| د. تركي العازمي |
كثيراً ما نسمع عبارة «صرح مصدر»، «ذكر مصدر رفيع»، «نمى إلى علمنا»، وأقوال كثيرة تجد من يستقبلها ويضيف لها «شوية بهارات» على ذوق أهوائه لتتماشى مع معتقداته... وهلم جرا!
أن ينتقدنا أحد أحبتنا، فلا بأس لكن أن يأتي الكاتب جهاد الخازن من جريدة الحياة ويهزأ بنا ويطالبنا بحمد النعمة التي أنعم الله علينا بها فهذا أمر غير مقبول شكلا ومضمونا.. فنحن أدرى بشؤوننا واختلافنا نفهم أسبابه ونعيش فصوله سواء استمتعنا بالسفر أو خلافه مما ذكر في مقاله!
نحن من خلقنا الخلاف بين أبناء جلدتنا مع العلم بأن النظام الدستوري واضح، والخلاف أوجهه واضحة على مر الأعوام، ونحن من خلقنا البيئة الخصبة لوكالة «يقولون» وسمحنا لها ببث سمومها على صدر صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي فلو أن كلا منا احترم نفسه وتجاهل عبارات يصرح بها البعض من دون دليل لكان أفضل لنا.. فمن يتفوه بإساءة فعليه إثبات صحة اتهامه والمجاملة هنا لعبت دورا في «تطويف» بعض الاتهامات!
السؤال الذي نحن بصدد توجيهه هنا: لمصلحة من يستمر الصراع؟ ولمصلحة من يستمر بث وكالة يقولون؟ وإلى متى تبقى العقول الحكيمة بعيدة عن المشهد السياسي؟
لا إجابة لديّ لكن حتما هي موجودة عند المخضرمين من رجال السياسة الذين يعرفون ما وراء كل حدث لكن غياب رأيهم حول ما يحدث «طامة» كبرى!
نعلم بأن الكويت بلد صغير في مساحته غني بثرواته المالية والبشرية والتي لم تستغل على النحو المطلوب ولأن «الأمر وُسد لغير أهله» ظلت المصائب تعصف بنا بين الفينة والآخرى!
ما نريده وما نطمح لبلوغه لا يتعدى الاعتراف بالخطأ، الاعتراف بفشل معظم قياديينا، الاعتراف بفشل تجمعاتنا سواء في ساحة الإرادة أو «الدواوين» أو عبر الوسائل الإعلامية أو من خلال قنوات التواصل الاجتماعي!
نعم واجب علينا الاعتراف... فالجميع يتابع ولا توجد أجندة وطنية ثابتة المحاور يتبناها رجال دولة من شيوخ حكماء ورجال سياسة لا تحركهم المصالح وهذا هو سبب المضي في «التيه السياسي» الذي صورته في مقال سابق تحت عنوان «الفوضى الكويتية اجتماعيا وسياسيا» لكن لا حياة لمن تنادي!
خلاصة القول، نحن مطالبون بوقف صراع الكبار لينعم الصغار بحاضر طيب ومستقبل أفضل ووقف بث «وكالة يقولون» والبينة على من ادعى كما هو معلوم... والله المستعان!
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com