مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / انزل إلى الشارع... وحدك!

تصغير
تكبير
كلما عجز أحد النواب عن تحقيق مراده، هدد بالنزول إلى الشارع، في اسطوانة ممجوجة ومكررة ملًّ الناس سماعها إن لم تحققوا مرادي وإلا فانتظروا مني مالا يسركم!... أي منطق وأي قانون هذا الذي يبيح لك أن تهدد؟!

ألا تلاحظ معي عزيزي القارئ أن القوم بلغ بهم الغرور أنهم يهددون برفع سقف مطالبهم أي إن لم تخضعوا لنا وتنفذوا شروطنا بحذافيرها فسنحرض الناس عليكم بشتى الطرق والوسائل خصوصا أننا نشاهد حكومة متقاعسة متخبطة لا خطط إستراتيجية لديها حكومة ردود أفعال والفرصة مواتية تماما لقلب المعادلة لصالحنا وسيصدقنا الرأي العام وإن خرجنا فلا ملامة علينا!

مهلا يا من جعلت من نفسك أداة هدم لا بناء لديك الأغلبية اليوم والحكومة الجديدة أنتم من هلل لها وصفق وبيدكم زمام الأمور فما عذرك الآن؟ ماذا تنتظر؟ أوف بوعدك وعهدك لناخبيك حقق لهم ولو إنجازا واحدا يحسب لك ذهبت في العهد السابق إلى ساحة الإرادة وتباكيت وتحلطمت حتى ذهبت الحكومة وذهب معها المجلس في آن معا!

إذا لا عذر لكم اليوم الأغلبية البرلمانية بأيديكم والحكومة موالية لكم تماما وأما التهديد بالنزول إلى الشارع فهذه لعبة قديمة ومكشوفة ولم تعد تنطلي على ناخبيكم الذين صدموا من تشرذم أفكاركم وفوضويتكم وعدم وضوح الرؤية لديكم فما نراه حاليا ليس سوى فقاعات انتخابية أي وبصريح العبارة جعجعة بلا طحن وأقوال بلا أفعال!

* * * * *

المتاجرة بعواطف الناس واستثارتها أمر مرفوض تماما فنحن في دولة قانون ومؤسسات فكلما خرج سفيه بإساءات يرفضها الدين والعرف والعقل خرجتم وتوعدتم فهذا أمر لم نعهده في الكويت فمن يشعر بإساءة أحد ما عليه أن يلجأ إلى القضاء ليأخذ حقه وبذات الوقت يُحاسب المسيء على إساءاته ليكون عبرة لغيره ممن يريدون إثارة البغضاء والكراهية بين مكونات المجتمع المتسامحة ولهذا فعلى الحكومة أن تضرب بيد من حديد وألا تتهاون في تطبيق القانون على من تسول له نفسه ضرب الكويت في الداخل ولها في ما حدث في لبنان عبرة وعظة لعلها تصحو من سباتها العميق!



مبارك محمد الهاجري

 twitter:@alhajri700
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي