| حسين الراوي |
إن الذي يُطيل الظلم والطغيان والاستبداد ويجعلها تنتشر بشكل فظيع هو ذلك الجُبن العظيم الذي اكتسح واستوطن قلوب من وقع عليهم الظلم. إن حواجز الخوف يوماً بعد يوم تكبر وتكبر بصمتنا وخنوعنا ورضانا عما يدور من ظُلم يقع علينا أمام أعيننا دونما أن ننتفض لكراماتنا وإنسانيتنا. إن الطغاة يستمدون قوتهم من ضعفنا، ويصنعون مجدهم من ذُلنا، وتمتد امبراطورياتهم بتفرقنا، وتعلو اصواتهم بسكوتنا، وتطول قاماتهم بانحنائنا، فنحن بخوفنا من صنعنا لهم تاج ملكهم، ونحن من تشتتنا نسجنا لهم أروع حلية يلبسونها ويتباهون بها.
كم هو أمر محزن وأمر يستجلب الأسى أن تقف بجانب شخص ما كي ترفع الظلم عنه، فتجد أن الخوف اعشوشب في كل أرجائه، فلم يعد إلا جباناً أدمن على أكل وشرب وتنفس الخوف نهاراً وليلاً ولم يعُد قادراً أن يرفع جبينه وعيناه نحو شمس الكرامة والشموخ، فتراه ييأس من تبدل الحال وانجلاء الخوف والظلم عنه! سيستمر الظلم والطغيان طويلاً ما دام أنه وجد أرضاً خصبة ومرتعاً في قلوب الناس، وسيأكل كل ما في قلوبهم من كرامة وشموخ ووعي وشجاعة وعلو همة.
«قل لا ولو مرة عشان انحنيلك
اقطع حبال الخوف ما ينفع الجر
حاول تمرد شوف شلي يجيلك
من لا تضرر ما نفع يوم او ضر
رايك سلاحك لو تشيله يشيلك
وإيمانك اكبر من هل الخير والشر
عيش الحياة ومت ميت سبيلك
خلك سماء يفخر بك البحر والبر
جرب تغيّر وجه الغزو خيلك
غامر ويكفي تكتشف لذة السر
يمكن تجيب الفجر من كف ليلك
ولا وتبقى نجم من عزته خر
شف عالم البحار خله دليلك
اما كسبها القرش او يكسب الدر
لا يرعبونك بيعها تشتريلك
حدد مثل ما تشتهي درب وتمر
وان ضاع عمرك كل شي بقيلك
على الأقل تموت يا صاحبي حر».
Twitter: @alrawie
roo7.net@gmail.com