حسين الراوي / أبعاد السطور / «البدون» ... الحزن السرمدي

تصغير
تكبير
| حسين الراوي |

سنوات تلو سنوات، وعام تلو عام، وأجيال بعد أجيال، وأطفال تكبر فتصبح كباراً ثم تهرم وتشيخ وقضية البدون إلى الآن لم تنتهِ أو حتى على الأقل يجدوا لها حلول تستحقها! خذوها كاش ومن الآخر الدولة لا تريد حل قضية البدون ولا حتى أصلاً حطتها في آخر جدول اهتماماتها!

الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية يشبه إلى حد كبير العجوز التي تحكي طول النهار لأحفادها وزوارها قصصاً كثيرة ومتنوّعة من خيالها إلى حد التعب، وفي أول الليل تذهب متجهة نعسانة نحو فراشها الدافئ لتخلد للنوم وهي قريرة العين لدرجة تشخر شخيراً تتصدع منه حيطان غرفتها! دون أن تعلم ماذا فعلت تلك القصص الغريبة والعجيبة في حال من سمعها! وهذا بالضبط يشبه ما خرج من الجهاز المركزي للبدون يوم أن قال لشباب البدون أنهم يستطيعون الآن أن يعملوا كموظفين في القطاع الحكومي، والحقيقة المثبتة والتي أنا شخصياً أحد شهودها في المراجعات الوزارية التي يقوم بها شباب البدون في مقر عملي، أقول وبالفم المليان أنه لا يوجد تنسيق مسبق بين الجهاز من جهة وديوان الخدمة المدنية والوزارات والجهات الحكومية من جهة، من أجل توظيف شباب البدون!! الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية يذكرني بلجنة استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التي تم تأسيسها عام 1991م، والتي إلى اليوم لم نرَ لها أي دور حقيقي أو ظهور إعلامي ولو بالخطأ حتى! الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع البدون يفتخر ويتفشخر من وقت لآخر بأنه يرسل دفعات إلى مجلس الوزراء من أجل تجنيس أبناء الكويتيات من المطلقات والأرامل وممن لديهم احصاء 1965 وكل هذه الشرائح هي أصلاً مستحقة للجنسية الكويتية من دون أن يتوسط لهم ويرأف بحالهم الجهاز المركزي للبدون! وودي أعرف ولو حتة صغيرة عن الفوائد التي عادت على اخواننا البدون من جولة رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع البدون التي طاف فيها على بلدان الخليج؟! على الأقل تصريح واحد من خلاله يطلعنا على الفائدة أو الخطة المنتظرة التي خرج بها من جولته الميمونة تلك، لكن هذا قدر احبابنا البدون منذ سنوات طويلة مع الألم. خلاص بوقف لحد اهني في كتابة المقال ارتفع ضغطي! حرام عليكم، والله يكفي ظلما يا عالم!!

(خدمات جليلة)

اسكر... عرّبد... أُرقص... وهُز الصدر والخصر والأرداف... وقهقه عالياً إن حمى التصفيق وارتفع لك الهتاف! فأنت المحترم في هذه البلاد! إن الضمير عندهم والتفاني والإخلاص من أسمى آيات الانحراف!!



[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي