تعب الانتظار

تصغير
تكبير
| نسرين خالد |
كثيرة هي امور الحياة التي ننتظرها ونتوق اليها... فالأشياء تأخذ قيمتها من انتظارنا لها، فلا طعم لأي شيء من دون الانتظار لها.
ولا تحلو لنا الكثير من الاشياء خصوصا الاحلام من دون انتظارنا لها لتحقيقها.
فهناك من يشتاق وينتظر تحقيق حلمه وهناك من ينتظر نتائجة الدراسة وهناك من ينتظر محبوبة وهناك... وهناك...
فالانتظار... وقته قاتل وملل ومرهق يبعث على النفس التعب والارهاق، لكن من دون الانتظار لن نحس بمذاق الوصول إلى مانصبو إليه.
ففي كتاب «The Kite Runner»... «كتاب الافغاني»، كان فيه مقطع يقول: ان كل شيء قدر له وقت... فلن تنعم بطعم الفاكهة إذا قطفتها قبل وقتها... فلا بد لنا أن نعطي فاكهة حياتنا أوقاتها لكي تنضج.
فالانتظار... جعل حياة بشر كثر برزخية... يصبحون على الدود وينامون في الليل بين اللحود! ينتظرون الموت في كل أشكاله... إن لم تكن حرباً دامية، فسيارة طاحنة، وإن لم يكن مرضاً عضالاً... فموت مفاجئ! انتظارهم للموت... أحال حياتهم لسواد... ونسوا أن يعمروا دنياهم... فخربوا دنياهم وأخراهم!
فنتائج الانتظار ليست مشروطة بان تكون دوما نتائج مفرحة او محزنة او ما نتمنى، فالذي أعرفه أن نصيب الذين لا ينتظرون من السعادة أكثر من هؤلاء الذين يفضلون الانتظار، وبالتأكيد اختيار عدم الانتظار يتطلب مجازفة وشجاعة في الوقت نفسه.
فهذا العالم الانتظاري ليس له نهاية وما أصعب الدخول في دوامته، خصوصا عندما يكون ممزوجا ببعض الاحلام التي ننتظر تحقيقها.
فالوقت هو الخصم الوحيد في عالم الانتظار، إنه يمر ببطء شديد ولا تستطيعون التحكم به فانتم مجبرون عليه.
وبالرغم من هذا الشقاء والعناء سنبقى منتظرين، رغم مرور الفصول علينا من بردها وحرها... ورغم اعتراضنا له فلا سبيل الا الانتظار.
إن أصعب شيء في الدنيا... عندما ننتظر تحقيق حلم ما نصبو اليه او ننتظر خبرا مفرحا او لقاء عزيزا علينا، ولكن ما احلى طعم الانتظار عندما تكون النهاية مفرحة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي