يا شهداء ... من لكم؟

تصغير
تكبير
|بقلم: جراح الحسيني |

بينما كنّا نتابع فرز الأصوات بمصر المحروسة، ونتفاعل مع الناخبين هناك، تأتينا أنباء عن آخر سلسلة من المجازر الدموية، لكنها أكثر وحشية ولا يمكن وصفها، مجزرة تحصد النساء والأطفال الأبرياء، لتختلط بنا المشاعر من فرحة لصناديق الاقتراع بمصر، إلى ألم ودموع لتوابيت الشهداء في مجزرة الحولة.

بدم بارد، يسفك شبيحة النظام السوري دماء من ليسوا أهلاً للقتال، وفي ديننا الإسلامي إن كانوا يعرفونه، نهى رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم عن هذا الإثم العظيم وأوصى سلمة بن قيس فقال: لا تقتلوا امرأة، ولا صبيا، ولا شيخا هرما»، وقد أشار إليه النبي الكريم إلى هذه العلة في المرأة فقال «ما بال هذه قتلت، وهي لا تقاتل»؟

يا شهداء من لكم غير الله. فأين نحن من قوله تعالى «إنما المؤمنون إخوة» أين الجيوش العربية من نصرة المستضعفين وإنما هي تنشط فقط في مناوراتها، وتبلّغنا بين الحين والآخر بجهوزيتها، وجاهزة لمن؟ الله أعلم.

يا شهداء من لكم غير الله. ما ينفعكم استنكار وشجب الحكام، ووعيد وأشعار الشعوب، فالشعب العربي تخلى عن مبادئ الدين وعن القدس المحتل وعما تبقى من القومية العربية وحتى عن «سّيد الأيام» الجمعة المبارك، الذي خصصوه لمتابعة برامج المواهب الراقصة!

يا شهداء من لكم غير الله؟

آخرها أطيبها. إلى السفاحين قتلة الأبرياء، ينتظركم الوعيد من العزيز الجبار، ووعده سبحانه حق «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما».



طالب علوم سياسية - جامعة الكويت
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي