حوار / اعتبر أن كل عاقل يعرف أسباب دعم المجلس الوطني لعرضه

سليمان البسام لـ «الراي»: عاصرت «تجويع» الثقافة الكويتية... ولم أسكت

تصغير
تكبير
| حوار سماح جمال |

أكد المخرج المسرحي سليمان البسام أن هناك توجهاً من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتفعيل الفضاء الثقافي الكويتي الذي ظل مهمشاً **بعد انقضاء الفترة الذهبية للثقافة الكويتية.

وقال البسام - في حوار مع «الراي» خلال إشرافه على إحدى بروفات مسرحيته «ودار الفلك» - إنه لم يقف مكتوف اليدين في فترة كان المسرح في الكويت يعاني من تجويع وتصحر، بل عمل واجتهد لتقديم عروض مسرحية، نافياً في هذا الصدد أن تكون جماهيرية أعماله مقتصرة على الجاليات الأجنبية، معتبراً أن جمهوره متنوع بين الكبار والشباب.

ونفى البسام ما أشيع حول تقديمه لمسرحية «ودار الفلك» في الكويت من دون مرورها على لجنة مراقبة النصوص، وقال إنه لا يجيب على من أسماهم بـ «الوشاة»، بل يرد على المخاطبات الرسمية... وهذه تفاصيل الحوار:



هل صحيح أن مسرحيتك «ودار الفلك» عرضت من دون موافقة رقابة النصوص عليها؟

- لا أعرف من قال هذا الكلام ولا أستطيع أن أكون مسؤولاً عن كل ما يقال، فكل الخطوات الرسمية تمت بحسب الأصول، ونشكر لجنة مراقبة النصوص على متابعتها معنا وتفهمها لطبيعة دورها كجهة رقابية.

لكن هذا الكلام نشر في إحدى الصحف؟

- أنا لا أرد على «وُشاة» ولا على الأقاويل، بل على المخاطبات الرسمية فقط وأكنّ كل التقدير والاحترام لجميع الجهات، ونحن فخورون وسعداء بالدعوة التي تلقيناها من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لعرض «ودار الفلك» في الكويت، فهذه الأنشطة تعمل على تفعيل دور الفضاء الثقافي في الكويت وتنشيطه.

البعض يتساءل عن سرّ الدعم الذي تحظى به؟

- هل المقصود بالسؤال أنه لماذا يقدم المجلس الوطني الدعم لعرض مخرج كويتي معاصر يعمل في فرقة تجمع كوكبة من النجوم العرب، ويقدم عملاً تمت الإشادة به دولياً، ولماذا يقدم هذا العرض اليوم في الكويت؟ أعتقد أن الجواب على هذا السؤال واضح لأي عاقل، وهذا السؤال يوجه للمجلس الوطني، وشخصياً أنا سعيد جداً بتقديم هذا العرض الذي كان للكويت فضل كبير أساساً في إطلاقه.

ماذا يعني لك تقديم «ودار الفلك» في الكويت؟

- الكثير فأنا أعمل في الوسط المسرحي منذ عشر سنوات، فهي مسقط رأسي وأعتبر من فناني الكويت وابن الحركة المسرحية فيها، وتحديداً المسرح المعاصر، وإلى جانب أنه كان لدي عدد من التجارب المسرحية والعروض داخل الكويت وخارجها، ويشرفني أن أقدم أيضاً عرضاً في الخارج.

هل أنت من سعى إلى تقديم العرض في الكويت؟

-كانت رغبة مشتركة بيني وبين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حتى نعرض المسرحية في الكويت.

هل صحيح أن المسؤولين في الكويت اكتشفوا أهمية العرض بعد الأصداء والإشادات التي حصدها على المستوى الدولي؟

- بل هناك توجه من المجلس الوطني والأمين العام المهندس علي اليوحة لتفعيل الفضاء الثقافي الكويتي الذي لطالما ظل مهمّشاً في خطة الدولة بعد مرور الفترة الذهبية في الثقافة الكويتية، ولا أخفي على أحد رغبتي في دعم كل من يريد الخير للثقافة الكويتية، ومنذ عشر سنوات أقدم أعمالاً في الكويت وخارجها، ولم أنتظر لحظة لأوقف فيها نشاطي من أجل أن أحصد دعم جهة رسمية كويتية، كما أن عرضنا هنا هو جزء من جولة عربية قمنا بها ومن المشرّف أن نعرضه فلا توجد غرابة تشوب الأمر.

لماذا تشهد عروضك دائماً إقبالاً من الجاليات الأجنبية؟

- غير صحيح، وحتى لو كان هذا الكلام صحيح فهذا الأمر يشرفني، والجمهور متنوع بين الكبار والشباب الكويتي المحب والمتعطش للمسرح، فهناك عطش كبير للمسرح والجمهور «ذويق».

في مصلحة من يصب «تجويع» و«تصحير» الفن؟

- ليس في مصلحة أحد، بل هو تراكم لأوضاع ليست محصورة على الثقافة فقط، فهناك مواجهات مختلفة داخل المجتمع الكويتي وكل منها تحاول أن تفرض رأيها على الفضاء العام، ومن أسس الفضاء الثقافي في أي بلد الدفاع عن الفضاء الثقافي والفن، وهناك صراع حول الفضاء العام وما هو مقدم داخله.

ومن يقف وراء هذه التيارات؟

- يمكن معرفتها بمجرد أن نرى تركيبة البرلمان، وبنظرة للحصاد الثقافي في الكويت وكيف تمّ التعامل معه توضح لنا الأرقام الفارق بين إنتاج فترة الثمانينات من القرن الماضي وبداية هذه الألفية، لناحية عدد الأعمال ونوعيتها والتي بقيت في الذاكرة وتركت بصمة في ذاكرة الشعبين الكويتي والعربي.

هل ترى أن من مصلحة بعض الأنظمة العربية أن يكون المسرح متراجعاً؟

- المسرح مشاكس بطبيعته، وفي بعض المجتمعات يعاني من تهميش أو عدم التمويل الذي يعني الرقابة السلبية عليه.

هل ترى أن مسرح «سليمان البسام» مسرح عربي؟

- مسرح لديه انتماءات متعددة وبأبعاد وآفاق مختلفة بمجرد النظر إلى العناصر التي نعمل معها عربياً ودولياً، بل ويكفي أن نرى المدن التي استقبلت العروض واللغات التي ترجمت إليها، فالمسرح في النهاية هو فضاء إنساني.

«ودار الفلك» هي العمل الأخير في سلسلة «شكسبير» التي قدمتها وبدأت بـ«مأساة عربية»، ثم «ريتشارد الثالث». فلماذا اخترت هذا الخط؟

- لأنني أعتبره مصدر إلهام بالنسبة إليّ، ومن خلال أعماله استطعت أن أطرح هموم ومشاكل العالم العربي، كما أنه أثار اهتمام بعض المنتجين الدوليين وأقصد المسارح العالمية التي تنتج أعمالي، فأتيحت لي الفرصة بعد أن قدمت «مؤتمر هاملت» أن أنتج «ريتشارد الثالث» مع «رويل شكسبير» وهي من أهم الفرق العالمية بلا منازع، ثم أنتم تسألون عن الدعم الكويتي!

ما المسارح الدولية التي تعاونت معها أيضاً؟

- مهرجان طوكيو الدولي، فرقة الرويل شكسبير، باربكان في لندن، آفاق لدعم الثقافة العربية في بيروت، إلى جانب قطاعات من الجهات الخاصة في الكويت.

كنت تؤدي شخصية المخرج التي يقدمها روجيه عساف في العروض الأولى لـ«ودار الفلك»، فلماذا اخترت لنفسك هذه الشخصية دون سواها؟

- شرف لنا أن يشاركنا قامة مسرحية وفكرية مثل روجيه عساف، أما اختياري لهذه الشخصية فكان منذ مرحلة إعدادي للعمل، إذ شعرت بأنها تجسد جزءاً من إحساسي تجاه تعاطي قضية المسرح السياسي في العالم العربي وما يمكن إنجازه وما لا يمكن إنجازه فيه.

وما الذي ترى أنه يمكن إنجازه فيه؟

- نستطيع الإنجاز عبر المسرح العربي الملتزم الذي يتقاطع مع مقولة تحريك فضاءات الوعي وفضاءات المجتمع المدني وفي إطار فعل فكري يضع تساؤلات حول الكثير من المسلّمات في مجتمعاتنا.

كيف ترى حال الوضع الثقافي في الكويت؟

-يحتاج إلى الكثير، ففي جو الاحتقان المتزايد داخل صفوف المجتمع، وانهيار مستوى الحوار العام وضرب القوانين عرض الحائط، واستشراء الفساد، أرى أن المجتمع الكويتي بحاجة إلى الثقافة والتعامل مع سقف الحريات الموجودة والمكفولة دستورياً.

هل تفكر بدخول عالم الدراما أو السينما؟

-نعم، وقد يكون مشروع السينما أقرب إلى تحقيقه.

ماذا عن جديدك؟

- هناك عمل سنقدمه في العام 2013 وسأتحدث عنه في شهر يونيو المقبل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي