

- الثورة السورية ماضية حتى تحقيق أهدافها، ونعوّل على صمود الشعب السوري وقدرات الجيش السوري الحر وتفكك قوى النظام بعدما عجز المجتمع الدولي منذ سنة وأربعة أشهر عن إصدار قرار عن مجلس الأمن يصب في مصلحة السوريين. ولكننا في المقابل نعتمد على مجموعة أصدقاء سورية لنزع الشرعية عن النظام ولوضع القضية السورية في الإطار الصحيح وليس في سياق وجود صراع بين طرفين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي