سعيد... بعقمه!

ياسر العبدالإله





|بقلم: ياسر العبدالإله|
قبل أيام عدة وفي مكان مقدس هو المسجد الحرام بمكة المكرمة، جلست في أجواء إيمانية رائعة مع إخوة أشقاء من عدة دول، جمعتنا هذه السنّة العظيمة ( العمرة ) في هذا المكان العظيم، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث ونذكر نعمة الله علينا بأن مَن علينا بزيارة بيته والحلول بقربه، إذ طلع علينا شيخ مليح تبدو على محياه البسمة، استأذن للجلوس معنا فأذنا له وسألناه من أي البلاد هو فأجاب بإجابة تتجلى فيها روحه الرائعة ونفسه الضحوكة، قال: «أنا من بلاد الدار دار بيت بيت زنقا زنقا». فضحك الجميع بعد أن تيقن أن هذا الشيخ من ليبيا الحبيبة.
ذكر لنا الشيخ البشوش قصة حياته الرائعة، التي تعتبر مثلا عظيماً في الصبر وتحويل البلاء إلى عطاء والنقمة المقيتة إلى نعمة عظيمة.
قال: «كنت في مقتبل العمر وحلمي حلم أي شاب بالزواج وتأسيس بيت يملأه الود والحنان ويعمره الأطفال الذين هم بهجة الحياة، وما إن تزوجت مرتين متتاليتين حتى اكتشفت أنني عقيم ولا أستطيع الإنجاب ما جعلني أطلق للمرة الثانية».
يتابع: «اعتقدت أن هذه نهاية الدنيا وأنه البلاء العظيم ولكن يقيني بالله عزوجل وحسن ظني به جنبني هذا الاعتقاد وفتح لي باباً من الأمل في العيش السعيد، فامتن الله عليّ بالزواج من امرأة ثالثة صالحة وصابرة ومصابة بالعقم أيضاً، ومنذ ذلك اليوم وطيلة ثلاثين سنة وأنا أعيش أسعد أيام حياتي بعد أن من الله علي بنعمة سنوية لا تقدر بثمن. امتنّ الله عليّ بأن أمكث في هذه الأرض المباركة سنويا ستة أشهر، أجلس بجوار بيت الله وأخدم المعتمرين والحجاج من شتى البقاع خصوصاً من بلدي ليبيا، ولو كان عندي أبناء لأعاقتني تربيتهم والعناية بهم عن هذه اللذة التي أعيشها سنوياً منذ ثلاثين سنة».
بعد هذه الجلسة الرائعة تيقنت أن هذا الشيخ ماهو إلا رسالة من الله لي ولكل من يقرأ هذا المقال يعرف أن المرء مهما ابتلي من بلاء ومهما قاسى من شدة، فإن ذلك لا يمنعه من أن يسعد في دنياه. فالسعادة موجودة في قلوبنا جميعا ونحن من نختار بين أن نعيش بصحبتها أو أن نخفيها ونعيش حياتنا في كدر، وفي ذلك يقول الشاعر:
قـل للذي نـشد السـعادة: دونـك النـبـع الفـريـد
إن السعـادة منـك لا تأتـيـك من خـلف الـحـدود
جامعة الكويت كلية الشريعة
@bo_3mmar
قبل أيام عدة وفي مكان مقدس هو المسجد الحرام بمكة المكرمة، جلست في أجواء إيمانية رائعة مع إخوة أشقاء من عدة دول، جمعتنا هذه السنّة العظيمة ( العمرة ) في هذا المكان العظيم، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث ونذكر نعمة الله علينا بأن مَن علينا بزيارة بيته والحلول بقربه، إذ طلع علينا شيخ مليح تبدو على محياه البسمة، استأذن للجلوس معنا فأذنا له وسألناه من أي البلاد هو فأجاب بإجابة تتجلى فيها روحه الرائعة ونفسه الضحوكة، قال: «أنا من بلاد الدار دار بيت بيت زنقا زنقا». فضحك الجميع بعد أن تيقن أن هذا الشيخ من ليبيا الحبيبة.
ذكر لنا الشيخ البشوش قصة حياته الرائعة، التي تعتبر مثلا عظيماً في الصبر وتحويل البلاء إلى عطاء والنقمة المقيتة إلى نعمة عظيمة.
قال: «كنت في مقتبل العمر وحلمي حلم أي شاب بالزواج وتأسيس بيت يملأه الود والحنان ويعمره الأطفال الذين هم بهجة الحياة، وما إن تزوجت مرتين متتاليتين حتى اكتشفت أنني عقيم ولا أستطيع الإنجاب ما جعلني أطلق للمرة الثانية».
يتابع: «اعتقدت أن هذه نهاية الدنيا وأنه البلاء العظيم ولكن يقيني بالله عزوجل وحسن ظني به جنبني هذا الاعتقاد وفتح لي باباً من الأمل في العيش السعيد، فامتن الله عليّ بالزواج من امرأة ثالثة صالحة وصابرة ومصابة بالعقم أيضاً، ومنذ ذلك اليوم وطيلة ثلاثين سنة وأنا أعيش أسعد أيام حياتي بعد أن من الله علي بنعمة سنوية لا تقدر بثمن. امتنّ الله عليّ بأن أمكث في هذه الأرض المباركة سنويا ستة أشهر، أجلس بجوار بيت الله وأخدم المعتمرين والحجاج من شتى البقاع خصوصاً من بلدي ليبيا، ولو كان عندي أبناء لأعاقتني تربيتهم والعناية بهم عن هذه اللذة التي أعيشها سنوياً منذ ثلاثين سنة».
بعد هذه الجلسة الرائعة تيقنت أن هذا الشيخ ماهو إلا رسالة من الله لي ولكل من يقرأ هذا المقال يعرف أن المرء مهما ابتلي من بلاء ومهما قاسى من شدة، فإن ذلك لا يمنعه من أن يسعد في دنياه. فالسعادة موجودة في قلوبنا جميعا ونحن من نختار بين أن نعيش بصحبتها أو أن نخفيها ونعيش حياتنا في كدر، وفي ذلك يقول الشاعر:
قـل للذي نـشد السـعادة: دونـك النـبـع الفـريـد
إن السعـادة منـك لا تأتـيـك من خـلف الـحـدود
جامعة الكويت كلية الشريعة
@bo_3mmar