| مبارك مزيد المعوشرجي |
دعوا الناس لفضح القبيضة وكشف مبالغ التحويلات المليونية وأسماء المفسدين وسرّاق المال العام، حضر الآلاف في جو حار ولم يسمعوا جديداً، بل كلام فيه إساءة لأسرة الصباح، وذرية مبارك الذي نص الدستور على أن الحكم فيها، بل طالبوا بعزل أحد كبار رجالاتها ثم عادوا للتشكيك في القضاء مطالبين بحل مجلس 2009 فوراً وهو أمر جار تنفيذه حسب اللوائح والقوانين الدستورية حتى لا تكرر الحكومة خطأها السابق.
ثم بدأ الطشار من كلام لا يليق بنواب يمثلون الأمة، فوصف أحدهم الكويتيين بالخبول ودجاج بمناقير حديدية، وهدد بضرب من ينتقده أكرمكم الله بالحذاء، ووصف آخر من نصحه واعترض على وجوده بالمظاهرة بالنكرات التي لا محل لها من الإعراب، وآخرين بأنهم سلف «إلا الرئيس»، ناسياً أن هؤلاء رفاقه ومحبيه ومن أوصله إلى كرسيه الأثير على قلبه، وتمخض الاجتماع عن طلب بتغيير الدستور لتصبح الكويت إمارة دستورية بحكومة شعبية.
ألم يقرأوا الدستور الذي تنص إحدى مواده على أن الكويت إمارة دستورية الحكم فيها في ذرية مبارك الصباح؟ ولم يحدد المشرع هوية رئيس الوزراء، وترك ذلك لاختيار الأمير، وأن يكون الوزراء من داخل مجلس الأمة وخارجه، هذا أمر أقره كتبة الدستور بناة الكويت الأوائل قبل خمسين سنة، تاركين للزمن والظروف اتساع وارتفاع المشاركة الشعبية في الحكم دون الحاجة للعبث بالدستور، أو التظاهر والاعتصام بل المطالبة الهادئة المتدرجة بعيداً عن التشنج والتهديد وعلى أهم مبدأ في السياسة: خذ المتاح وطالب بالهدف بالتدريج.
malmoasharji@gmail.com