مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / لا ترجوُنَ خيراً من أميركا!

تصغير
تكبير
| مبارك محمد الهاجري |

سياسة البرود التي تتعامل بها واشنطن، تجاه المأساة السورية، ليست بمستغربة، فلها تاريخ حافل يزخر بهذه السياسة التي تؤتي ثمارها حسب ما تشتهيه، فكل ما فعلته طيلة الخمسة عشر شهرا الماضية، ليس سوى اجتماعات من هنا وهناك مع مسؤولي الحكومات في مشارق الأرض ومغاربها لتضييع الوقت وتمييع الكارثة السورية حتى تختلط الأوراق ومعها تضع الإدارة الأميركية شروطها وجعلها أمراً مسلما به ولا يمكن تجاوزه، وهذا ما نراه، ومن يعتقد أن موسكو تمسك بزمام الأمور مخطئ تماما، صحيح أن روسيا تدعم النظام البعثي بالمال والعتاد إلا أن الهيمنة تميل كليا إلى جانب الولايات المتحدة، ولا يمكن لموسكو أن تعارضها في أمر إلا بالتوافق سرا، وهنا تتضح اللعبة القذرة التي تمارسها الإدارة الديموقراطية القابعة في البيت الأبيض، ضد الثورة الشعبية السورية، فهي ليست في عجلة من أمرها، والإنسانية التي تتشدق بها، تتطلب المرونة والحيلة، بل إن هذه الثورة تختلف عن الثورة الليبية، هناك نفط ومصالح استراتيجية، وفي سوريا مصالح، ولكن ذات طابع خاص، تستلزم من واشنطن التريث!

لو أرادت أميركا إنهاء الجرائم الوحشية في سوريا، ومعها النظام المجرم، لكان لها ذلك، ولكن الحسابات السياسية تمنعها من الخوض في هذه المسألة حتى تنجلي الصورة الضبابية أمامها، لترى من هو الطرف القوي على الأرض، لتفتح معه خطاً ساخناً، وعرض ما لديها من بضائع تساوم فيها، وأولها الحفاظ على الوضع القائم على حدود هضبة الجولان المحتلة، والتي باعها الأسد الأب، في غفلة من الشعب السوري، وتفريطه فيها، وحرصه الشديد على هدوء تلك المنطقة لكي لا يزعج إسرائيل،التي أمنَت حكمه طيلة العقود الأربعة الماضية!

الثورة السورية، لن تنتهي إلا بزوال النظام المجرم، الذي مارس ما لم يمارسه الصهيوني ارييل شارون في ضواحي بيروت في العام82! أميركا كالتمساح، لا أمان لها، ولا مصداقية، تمارس فنون الخداع وبحرفية نادرة جدا، ومن يعول عليها في إنهاء الأزمة السورية، كمن يرى السراب ماء، ولك أن تنظر إلى سياساتها منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، دولة تقتات على الحروب والأزمات في كل مكان!

 

twitter:@alhajri700
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي