تقرير / «الربيع العربي» فرصة... لكنه تهديد لـ «القاعدة»


باريس - ا ف ب - اعتبر خبراء ان الثورات العربية وعلى رغم انها منحت تنظيم «القاعدة» احيانا مجالات جديدة ينشط فيها، قد تكون ايضا افضل ترياق للجهادية العنيفة.
واثناء مؤتمر عام نادر الاسبوع الماضي في لندن، اعتبر جوناتان ايفانز قائد جهاز «ام آي-5» لمكافحة التجسس في بريطانيا ان حالة عدم الاستقرار التي نجمت من انهيار الانظمة التي اطيح بها بفعل الانتفاضات العربية، اوجدت «بيئة ملائمة» لتنظيم «القاعدة».
وقال ايفانز: «انها نهاية الحلقة». واضاف: «تمركزت القاعدة اولا في افغانستان في التسعينات بسبب الضغط الذي كان يتصاعد ضدها في دولها العربية الاصلية. ثم توجه عناصرها الى باكستان بعد سقوط حركة طالبان. وهم الان يعودون الى العالم العربي».
ورأى أن «المتدربين الجهاديين» البريطانيين بدأوا ايضا يسلكون طرق بعض الدول العربية «بحثا عن فرص عسكرية». وقال ايضا ان «بعضا منهم سيعودون الى بريطانيا ويشكلون تهديدا».
ورغم اقرارهم بأن الفوضى التي تعم بعض المناطق العربية قد تمنح «القاعدة» معاقل جديدة، الا ان خبراء يعتبرون ان التحولات السياسية الجارية ستكون نذير شؤم حيال التوجه العنيف للحركات الاسلامية على المديين المتوسط والطويل.
وامام استحقاقات انتخابية وتطورات سلمية لمجتمعات بقيت جامدة طيلة عقود «عملت القاعدة حتى على تكييف خطابها»، كما اوضح دومينيك توماس المتخصص في الحركات الاسلامية في معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية.
وقال توماس: «سواء كان (خلف اسامة بن لادن) ايمن الظواهري او الوجوه الرئيسية في الحركة الذين تحدثوا عن المسالة، فانهم اهملوا العنف للتركيز على المجتمعات وعلى تطبيق الشريعة». واضاف «انهم يطرحون انفسهم مدافعين عن +القيم الحقيقية+ للاسلام، ولم يعودوا يتحدثون عن الجهاد وانما عن الشريعة (..) لقد دمجوا كل القدرات التي يمكنهم استخلاصها من الربيع العربي ويتموضعون في موقف المعارضين للمسائل الاجتماعية خارج النظام».
واوضح دومينيك توماس: «نرى ذلك في مصر وتونس وليبيا: فهم لا يدعون الى العنف على اراضيهم وانما ينشطون بقوة في مجال نشر الدعوة. يريدون ان يقدموا انفسهم على انهم حراسا لما يطرحونه على انه القيم الاسلامية الحقيقية».
ولاحظ جان بيار فيليو استاذ العلوم السياسية في باريس وصاحب كتاب «التاريخ الحقيقي للقاعدة»، انه «في الاجمال وبعد عام ونصف العام من بداية الثورة العربية، نرى انه بات ينظر الى القاعدة على انها مرجعية مهملة في الدول المعنية».واضاف ان ذلك يعود «الى ان التركيز بات على التنافس الانتخابي لدى مجمل الفاعلين بمن فيهم الجهاديون الذين اعلنوا توبتهم كما في مصر وليبيا».
وفي مجال التطرق الى تصريحات قائد جهاز «ام آي-5»، اعتبر ان «قسما من المجتمع الغربي في الاستخبارات يعاني كثيرا للخروج من عشر سنوات من التركيز الشديد على القاعدة وخصوصا ان ادراكه للنزاع الديموقراطي في العالم العربي مشكوك فيه...».
وبالفعل، فان «القاعدة» ستتمكن في الاشهر والسنوات المقبلة من دون شك من ايجاد الارضية الفضلى للتوسع في الساحل والصومال او في اليمن، وهي دول او مناطق خارجة عن اي سلطة مركزية ولا تنشط فيها كثيرا حركات ربيع عربي لإحلال الديموقراطية.
والى ذلك، يشير الخبراء الى ان الجهاديين في الساحل والصومال يدعون بالتأكيد انهم من اتباع ايديولوجية «القاعدة»، لكنهم لم يحاولوا حتى الان القيام بأي عمل كان خارج مسارح عملياتهم.
وهذه ليست حالة اليمن حيث حاول «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» مرتين تفجير طائرات تجارية متوجهة الى الولايات المتحدة. ويبقى اليمن ممر عبور «القاعدة» الاكثر خطورة على المصالح الغربية.
واثناء مؤتمر عام نادر الاسبوع الماضي في لندن، اعتبر جوناتان ايفانز قائد جهاز «ام آي-5» لمكافحة التجسس في بريطانيا ان حالة عدم الاستقرار التي نجمت من انهيار الانظمة التي اطيح بها بفعل الانتفاضات العربية، اوجدت «بيئة ملائمة» لتنظيم «القاعدة».
وقال ايفانز: «انها نهاية الحلقة». واضاف: «تمركزت القاعدة اولا في افغانستان في التسعينات بسبب الضغط الذي كان يتصاعد ضدها في دولها العربية الاصلية. ثم توجه عناصرها الى باكستان بعد سقوط حركة طالبان. وهم الان يعودون الى العالم العربي».
ورأى أن «المتدربين الجهاديين» البريطانيين بدأوا ايضا يسلكون طرق بعض الدول العربية «بحثا عن فرص عسكرية». وقال ايضا ان «بعضا منهم سيعودون الى بريطانيا ويشكلون تهديدا».
ورغم اقرارهم بأن الفوضى التي تعم بعض المناطق العربية قد تمنح «القاعدة» معاقل جديدة، الا ان خبراء يعتبرون ان التحولات السياسية الجارية ستكون نذير شؤم حيال التوجه العنيف للحركات الاسلامية على المديين المتوسط والطويل.
وامام استحقاقات انتخابية وتطورات سلمية لمجتمعات بقيت جامدة طيلة عقود «عملت القاعدة حتى على تكييف خطابها»، كما اوضح دومينيك توماس المتخصص في الحركات الاسلامية في معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية.
وقال توماس: «سواء كان (خلف اسامة بن لادن) ايمن الظواهري او الوجوه الرئيسية في الحركة الذين تحدثوا عن المسالة، فانهم اهملوا العنف للتركيز على المجتمعات وعلى تطبيق الشريعة». واضاف «انهم يطرحون انفسهم مدافعين عن +القيم الحقيقية+ للاسلام، ولم يعودوا يتحدثون عن الجهاد وانما عن الشريعة (..) لقد دمجوا كل القدرات التي يمكنهم استخلاصها من الربيع العربي ويتموضعون في موقف المعارضين للمسائل الاجتماعية خارج النظام».
واوضح دومينيك توماس: «نرى ذلك في مصر وتونس وليبيا: فهم لا يدعون الى العنف على اراضيهم وانما ينشطون بقوة في مجال نشر الدعوة. يريدون ان يقدموا انفسهم على انهم حراسا لما يطرحونه على انه القيم الاسلامية الحقيقية».
ولاحظ جان بيار فيليو استاذ العلوم السياسية في باريس وصاحب كتاب «التاريخ الحقيقي للقاعدة»، انه «في الاجمال وبعد عام ونصف العام من بداية الثورة العربية، نرى انه بات ينظر الى القاعدة على انها مرجعية مهملة في الدول المعنية».واضاف ان ذلك يعود «الى ان التركيز بات على التنافس الانتخابي لدى مجمل الفاعلين بمن فيهم الجهاديون الذين اعلنوا توبتهم كما في مصر وليبيا».
وفي مجال التطرق الى تصريحات قائد جهاز «ام آي-5»، اعتبر ان «قسما من المجتمع الغربي في الاستخبارات يعاني كثيرا للخروج من عشر سنوات من التركيز الشديد على القاعدة وخصوصا ان ادراكه للنزاع الديموقراطي في العالم العربي مشكوك فيه...».
وبالفعل، فان «القاعدة» ستتمكن في الاشهر والسنوات المقبلة من دون شك من ايجاد الارضية الفضلى للتوسع في الساحل والصومال او في اليمن، وهي دول او مناطق خارجة عن اي سلطة مركزية ولا تنشط فيها كثيرا حركات ربيع عربي لإحلال الديموقراطية.
والى ذلك، يشير الخبراء الى ان الجهاديين في الساحل والصومال يدعون بالتأكيد انهم من اتباع ايديولوجية «القاعدة»، لكنهم لم يحاولوا حتى الان القيام بأي عمل كان خارج مسارح عملياتهم.
وهذه ليست حالة اليمن حيث حاول «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» مرتين تفجير طائرات تجارية متوجهة الى الولايات المتحدة. ويبقى اليمن ممر عبور «القاعدة» الاكثر خطورة على المصالح الغربية.