البدر المنير في قواعد التعبير

تصغير
تكبير
قاعدة : موسى عليه السلام: من صاحبه، أو صار في صفته، أو ملك عصاه، أو لبس بعض ثيابه: ارتفع قدره، وانتصر على أعدائه، وربما اتهم بتهمة، وأخرج من بلده لأجل التهمة. وإن كان الرائي ملكا: طلب بلاد عدوه، وقاتلهم فيها، وافتتحها، وأخذ سبيها. وإن كان متوليا: قهر أرباب صنعته، ويعاشر العلماء والزهاد، وربما اجتمع بمن دل الباري عز وجل عليه، لكون موسى كلم الله تعالى، وربما كان في فمه أو رأسه عيب. قال قاعدة : من صار في صفة موسى؛ كما قال إنسان ذلك، قلت: هربت لأجل تهمة، قال: نعم. ومثله قال آخر، قلت: أنت تلعب بالزجاج على يديك، قال: نعم، لأن موسى كانت تضيء يده كالشمس في بعض الأوقات. ومثله قال آخر، قلت: أنت تلعب بالحيات، قال: نعم. ومثله قال آخر، قلت: أنت ساحر ومشعبث. ومثله قال آخر، قلت: أنت تعمل السيمياء. ومثله قال آخر، قلت: كأن معك كتب من جليل القدر أو ألواح تكسرت، أو عدم ذلك، قال: صحيح. ومثله قال آخر، قلت: أنت راعي، قال: نعم. ومثله قال آخر، قلت: سلمت تغرق مرة، قال: نعم. ومثله قال آخر، قلت: هربت من حية، قال: نعم. ومثله قال آخر، قلت: تربيت في بيت جليل القدر وكانت امرأة عندك تحسن إليك، قال: صحيح. وربما مرض رائي موسى بالحرارة، لأنه لما وضعته أمه طلبه الذباحون ليقتلوه فألقته أمه في التنور وكان موقودا نارا ولم تشعر به حين رمته من الخوف فلما لم يره الذباحون انصرفوا فسمعت أمه بكاءه في التنور فقالت: وا ولداه، ونظرت في التنور فإذا هو سالم، يشرب من إحدى أصبعيه لبنا والأخرى عسلا، فسبحان الله الذي يقدر على كل شيء.
قاعدة : أيوب عليه السلام: تدل رؤيته، أو لبس ثيابه على البلاء، وفراق الأحبة، وكثرة المرض، ثم يزول ذلك جميعه. ويكون ممدوحا عند الأكابر. قاعدة : وتدل رؤية أيوب على أنه يكون كريما، وربما جرت آفة على دوابه أو يموت له أولاد ثم يعوض عليه ذلك، ويقع بينه وبين زوجته نكد ثم يصطلحان والظاهر أنه يكون ظالما عليها، وإن كان قد ترك عبادة أو دينا أو خيرا كان يفعله عاد إليه لأنه عليه السلام كان أوابا، وآب إذا رجع وتاب. فافهم ذلك موفقا إن شاء الله تعالى.
( تلخيص من «كتاب البدر المنير » بتصرف)
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي