حوار / «انشقاق طلاس مؤشر جيد ويمهد لانشقاقات أوسع»

البني لـ «الراي»: السوريون بدأوا حرب تحرير شعبية لإسقاط الأسد

تصغير
تكبير
| بيروت - من ريتا فرج |

أكد المعارض السوري المستقل وليد البني «أن مؤتمر مجموعة أصدقاء سورية الذي عُقد في باريس لم يستطع وضع حد للمذابح التي يرتكبها نظام بشار الأسد»، مشيراً الى «أننا حصلنا على الكثير من الكلمات الطيبة التي لن تؤدي الى مساعدة السوريين في التخلص من الأسد».

وأشار البني الى «توافر بعض المؤشرات الايجابية في المؤتمر الثالث «في مقدمها الإجماع على رحيل بشار الأسد وإصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع»، مطالباً بتطبيق ما خرج به المؤتمر «بشكل فعلي على الأرض»، لافتاً الى «أن غياب الارادة الدولية هو الذي يعرقل إمكان التحرك خارج مجلس الأمن»، مشدداً على «أن الظروف الراهنة لن تسمح بمثل هذا التحرك حالياً».

ودعا البني «الضباط الشرفاء» أن «يحذوا حذو العميد مناف طلاس» (قائد اللواء الخامس في الحرس الجمهوري الذي انشق عن النظام وهو في طريقه الى فرنسا)، مؤكداً «أن هذه الخطوة قد تمهد لانشقاقات أوسع»، مشيراً الى «أن الشعب السوري يخوض معركة تحرير شعبية ضد النظام ولن يتراجع رغم التكلفة الباهظة».

«الراي» اتصلت بالمعارض السوري المستقل وليد البني وأجرت معه الحوار الآتي:



• لم يخرج مؤتمر أصدقاء سورية الثالث بنتائج ترضي المعارضة السورية. ما أبرز تحفظاتكم على المؤتمر؟

ـ ليس هناك تحفظات بل كنا نأمل أن يتم تحديد آلية لوقف القتل. سمعنا الكثير من الكلام الطيب حول دعم المعارضة السورية وحق الشعب السوري في الديموقراطية، لكن مجموعة أصدقاء سورية لم تستطع وهذا أضعف الايمان وضع حد للمذابح التي يرتكبها نظام بشار الأسد. القتل ما زال مستمرا والدبابات تجتاح المدن ولم نحصل إلاّ على الكلمات الطيبة التي لن تؤدي الى مساعدة السوريين للتخلص من آلامهم.

• هل لمست أي مؤشر ايجابي رغم أن مؤتمر باريس لم يتخط التوقعات؟

ـ بالتأكيد ثمة بعض المؤشرات الايجابية وفي مقدمها الإجماع على رحيل بشار الأسد وإصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من أجل دعم خطة المبعوث الدولي كوفي أنان. في النهاية يجب أن يطبق ذلك بنتائج فعلية على الأرض بعد أن تخطى عدد الشهداء عشرة آلاف شهيد.

• أشارت وزيرة الخارجية الاميركية خلال المؤتمر «أن روسيا والصين ستدفعان الثمن لأنهما تعطلان التقدم وهذا لا يمكن السماح به بعد الآن»؟ كيف تقرأ كلام هيلاري كلينتون؟

ـ نحن لدينا الكثير من الكلام ولم نحصد أي نتائج. ومنذ إقرار خطة المبعوث الدولي كوفي أنان دخلت الأزمة السورية في حلقة مفرغة، فالاختطاف ما زال مستمراً والاغتصاب كذلك وذبح الشعب السوري ما زال مستمراً. ورغم التكلفة الباهظة من الشهداء لم يستطع المجتمع الدولي إصدار قرار لحماية المدنيين في الحد الأدنى. كان في إمكان وزيرة الخارجية الأميركية أن تقول ما أرادت قوله للروس همساً وليس في شكل علني.

• لماذا لم يتجاوب مؤتمر باريس مع مطلب المجلس الوطني السوري ببحث إمكان التحرك خارج مجلس الأمن؟

ـ ثمة كلام مهم قاله وزير الخارجية القطري في هذا المجال وقد طالب المجلس الوطني السوري بتحرك خارج مجلس الأمن، لكن الظروف الراهنة لا تسمح بمثل هذا التحرك، بسبب غياب الارادة الدولية من جهة وبسبب تباطؤ التعاطي الاميركي مع الأزمة السورية نتيجة الانتخابات من جهة أخرى، عدا أن الغرب يعاني أزمة مالية وهذا كله يعني أن القتل في سورية سيستمر بينما العالم كله يتفرج علينا.

• بعد مؤتمر مجموعة أصدقاء سورية الثالث الى أين تتجه الأزمة السورية؟

ـ الشعب السوري اتخذ قراره في خوض معركة مفتوحة مع النظام حتى النهاية ولن يتراجع. السوريون بدأوا حرب تحرير شعبية ويعلمون أن النتائج ستكون باهظة على المستويين البشري والمادي لكنهم ماضون في خيارهم وحسموا أمرهم.

• رأى البعض أن انشقاق قائد اللواء الخامس في الحرس الجمهوري العميد مناف طلاس مؤشر على بداية تفكك الدائرة الضيقة حول الرئيس بشار الأسد. ما رأيكم في ذلك؟

ـ انشقاق العميد مناف طلاس مؤشر جيد كونه من كبار الضباط السوريين ولأنه كان قريباً من بشار الأسد، ولا شك أن انشقاقه عن النظام بمثابة خطوة إيجابية قد تمهد لانشقاقات أوسع داخل الحرس الجمهوري رغم الرقابة العالية التي تحوط به. ونحن ندعو كافة الضباط والعناصر الشرفاء أن يحذوا حذو مناف طلاس ونقول لهم أهلاً وسهلاً بكم.

• من المقرر أن تجتمع المعارضة السورية مع القيادة الروسية الأسبوع المقبل. ما هي معلوماتك عن طبيعة هذا اللقاء؟

ـ اللقاء الذي سيعقد سيضم ميشال كيلو وبعض أعضاء المجلس الوطني السوري، وأعتقد أن المعارضة السورية ستؤكد مرة أخرى للروس أن الخيار الأمني في سورية لن يؤدي الى أي نتيجة سوى استمرار القتل وأنه لا إمكان لاستمرار الأسد في الحكم وأن مصلحة الروس مع الشعب السوري وليس مع نظام متهالك.

• الى أي مدى بإمكان النظام السوري الرهان على الموقف الروسي وسط حديث البعض عن أن مؤتمر مجموعة اصدقاء سورية الأخير يمهد لعزل موسكو ديبلوماسياً؟

ـ الروس ليس في مقدورهم دعم الأسد الى ما لا نهاية، والنظام يفقد السيطرة على جزء لا بأس به من المدن السورية المحررة، ولم يستطع حسم المعركة لصالحه بسبب استمرار وصمود المقاومة المسلحة، وهؤلاء لا يزودون بالسلاح من الدول المجاورة والجيش السوري الحر يستعمل الأسلحة التي يحصل عليها بعد معارك التحرير التي يخوضها مع كتائب الأسد التي تزودها روسيا بالسلاح. أعتقد أن المؤشر المهم الآن في الثورة السورية هو البداية الفعلية لمعركة التحرير الشعبي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي