حديث / جرح الأبدان... أقوى من اللسان

ابتسام السيار


إعداد : مدحت علام
ابتسام السيار
شكلت ظاهرة ضرب التلاميذ في المدارس عائقا امام تطور العملية التربوية والارتقاء بها، اذ تعد هذه الظاهرة من الوسائل المرفوضة صحيا واجتماعيا وهي حسب رأي علماء النفس والاختصاصيين التربويين تخلق كرها كبيرا لدى التلميذ ازاء المدرسة والدراسة.
وقد نجحنا في الآونة الأخيرة الى حد بعيد في القضاء على ثقافة الضرب وما يتركه من آثار جسدية في اجسام الطلاب، وأقصد بالضرب المبرح الذي يترك عاهات وتشوهات على اجساد الصغار، وتكون له آثار نفسية تكون احيانا محدودة تزول بزوال المؤثر، وقد تبقى أمدا بعيدا خصوصا في نفوس التلاميذ من البراعم الصغيرة، وقد مارسه الاوائل من المربين والمعلمين لتقويم اعوجاج الطلاب وتحفيزهم على الدرس والتحصيل، وقد نجحوا في ذلك واخرجوا رجالا افذاذا يعتمد على افكارهم وانجازاتهم في معظم اجهزة الدولة الان، وقد منعت وزارة التربية ممارسة الضرب منعا باتا في المدارس عامة، لانه اصبح وسيلة للتشفي والانتقام والايذاء لأجساد ابنائنا الصغار وتنفيرهم من الدرس والتحصيل.
ولكن الأدهى والامر من ذلك والاشد وقعا وايلاما على نفسية الصغار والكبار هو جرح اللسان، التوبيخ، والانقاص من شخصية الطالب او اسماعه كلمات جارحة تمسه معنويا، او تنال من شخصه او تقلل من شأنه امام اقرانه الطلاب، مثال على ذلك (يا غبي... ما تفهم... حمار... عمرك ما تفلح وغيرها من الكلمات)، ما يترك اثرا عميقا في نفسية الطالب ويدمرها تماما ويجعل من شخصية المتلقي للاستهزاء شخصية محطمة ومهزوزة تكره التعلم والتعليم وكم من الصغار والكبار تركوا مقاعد الدراسة او اخفقوا في تحقيق اي نجاحات في مسيرتهم الدراسية جراء هذا الاسلوب غير السوي واللا تربوي والذي لا يصدر الا من انسان دخيل على البيئة التعليمية التي يكتنفها الرحمة واللين والعطف على الطلاب الصغار، وايضا الكبار... جرح اللسان لا يندمل وتبقى اثاره الوخيمة سنوات طوالا في حياة الانسان وكم من اناس تركوا الدراسة كما ذكرت قبل قليل بسبب استاذ جاهل او بسبب كلمة جارحة او توبيخ او تلفظ وانقاص لكرامة الطالب (لان الضرب ممنوع) يكيلها ذلك المعلم الذي يفتقد لأبسط قواعد التربية وهي التحلي بالخلق الكريم واستخدام الالفاظ الحسنة مثال على ذلك (ابدعت... احسنت... ممتاز) والكلمة الطيبة التي ترفع من معنويات الانسان وتخلق منه شخصا مبدعا طموحا متفائلا، وتحول حياته من كسل وتراخ وتشتت ذهني الى جد ونشاط وتحصيل وربما تحول مجرى حياته الى احسن حال.
الكلمة الطيبة صدقة خصوصا الصادرة من المعلمة او المعلم تجاه ابنائهم الطلبة، فهم يتأثرون بهم اكثر من ابنائهم ويستمعون الى كلامهم بإنصات واهتمام ويكنون لهم الكثير من التقدير والاحترام خصوصا اذا كانوا صادقين معهم، مخلصين لهم، رؤوفين بهم... عطوفين عليهم وبذلك يخلق منهم جيلا مفعما بالحيوية والنشاط قادرا على العطاء واثقا من نفسه محبا للعلم والعلماء اما اذا كان المعلم خلاف ذلك فلا يصدر منه الا الإساءة بالكلمات الجارحة والالفاظ السيئة التي تدمر النفسيات وتؤثر فيها تأثيرا بالغا وربما يؤدي ذلك الى هجرة الطالب لمقاعد الدراسة كليا، او يهجر التعليم ليصبح مشردا او يصبح متعثرا دراسيا بسبب اخطاء يمارسها من لا يصلح للتعليم او التربية اصلا وان من الاجحاف الابقاء على امثال هؤلاء من المعلمين في مجال التعليم ليمارسوا سلوكياتهم الخاطئة مع الناشئة من الطلاب صغاراً وكباراً... قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم لا يُرحم»، لذا انصح نفسي وجميع اخواني المعلمين والمعلمات والمربين والمربيات الذين اختاروا هذه المهنة الشريفة وهي مهنة التدريس والتعليم ان يراعوا احوال ابنائنا وبناتنا وشبابنا وان يتعاملوا معهم بالرأفة والرحمة واللين والقول الحسن، وان استخدمت الشدة احيانا لتقويم اعوجاج الفرد، او اصلاح حاله المعوج او سلوكه الخاطئ فلا بأس ولكن من دون التجريح باللسان او النيل من شخصه او كرامته او التقليل من شأنه حتى نضمن سلامة اجيالنا من الامراض النفسية والتعثرات الدراسية، التي يمر بها الكثيرون من الطلاب جراء سلوكيات خاطئة لبعض المحسوبين على التعليم من جفاة القلوب وغلاظ الطباع.
[email protected]
@Follow Me :sshaheen9
ابتسام السيار
شكلت ظاهرة ضرب التلاميذ في المدارس عائقا امام تطور العملية التربوية والارتقاء بها، اذ تعد هذه الظاهرة من الوسائل المرفوضة صحيا واجتماعيا وهي حسب رأي علماء النفس والاختصاصيين التربويين تخلق كرها كبيرا لدى التلميذ ازاء المدرسة والدراسة.
وقد نجحنا في الآونة الأخيرة الى حد بعيد في القضاء على ثقافة الضرب وما يتركه من آثار جسدية في اجسام الطلاب، وأقصد بالضرب المبرح الذي يترك عاهات وتشوهات على اجساد الصغار، وتكون له آثار نفسية تكون احيانا محدودة تزول بزوال المؤثر، وقد تبقى أمدا بعيدا خصوصا في نفوس التلاميذ من البراعم الصغيرة، وقد مارسه الاوائل من المربين والمعلمين لتقويم اعوجاج الطلاب وتحفيزهم على الدرس والتحصيل، وقد نجحوا في ذلك واخرجوا رجالا افذاذا يعتمد على افكارهم وانجازاتهم في معظم اجهزة الدولة الان، وقد منعت وزارة التربية ممارسة الضرب منعا باتا في المدارس عامة، لانه اصبح وسيلة للتشفي والانتقام والايذاء لأجساد ابنائنا الصغار وتنفيرهم من الدرس والتحصيل.
ولكن الأدهى والامر من ذلك والاشد وقعا وايلاما على نفسية الصغار والكبار هو جرح اللسان، التوبيخ، والانقاص من شخصية الطالب او اسماعه كلمات جارحة تمسه معنويا، او تنال من شخصه او تقلل من شأنه امام اقرانه الطلاب، مثال على ذلك (يا غبي... ما تفهم... حمار... عمرك ما تفلح وغيرها من الكلمات)، ما يترك اثرا عميقا في نفسية الطالب ويدمرها تماما ويجعل من شخصية المتلقي للاستهزاء شخصية محطمة ومهزوزة تكره التعلم والتعليم وكم من الصغار والكبار تركوا مقاعد الدراسة او اخفقوا في تحقيق اي نجاحات في مسيرتهم الدراسية جراء هذا الاسلوب غير السوي واللا تربوي والذي لا يصدر الا من انسان دخيل على البيئة التعليمية التي يكتنفها الرحمة واللين والعطف على الطلاب الصغار، وايضا الكبار... جرح اللسان لا يندمل وتبقى اثاره الوخيمة سنوات طوالا في حياة الانسان وكم من اناس تركوا الدراسة كما ذكرت قبل قليل بسبب استاذ جاهل او بسبب كلمة جارحة او توبيخ او تلفظ وانقاص لكرامة الطالب (لان الضرب ممنوع) يكيلها ذلك المعلم الذي يفتقد لأبسط قواعد التربية وهي التحلي بالخلق الكريم واستخدام الالفاظ الحسنة مثال على ذلك (ابدعت... احسنت... ممتاز) والكلمة الطيبة التي ترفع من معنويات الانسان وتخلق منه شخصا مبدعا طموحا متفائلا، وتحول حياته من كسل وتراخ وتشتت ذهني الى جد ونشاط وتحصيل وربما تحول مجرى حياته الى احسن حال.
الكلمة الطيبة صدقة خصوصا الصادرة من المعلمة او المعلم تجاه ابنائهم الطلبة، فهم يتأثرون بهم اكثر من ابنائهم ويستمعون الى كلامهم بإنصات واهتمام ويكنون لهم الكثير من التقدير والاحترام خصوصا اذا كانوا صادقين معهم، مخلصين لهم، رؤوفين بهم... عطوفين عليهم وبذلك يخلق منهم جيلا مفعما بالحيوية والنشاط قادرا على العطاء واثقا من نفسه محبا للعلم والعلماء اما اذا كان المعلم خلاف ذلك فلا يصدر منه الا الإساءة بالكلمات الجارحة والالفاظ السيئة التي تدمر النفسيات وتؤثر فيها تأثيرا بالغا وربما يؤدي ذلك الى هجرة الطالب لمقاعد الدراسة كليا، او يهجر التعليم ليصبح مشردا او يصبح متعثرا دراسيا بسبب اخطاء يمارسها من لا يصلح للتعليم او التربية اصلا وان من الاجحاف الابقاء على امثال هؤلاء من المعلمين في مجال التعليم ليمارسوا سلوكياتهم الخاطئة مع الناشئة من الطلاب صغاراً وكباراً... قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم لا يُرحم»، لذا انصح نفسي وجميع اخواني المعلمين والمعلمات والمربين والمربيات الذين اختاروا هذه المهنة الشريفة وهي مهنة التدريس والتعليم ان يراعوا احوال ابنائنا وبناتنا وشبابنا وان يتعاملوا معهم بالرأفة والرحمة واللين والقول الحسن، وان استخدمت الشدة احيانا لتقويم اعوجاج الفرد، او اصلاح حاله المعوج او سلوكه الخاطئ فلا بأس ولكن من دون التجريح باللسان او النيل من شخصه او كرامته او التقليل من شأنه حتى نضمن سلامة اجيالنا من الامراض النفسية والتعثرات الدراسية، التي يمر بها الكثيرون من الطلاب جراء سلوكيات خاطئة لبعض المحسوبين على التعليم من جفاة القلوب وغلاظ الطباع.
[email protected]
@Follow Me :sshaheen9