لم تتغير مصر... الناس في فترة ضبابية وحيرة... إلى أين ستمضي بهم الديموقراطية وقد خطت لهم طريقين لا يمكن أن يحيدوا عنهما... الطريق الأول أسلمة الدولة التي كانت منارة لليبرالية والتعددية الفكرية ومصدرا للثقافة والفنون وأرضا خصبة للحوار... وذلك بانتخاب المهندس محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين المدعوم من غالبية التيارات الدينية الإسلامية في مصر.
والطريق الثاني العودة إلى ظلال النظام القديم وعسكرة الدولة، بانتخاب الفريق أحمد شفيق الذي كان وزيرا لسنوات طويلة في النظام السابق وأصبح آخر رئيس وزراء في ذلك العهد.
هذه الحيرة والضبابية بالتأكيد لها أبعادها النفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية... خاصة وأن البلد شبه معطل منذ الثورة وحتى اليوم، والاستثمارات الخارجية التي كانت تتدفق بشكل متصاعد صارت شبه متوقفة اليوم بسبب عدم وضوح الرؤية لاتجاهات سير الحياة.
لكن ثمة شيء واحد بالتأكيد يشكل عبئا كبيرا على الدولة، وهو الاقتصاد الذي صار شبه متجمد، خاصة وأن هناك طبقة فقيرة كانت تعتمد على دخلها من مصادر الحركة والنشاط في البلد من سياحة وتدفق لرجال أعمال وانتعاش للمشاريع والأنشطة... هذه الطبقة الآن تعاني الأمرين بسبب الحال السياسية الصاخبة... لكن المصري دائما يواجه همومه بالابتسامة ويبث إلى وجدانك مشاعر الإيمان الصلب حينما يقول لك...
بكره ربنا يفرجها... ودمتم سالمين.
ماضي الخميس
[email protected]twitter: @madikhamees