أنان يزور دمشق «قريبا» وأحد مساعديه يسبقه اليها

حلب تلبي نداء جامعتها... بأكبر تظاهرات منذ بدء الثورة

تصغير
تكبير
دمشق - وكالات - حشدت «جمعة ابطال جامعة حلب» في سورية امس اكبر تظاهرة في المدينة منذ بدء الثورة قبل نحو 15 شهرا، وشارك عشرات آلاف السوريين في مسيرات نظمت في عدد كبير من المدن والبلدات رغم استمرار اعمال القتل، وذلك قبل ايام من زيارة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لدمشق التي يسبقه اليها احد مساعديه، في ظل استعداد المراقبين الدوليين لتنفيذ خطة انتشار في البلاد، على ما اعلن رئيس بعثتهم الجنرال روبرت مود.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان حلب شهدت اكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس 2011 وذلك رغم القمع الذي ووجهت به تظاهرة الخميس التي ترافقت مع وجود المراقبين في جامعة حلب.

وقال عبد الرحمن ان عشرات الالاف تظاهروا في كل سورية في اضخم تظاهرات منذ اعلان وقف اطلاق النار في منتصف ابريل.

واكد الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان «مدينة حلب تعيش انتفاضة حقيقية»، مشيرا الى خروج عشرات التظاهرات في احيائها وفي مناطق الريف.

واكد الحلبي ان معظم التظاهرات ووجهت باطلاق النار من قوات الامن التي اعتقلت عشرات المتظاهرين.

واستقبل الاف الطلاب في جامعة حلب وفدا من المراقبين الدوليين زار الجامعة الخميس، مطالبين باسقاط النظام ورافعين «اعلام الثورة».

واظهر مقطع فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت طلابا في سيارة احد المراقبين وامامهم عناصر من الامن ينهالون بالضرب على طلاب آخرين. وسمع صوت شابة تطلب من المراقب ان يغادر المكان قائلة «نحن بحمايتك».

وأفاد مرصد حقوق الانسان أن عبوة ناسفة انفجرت في حي الشعار بالمدينة ما أدى إلى مقتل ضابط وجرح خمسة من عناصر القوات النظامية.

في هذه الاثناء استمر قصف مدينة الرستن التي تعتبر معقلا للجيش السوري الحر بمحافظة حمص. واظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت اعمدة من الدخان ترتفع من احياء في المدينة بعد سماع اصوات انفجارات قوية. وبدت في شريط آخر آثار حجارة وشظايا قرب عدد من المنازل في ظل دخان ابيض كثيف، وتتالى سقوط القذائف بمعدل واحدة في اقل من دقيقتين.

وندد المرصد بـ «صمت المراقبين الدوليين الذين لم يعملوا على وقف القصف المستمر منذ ايام على الرستن».

وقتل طفل في حي طريق حلب في مدينة حماه حيث سمع قبل الظهر صوت انفجار تبعه صوت اطلاق رصاص كثيف.

ونفذت قوات الامن حملة مداهمات في دوما في ريف دمشق وفي حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية، واعتقلت عددا من الاشخاص.

وسجل انتشار مماثل في محيط المساجد في مدينة جبلة القريبة من اللاذقية، وفي مدينة بانياس والقرى المحيطة.

وخرجت تظاهرات صباحية في حيي القدم والتضامن في دمشق. وبعد صلاة الجمعة، سجلت تظاهرات في مدن وبلدات وقرى عدة في في محافظات الحسكة ودير الزور وادلب وريف دمشق ودرعا وحمص.

وذكر التلفزيون السوري ان «انفجارا وقع قرب جامع العباس في حي برزة» في العاصمة، ما اسفر عن وقوع جرحى.

واوضح التلفزيون ان العبوة التي انفجرت كانت مزروعة في كشك هاتف عمومي «تسببت في اصابة عدد من المارة بينهم نساء واطفال».

وتأتي هذه التطورات عشية زيارة كوفي انان «قريبا» الى سورية، وفق ما اعلن الناطق باسمه احمد فوزي، مضيفا في لقاء صحافي في جنيف: «يمكننا توقع زيارة قريبا». وتابع: «سبق ان قلنا ان المبعوث المشترك يدرس دعوة لزيارة سورية».

من جهة اخرى اعلن فوزي ان احد مساعدي انان سيتوجه الى سورية كذلك. ولم يرغب في تقديم تفاصيل خطة سفره «لدواع امنية».

ووجه الناطق باسم انان مجددا نداء الى جميع الاطراف كي توقف جميع انواع العنف وتبدأ حوارا سياسيا. كما دعا الى وحدة مجلس الامن والمجتمع الدولي.

وقال فوزي ان «خطة انان هي الوحيدة المطروحة حاليا» فيما تواصل القوى العظمى التمسك بالخطة وتخشى حلول لحظة الاقرار بفشلها.

وقدم الجنرال مود للسفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني خلال اجتماعه به امس شرحاً حول مهمة المراقبين الدوليين في المناطق الساخنة في سورية.

واشار مود الى مكانة ايران ودورها البناء في المنطقة، وقال «ان توجهات ايران إزاء الأحداث في سورية تتطابق ومشروع أنان الرامي الى تسوية الأزمة في سورية».

واعلن ان البعثة بصدد ايجاد طريقة «ناجحة» للانتشار في سورية». وقال: «سأقوم بمنح التصريح بالانتقال من المرحلة الاولى للبعثة والمتضمنة ترتيبات ما قبل الانتشار والتخطيط الى مرحلة عمل تنفيذ المهمة وانا متأكد من اننا سنصل الى قدرات عملياتية كاملة فى وقت قياسي».

واضاف انه «وقعت بعض احداث العنف خلال الفترة الزمنية المطلوبة للانتشار الكامل لبعثة الامم المتحدة للمراقبة فى سورية الا انه لا يمكن لاي عدد من المراقبين ان يحقق خفضا متقدما فى حجم العنف ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الاطراف الداخلية والخارجية».

ورأى مود انه من المستحيل بهذه المرحلة تحديد الجهة التي تقف وراء التفجيرات مثل تلك التي وقعت في دمشق، مشيراً الى أنه إذا ثبت تورط «القاعدة» فيها فإن ذلك يعد أمراً خطيراً.





موسكو ترى خطّة أنان في خطر وباريس ترفض تصريحات الأسد



بان كي مون يحمّل «القاعدة» مسؤولية تفجيري دمشق



باريس، موسكو، تونس - رويترز، ا ف ب، يو بي آي - اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن اعتقاده بان تنظيم «القاعدة» مسؤول عن تفجيري دمشق اللذين أوديا بحياة 55 شخصا، فيما رفضت باريس تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد الذي دعا نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الى «التفكير في مصالح فرنسا» وتغيير سياستها حيال دمشق، واعتبرت موسكو أن خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في خطر بسبب محاولات قوى معيّنة لم تسمها خلق دوّامة من العنف في البلاد.

وقال بان كي مون في لقاء شبابي في مقر الامم المتحدة في نيويورك: «قبل بضعة أيام وقع هجوم ارهابي هائل وخطير واعتقد أنه لا بد ان القاعدة مسؤولة عنه. لقد خلق هذا مرة أخرى مشكلات بالغة الخطورة».

واوضح ان «ارسال مراقبين كان له أثر مهدئ. فقد انخفض عدد حوادث العنف لكن ليس بدرجة كافية فلم يتوقف كل العنف. نحن نحاول بذل أقصى ما في وسعنا لحماية المدنيين».

وقال ان «عشرة الاف شخص على الاقل قتلوا في الصراع في سورية.

وفي باريس، رفض الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو تصريحات الاسد وقال في ندوة صحافية: «ليس بتصريحات مماثلة يحمل بشار الاسد الناس على ان ينسوا ان قواته الامنية تواصل قتل شعبه وانه لم يبدأ بعد في تطبيق خطة كوفي انان».

وتساءل: «هل توقفت اعمال العنف؟ هل افرج عن السجناء؟ هل عاد الجيش الى ثكنه؟ هل بدأت عملية سياسية؟ الاجوبة السلبية كثيرة على هذه الاسئلة التي تحملنا على الاستمرار في دعم خطة انان التي ستتيح انتقالا سياسيا في سورية».

وخلص الناطق الى القول: «على بشار الاسد ان يدرك، بعد 14 شهرا على الازمة، ان القمع الدامي الذي تقوم به قواته الامنية هو الذي يهدد باغراق سورية في فوضى تؤثر على الاستقرار الاقليمي».

وفي موسكو أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن موسكو قلقة من دعوات رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون لبعض الدول لتسليح الجيش السوري الحر.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن الناطق الرسمي باسم الوزارة: «ارتبكنا من تصريح الرئيس الذي أعيد انتخابه اخيراً للمجلس الوطني السوري برهان غليون عن استراتيجية جديدة لإحكام سيطرة المجلس السياسية على مقاتلي المعارضة بغية الإطاحة بنظام بشار الأسد».

وقال لوكاشيفيتش إن «عناصر معيّنة في سورية تسعى إلى تخريب تنفيذ خطة كوفي أنان من أجل إعادة إطلاق دوّامة العنف»، مضيفا أن روسيا لا تستبعد زيادة عدد مراقبي الأمم المتحدة في سورية إذا اقتضت الحاجة.

من جهة أخرى تلقت قيادة سفينة الخفر «سمتليفي» (المتقد) التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي أمرا ينص على تمديد مهمة المناوبة القتالية قرب السواحل السورية.

ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر في هيئة الأركان العامة في أسطول البحر الأسود قوله إن هذا القرار تم اتخاذه بسبب حيثيات الوضع في المنطقة.

وكان من المقرر سابقا أن تعود السفينة إلى قاعدتها في سيفاستوبول الثلاثاء الماضي، وتوقع المصدر ان تنهي السفينة مهمتها أواخر الشهر الجاري بعد أن يحل طراد «موسكو» محلها قبالة السواحل السورية.

من جهة ثانية، اعترف وزير الداخلية التونسي علي لعريض بوجود تونسيين في صفوف الجيش السوري الحر».

ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن لعريض قوله: «لقد تأكد لدينا وجود بعض هؤلاء الشبان في السجون السورية وبعضهم الآخر استشهد في حين لا يزال آخرون ضمن الثوار بهذا البلد».

ونفى لعريض أن يكون لدى وزارته معلومات دقيقة حول عدد هؤلاء الأشخاص «رغم الجهود المبذولة»، وقال في هذا الشأن «إن وضع كل تونسي بالخارج يهمنا في الحاضر والمستقبل».

واوضح: «يؤسفنا قيام بعض الشبان التونسيين بمغامرات غير محسوبة العواقب عبر السفر إلى سورية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي