مشاهد / مسرحيتان... وسبعة أفلام

يوسف القعيد


| يوسف القعيد |
في الدعوى المقامة ضد عادل إمام... أسماء أعمال له... لا يتساءل أحد عن تواريخ تقديم هذه الأعمال، لأن بعضها مضى على تقديمه أكثر من ربع قرن،** وربما أكثر من ثلاثين سنة، مثل مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» التي قدمها عادل إمام مع غيره من الفنانين سنة 1976. ثم مسرحية «الزعيم»، التي قدمها عادل إمام مع غيره من الفنانين لثاني مرة سنة 1992. أي أن المسرحية الأولى مضى على تقديمها أكثر من 36 سنة. والمسرحية الثانية مضى على تقديمها أكثر من عشرين سنة.
من المعروف ومن باب التذكير فقط، أن مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» تدور حول بطل سلبي لا يتابع الحياة بشكل دقيق ويجد نفسه متورطا في قضايا كبرى. ربما كانت جرائم. مع أن كل ما قام به أمام المشاهدين أنه زار حديقة الحيوان وقدم الطعام لبعض طيور وحيوانات الحديقة. وأيضا فإن مسرحية «الزعيم» تدور حول فكرة الديكتاتورية. والزعيم الفرد الملهم الذي يستند في حكمه إلى شرعية الرجل الواحد. وهو الواقع الذي كانت تعيشه الأمة العربية والعالم الثالث حتى هلّ علينا الربيع العربي.
وعندما قُدمت مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» على مدى سنوات طويلة. وأيضا عندما شاهدنا «الزعيم» لسنوات طويلة أيضا لم نسمع لأي شخص يتكلم باسم الدين أو بغير الدين متهمًا هذه المسرحية أو تلك بالاقتراب من الأديان لا بالسلب ولا حتى بالإيجاب.
الغريب أن «جرائم» عادل إمام التي من المفترض أن يحاكم عليها الآن بعد كل هذه السنوات. ويصدر ضده حكم يصل لحدود الحبس أي تقييد الحرية. أقول إن معظم الجرائم المنسوبة له في هذه الأعمال لا تخرج عن كونها أفيهات قالها الفنان في تلك الأعمال. ففي مسرحية: «الزعيم» يجلس البطل مع خاله ليحكي له عن ذلك الرجل الذي اشترى منه شقة ودفع له ثمنها فعلاً. وعندما لم يتسلمها ذهب إليه فوجده يصلي كثيرا. وبعد أن استفسر منه عن الشقة اختفت علامة الصلاة، يقصد ذبيبة الصلاة كما تسميها العامة. وانطفأ النور من وجهه. ليخبره بعد ذلك أنه لا يوجد له مال عنده.
وفي فيلم «الإرهاب والكباب» عندما يصعد البطل إلى مجمع التحرير للمصالح الحكومية. وهو مكان معروف. بل ربما كان أحد معالم مدينة القاهرة وما أكثر ظهوره في الأعمال السينمائية. أقول بعد أن يصعد البطل إلى مجمع التحرير ويبحث عن الموظف الذي يريد قضاء مصلحته عنده وجده يصلي دائما ويعطل مصالح المواطنين بطريقة فيها قدر من الافتعال.
وهذا الموقف نجده كثيرا جدا في المصالح الحكومية ونرفضه.
في فيلم «الإرهابي» الذي قدمه عادل إمام في العام التالي للعام الذي قدم فيه «الإرهاب والكباب». في «الإرهابي» قدم شخصية الإرهابي المتطرف الذي يستغل الدين أسوأ استغلال تحت تأثير آخرين يدفعونه لذلك... ويزينون له هذا الطريق. ولكنه يفيق من الغواية في نهاية العمل، وتكون لحظة الإفاقة هي لحظة قتله على يد الجماعات الإرهابية تعاقبه على أنه لم يكمل الطريقة معهم بالشكل الذي يريدونه منه. وكأنه يعاقب على أنه أفاق من وضعه الذي لم يكن صوابا. في العام 1995 قدم عادل إمام فيلم «طيور الظلام» ثم «الواد محروس بتاع الوزير». في العام 1999. وفيهما من التجاوزات من وجهة نظر المحامي طبعا الشيء الكثير. ويقول المحامي إنه لم يكن قد شاهد أفلام عادل إمام من قبل. لولا أنه سمع الناس أثناء سيره في الشارع يقولون إن عادل إمام يسيء إلى الإسلام والمسلمين في أفلامه.
ثم راح يبحث عن هذه الأفلام. وأخيرا وجدها لدى محطة اسمها «حنا بعل» والمحامي لا يدرك أن الاسم أساسا يعود للقائد الروماني «هانيبال» وهو اسم أحد أبناء القذافي. يكمل المحامي أنه أنزل هذه الأفلام والمسرحيات من هذه المحطة. وأصبحت بحوزته وقدمها ضمن مستندات القضية. وطلب من المحكمة مواجهة الفنان عادل إمام بما جاء فيها حتى تحصل على اعترافه أنه قدم فعلاً هذه الأعمال. ويكمل المحامي في عريضة الدعوى أن عادل إمام قدم في 2006 فيلم «عمارة يعقوبيان» وفي هذا العمل لم يكن عادل إمام هو المسيء إلى التيار الإسلامي، بل إن نجله محمد عادل إمام لعب دورا في هذه الإساءة.
وهنا لا بد أن تصيبك الحيرة مثلي فهل عادل إمام مسؤول عما يمكن أن يقوم به ابنه؟ أليست الجريمة إن كان ثمة جريمة في الأمر شخصية؟ محمد ابن عادل إمام تورط مع الجماعات الإسلامية. وانضم إليها وقتل ضابطا من ضباط أمن الدولة.
في سنة 2008 قدم عادل إمام «حسن ومرقص وكوهين» وهو الفيلم الذي جسد الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في الإسكندرية، ومن المعروف حسب أحداث الفيلم أن الفتنة تصل إلى اشتباك بين المسلمين والمسيحيين... ولا يكتفي الفيلم بالكبار، بل إن نجل مرقص المسيحي يحب ابنة حسن المسلم، ولعب دوره في الفيلم عمر الشريف.
في الدعوى المقامة ضد عادل إمام... أسماء أعمال له... لا يتساءل أحد عن تواريخ تقديم هذه الأعمال، لأن بعضها مضى على تقديمه أكثر من ربع قرن،** وربما أكثر من ثلاثين سنة، مثل مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» التي قدمها عادل إمام مع غيره من الفنانين سنة 1976. ثم مسرحية «الزعيم»، التي قدمها عادل إمام مع غيره من الفنانين لثاني مرة سنة 1992. أي أن المسرحية الأولى مضى على تقديمها أكثر من 36 سنة. والمسرحية الثانية مضى على تقديمها أكثر من عشرين سنة.
من المعروف ومن باب التذكير فقط، أن مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» تدور حول بطل سلبي لا يتابع الحياة بشكل دقيق ويجد نفسه متورطا في قضايا كبرى. ربما كانت جرائم. مع أن كل ما قام به أمام المشاهدين أنه زار حديقة الحيوان وقدم الطعام لبعض طيور وحيوانات الحديقة. وأيضا فإن مسرحية «الزعيم» تدور حول فكرة الديكتاتورية. والزعيم الفرد الملهم الذي يستند في حكمه إلى شرعية الرجل الواحد. وهو الواقع الذي كانت تعيشه الأمة العربية والعالم الثالث حتى هلّ علينا الربيع العربي.
وعندما قُدمت مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» على مدى سنوات طويلة. وأيضا عندما شاهدنا «الزعيم» لسنوات طويلة أيضا لم نسمع لأي شخص يتكلم باسم الدين أو بغير الدين متهمًا هذه المسرحية أو تلك بالاقتراب من الأديان لا بالسلب ولا حتى بالإيجاب.
الغريب أن «جرائم» عادل إمام التي من المفترض أن يحاكم عليها الآن بعد كل هذه السنوات. ويصدر ضده حكم يصل لحدود الحبس أي تقييد الحرية. أقول إن معظم الجرائم المنسوبة له في هذه الأعمال لا تخرج عن كونها أفيهات قالها الفنان في تلك الأعمال. ففي مسرحية: «الزعيم» يجلس البطل مع خاله ليحكي له عن ذلك الرجل الذي اشترى منه شقة ودفع له ثمنها فعلاً. وعندما لم يتسلمها ذهب إليه فوجده يصلي كثيرا. وبعد أن استفسر منه عن الشقة اختفت علامة الصلاة، يقصد ذبيبة الصلاة كما تسميها العامة. وانطفأ النور من وجهه. ليخبره بعد ذلك أنه لا يوجد له مال عنده.
وفي فيلم «الإرهاب والكباب» عندما يصعد البطل إلى مجمع التحرير للمصالح الحكومية. وهو مكان معروف. بل ربما كان أحد معالم مدينة القاهرة وما أكثر ظهوره في الأعمال السينمائية. أقول بعد أن يصعد البطل إلى مجمع التحرير ويبحث عن الموظف الذي يريد قضاء مصلحته عنده وجده يصلي دائما ويعطل مصالح المواطنين بطريقة فيها قدر من الافتعال.
وهذا الموقف نجده كثيرا جدا في المصالح الحكومية ونرفضه.
في فيلم «الإرهابي» الذي قدمه عادل إمام في العام التالي للعام الذي قدم فيه «الإرهاب والكباب». في «الإرهابي» قدم شخصية الإرهابي المتطرف الذي يستغل الدين أسوأ استغلال تحت تأثير آخرين يدفعونه لذلك... ويزينون له هذا الطريق. ولكنه يفيق من الغواية في نهاية العمل، وتكون لحظة الإفاقة هي لحظة قتله على يد الجماعات الإرهابية تعاقبه على أنه لم يكمل الطريقة معهم بالشكل الذي يريدونه منه. وكأنه يعاقب على أنه أفاق من وضعه الذي لم يكن صوابا. في العام 1995 قدم عادل إمام فيلم «طيور الظلام» ثم «الواد محروس بتاع الوزير». في العام 1999. وفيهما من التجاوزات من وجهة نظر المحامي طبعا الشيء الكثير. ويقول المحامي إنه لم يكن قد شاهد أفلام عادل إمام من قبل. لولا أنه سمع الناس أثناء سيره في الشارع يقولون إن عادل إمام يسيء إلى الإسلام والمسلمين في أفلامه.
ثم راح يبحث عن هذه الأفلام. وأخيرا وجدها لدى محطة اسمها «حنا بعل» والمحامي لا يدرك أن الاسم أساسا يعود للقائد الروماني «هانيبال» وهو اسم أحد أبناء القذافي. يكمل المحامي أنه أنزل هذه الأفلام والمسرحيات من هذه المحطة. وأصبحت بحوزته وقدمها ضمن مستندات القضية. وطلب من المحكمة مواجهة الفنان عادل إمام بما جاء فيها حتى تحصل على اعترافه أنه قدم فعلاً هذه الأعمال. ويكمل المحامي في عريضة الدعوى أن عادل إمام قدم في 2006 فيلم «عمارة يعقوبيان» وفي هذا العمل لم يكن عادل إمام هو المسيء إلى التيار الإسلامي، بل إن نجله محمد عادل إمام لعب دورا في هذه الإساءة.
وهنا لا بد أن تصيبك الحيرة مثلي فهل عادل إمام مسؤول عما يمكن أن يقوم به ابنه؟ أليست الجريمة إن كان ثمة جريمة في الأمر شخصية؟ محمد ابن عادل إمام تورط مع الجماعات الإسلامية. وانضم إليها وقتل ضابطا من ضباط أمن الدولة.
في سنة 2008 قدم عادل إمام «حسن ومرقص وكوهين» وهو الفيلم الذي جسد الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في الإسكندرية، ومن المعروف حسب أحداث الفيلم أن الفتنة تصل إلى اشتباك بين المسلمين والمسيحيين... ولا يكتفي الفيلم بالكبار، بل إن نجل مرقص المسيحي يحب ابنة حسن المسلم، ولعب دوره في الفيلم عمر الشريف.