MUSIC BOX / شعيل نجح... الرويشد خيّب الآمال والكبيسي مفاجأة

الأغنية العراقية تتسيّد السوق الكويتية!

تصغير
تكبير
| إعداد سماح جمال |

وسط حالة من التخبط والكساد التي تسيطر على سوق الأغنية في العالم العربي عموماً، تخلت شركات الانتاج عن دورها في دعم هذه الصناعة **وتدعيمها، بل ان كثيراً منها توقف عن الانتاج تماماً وآخرون اكتفوا بتوزيع ما ينتجه بعض المغنين القادرين مادياً وباتت أمزجتهم هي المتحكم في ما يقدم للمستمعين.

ولمعرفة حقيقة وحجم المشكلة التي «يعزف على وترها» كل العاملين في الوسط، تفتح «الراي» هذا الملف بجزأين، فتقترب أكثر من وجهة المستمعين وطريقة تعاملهم مع «الكاسيت أو الـ CD» لناحية اقبالهم على شراء النسخ الأصلية من عدمها، على أن نتناول في الجزء الثاني (الأسبوع المقبل) توجهات شركات الانتاج ونتعرف أكثر اليها.

لناحية الاقتراب من وجهة الجمهور، قصدنا عدداً من محال بيع «الأشرطة و الـ CD» لنستشرف من الباعة اتجاه بوصلة المستمع، وجاءت الحصيلة على الشكل الآتي:

«بيع «الكاسيت» شبه متوقف وغالبية الاتجاه في المبيعات للـ «CD»... انه اجماع من الباعة الذين عزوا السبب الى «السيارات الجديدة التي تستعمل غالبيتها مشغلات الأغاني الحديثة».

واتفق الباعة على أن الـ download أثّر بصورة واضحة على مبيعاتهم، لافتين الى أن الزبون الذي يقصدهم غالباً هو «الجاهل» باستخدام التكنولوجيا ولا يجيد التعامل معها.

وعن عدد النسخ التي قد يشترونها لكل فنان عند صدور ألبومه، اتضح أن تلك مسألة ترجع الى مكانة المغني وشعبيته، ففي حين أنهم قد يشترون أكثر من عشرين نسخة لاسم معيّن، قد يكتفون بثلاث نسخ من ألبوم فنان آخر.

وأجمع العاملون على أن الموجة التي تسيطر على السوق في الكويت هي للأغنية العراقية التي تعتلي الصدارة من دون منازع، مؤكدين أن المستمعين يفضلون في هذه الأيام الـ CD المنوّع الذي يضم مجموعة من الأغاني المختلفة لعدد من المطربين، وتُستثنى من ذلك الجلسات والأغاني القديمة التي يتم العمل على تحسين صوتها ليخرج بصورة مقبولة فيصعب نسخها ويحرص المستمع الجيد على شراء النسخة الأصلية منها.

أما لناحية الاسم الذي يتصدر الأغنية العراقية، فتوزعت الآراء بين حسام الرسام وماجد المهندس ووليد الشامي الذي يميل اليه الشباب أكثر، واعتبر نجاح كاظم الساهر مرتبطاً بالأغاني التي قدمها مع الشاعر نزار قباني أكثر من غيرها.

وبالنسبة الى مبيعات الأغنيات القديمة، فاعتبر جميع من التقيناهم أنها ممتازة ومستمرة بقوة حتى الآن، «والفضل في ذلك يعود الى المجهود الذي بذل فيها على صعيد اللحن والكلمة، وهذا بعكس ما يحدث مع الأغاني الجديدة التي تنسى ويتوقف الطلب عليها بعد شهر من صدورها».

وحول تأثرهم بتخفيض الأسعار الذي اتبعته بعض الشركات ثم عدلت عنه وعادت لرفع أسعارها مجدداً لتدارك الخسارة، اتفقوا على أن «الزبائن لم يتقبلوا مسألة رفع السعر».

وعن بورصة النجوم في الكويت، أجمع الباعة على احتلال الصدارة من قبل الكبار، وهم نبيل شعيل الذي شكّل ألبومه الأخير مفاجأة لهم نسبة الى المبيعات العالية التي حققها والطلب القوي عليه، في حين اعتبروا نوال «الملكة من دون منازع»، لافتين الى أن الاقبال يكون على جديدها وقديمها في آن واحد. أما عبد الله الرويشد، فرغم شعبيته، الا أن مبيعات ألبومه الأخير لم تكن على المستوى المطلوب مقارنة بأعماله السابقة.

ولناحية جيل الشباب، فتتصدره أسماء مثل حسين الأحمد، حمود ناصر، عبدالقادر الهدهود، مرام، مشاري العوضي، علي عبدالله وفطومة.

واستنكر أحد البائعين ندرة أعمال الفنان محمد المسباح «الذي اختفى عن الساحة لفترة»، لافتاً الى أن قديمه حتى غير متوافر بصورة كبيرة رغم الطلب عليه.

في مقابل المغنين المحليين، هناك طلب أيضاً على الفنانين العرب، وبرزت قوة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب من خلال احتلالها للصدارة، تليها كل من اليسا ونانسي. وكانت للمغنيات اللواتي يقدمن اللون الخليجي أمثال ميريام فارس، يارا، أسماء المنور ومنى أمارشا حصة كبيرة من المبيعات في الكويت، علماً أن البعض اعتبر أن الألبوم الأخير لأمارشا لم يكن بقوة السابق لناحية المبيعات.

وعما اذا كان بالامكان وضع تصنيف للزبائن بحسب اختياراتهم الموسيقية، أكد الباعة أنهم ينقسمون الى شريحة المراهقين الشباب الباحثين عن اللون «النقازي» وقلة منهم من يتجهون الى الألوان العاطفية أو الرومانسية، لافتين الى أن هناك شريحة «السميعة» التي تقدر الأعمال الفنية الحقيقية، وأنهم كباعة يلمسون في بعض الأحيان الحالة النفسية للزبون من خلال طلبه للون معيّن.

واعتُبر ألبوم فهد الكبيسي ظاهرة في معدلات مبيعاته التي فاقت كل التوقعات، واعتُبر من أقوى الأعمال التي صدرت هذه السنة، وشكلت شمس حالة خاصة لدرجة أن نسخات ألبومها نفدت من السوق، خصوصاً بعد الحملة التي صاحبت طرحها للألبوم وما أشيع عن وجود كلمة خارجة في أغنيتها «تهديد»، وهذا دفع بالكثيرين الى التوجه ليسأل عن العمل.

ورأى بعض الباعة أن الطلب على الأغنية الاماراتية قلّ مقارنة بالسنوات الماضية، ولم يعد الاقبال كبيراً على أسماء مثل حربي العامري، سلمان حميد وميحد حمد.

وأجمع الباعة على أنه ورغم تدهور حال البيع والانتاج، ألا أنهم يلاحظون سلوكاً غريباً لدى بعض الزبائن في حرصهم الشديد على معرفة أسماء الشعراء والملحنين الذين يتعاون معهم الفنانون، بل ان البعض منهم اذا لم يجد اسماً معيناً قد يترك الـ «CD»، ويتركز هذا السلوك في الغالب مع فنانين كعبدالله الرويشد، نبيل شعيل، نوال وعبدالكريم عبدالقادر.

وبسؤالهم عما اذا كان نصيب الاصدارات الأجنبية أفضل من العربية، فاجأنا الباعة بحقيقة غريبة، وهي أن العام 2012 شهد عدم وجود اصدارات جديدة في الأسواق الكويتية للنجوم العالميين، وأنهم يعتمدون على بيع ما لديهم من نسخ لأعمال قديمة تجاوز عمرها بضع سنوات، وتمنوا في معرض حديثهم أن تتوافر هذه الألبومات لأن الطلب عليها كبير.

وعن حقيقة تأثر الفنانين بالثورات العربية، اتضح أن الجمهور استعمل سلاح المقاطعة بصورة فعالة أدت الى توقف أسهم بعض الأسماء عن البيع مثل تامر حسني، لدرجة حولته الى فنان «منبوذ» اذا صح التعبير يعرض عن شراء أعماله.

وأكد الباعة ملاحظتهم لتأثر مبيعات بعض الفنانين بنجاح «ديوهات» كـ اللبنانية مشاعل التي ارتفعت أسهمها بعد ديو «بنيتي الحبوبة» الذي قدمته مع حلال الترك، والمكانة التي باتت فيها الفنانة أسماء المنور بعد عملها مع علي بن محمد.

وأشار أحد الباعة الى أن السوق «هبّت» فجاء في الطلب على الاسطوانات القديمة والاقبال عليها كان كبيراً، ولكن للأسف أن النسخ المتوافرة هي القديمة فقط وليست العربية.

والصدمة كانت أن ألبوم «ملكة جمال الكون» الذي لم تكفّ هيفا وهبي عن الحديث عن أصدائه ونجاحه لا يوجد له أي تأثير في الكويت لناحية حجم المبيعات.

وعن الأغاني التي لا يخلو منها الـ CD المنوع، أشار الباعة الى أغنيتي «ابنساكم» و«مشوار نبيل» لنبيل شعيل هما الأقوى، اضافة الى أغنيتي شمس «حب ناقص واشطح» وأغاني محمد السالم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي