اسيل سليمان الظفيري / إنارة / الدنيا مصالح

تصغير
تكبير
| أسيل الظفيري |

داخل كل شخص مناّ تكويته القيمي والأخلاقي الذي نشأ بداخله بعوامل عدة، فالتربية التي تعرض لها وبيئته ومكوناتها والخبرة التي اكتسبها، كلها ساهمت في هذا التكوين، وتكمن أهمية هذا التكوين الاخلاقي في ما يعطي الفرد من احساس بالتسامي والرفعة والرقي، وكنتيجة تعطي هذه البنية الأخلاقية تقديرا عاليا للذات بسبب وضوح للرؤية والتطلعات.

وليحقق الانسان اشباعاته فهو في تفاعل دائم يومي لينال ما يرضيه من هذه الدنيا على ضوء هذا البنيان القيمي الذي يرسم له منهجيه في الحياة، وهنا يفترق الناس على صنفين، صنف يتعامل مع اشباعاته بأريحية فيقبل منها ما يتناسب وقيمه ويرد بكل ارتياح وهدوء ما يتعارض معها، لأن قيمه تعطيه سكينة في النفس وخطا نهائيا لتلك الرغبات، اما الصنف الآخر فهو ذو اشباعات لا تنتهي ونفس تطلب المزيد والمزيد، فمن أراد ان يحصل على مال اكثر او عمل افضل او علاقات اجتماعية ذات نفوذ يصعب عليه ان يحافظ على قيمه دون خدش ليقفز عليها ويتخطاها واصلا لما يريد، ولكنه يُعاقب بتأنيب الضمير الذي يحرمه التوازن النفسي والذي من علاماته ان الانسان في هذه الحالة يكثر من التبريرات التي تسوغ لنفسه قبل غيره هذا التجاوز، فكلمات مثل، « كل الناس تسوي جذي، مسؤولي بالدوام راضي، هي الامور جذي ماشيه» تدل على هذا الاضطراب بين الاخلاق والمصالح وحجم الفجوة بينهما، الاكيد ان هذه الحالة تؤدي لعدم تصالح الانسان مع نفسه فيحرم السلام الداخلي وتقلل من شعوره بالراحة بالرغم من المكاسب التي يجنيها.

اذا نظرنا حولنا من المتميزين نراهم من الصنف الاول اصحاب القيم الراسخة الذين يمكن لنا ان نتنبأ بأفعالهم في الازمات لعلمنا سلفاً بصلابة تكوينهم الاخلاقي، اما الصنف الآخر هو الذي يفاجئنا بآرائه وخصوصاً في الازمات ووقت اكتساب مصالح بأنها غير متوقعة مما يؤدي لعدم شعور من حوله بالامان في التعامل معه.

 

as.b@live.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي