استنزاف القوات المسلحة في الميادين ... يمهّد لضربة إسرائيلية مدمرة لوأد مصر

تصغير
تكبير
| بقلم الدكتور أحمد سامح |

لا أحد ينكر أن مصر الكنانة تمر بأصعب فترة من فترات تاريخها الحديث والقديم، فمنذ عهد مينا الى عهد الإخوان المسلمين لم تمر مصر بمثل هذا الموقف العصيب أو بهكذا منعطف خطير، بسبب مخطط بالغ الخطورة يُحاك ليس بهدف انهيار امن الدولة فحسب بل من أجل انهيار امن المواطن واشاعة الفوضى والاضطراب والخوف والفزع في نفوس المصريين.

هذا المخطط يريد المحركون لفصوله انهيارا اقتصاديا لم تشهده البلاد حتى في ايام الحاكم بآمر الله يوم أن شاعت المجاعة وعاشت مصر اصعب ايام تاريخها.

كما يهدف المخطط الى استنزاف القوات المسلحة المصرية عبر تشتيت قواها في شوارع وميادين المدن المصرية وشغلها عن مهماتها الأساسية وواجباتها المقدسة المتمثلة في حماية حدود الوطن والمحافظة على استقلاله ووحدة ترابه. ومن يتتبع خيوط المخطط يراه يصل إلى هدف الاساءة الى قيادة القوات المسلحة والتشكيك في وطنيتها بعد افتعال المواجهات واختلاق الازمات والعمل على استفزازها بل والاعتداء عليها، بغية ان ترد وتدافع عن نفسها فيسقط الضحايا والقتلى فتزرع الحقد في قلوب ابناء مصر ضد قواته المسلحة وضد قيادتها.

وتعمل هذه القوى الطارئة على الحمل السياسي والعمل الوطني على تقطيع اوصال مصر مع الدول العربية الشقيقة بافتعال المشاكل والاساءة لابنائها وشتم وسب قيادتها لعزل مصر عن اشقائها وفقدان الموقف العربي المساند والداعم لمصر في ازماتها لحرمان مصر من مواقف مشرفة واخوية داعمة لمصر كما حدث في حرب اكتوبر المجيدة.

هذه القوى التي تعمل في الخفاء أصبح المطلع ببواطن الأمور يتأكد أنها تخطط ليوم مهول وتهيئ مسرح العمليات لاسرائيل لتوجيه ضربة ساحقة لمصر بعد ان تفتت جبهتها الداخلية وانهار اقتصادها واستنزفت قواتها المسلحة وتم التشكيك في قياداتها.

يوم مهول تشن اسرائيل حربا لا هوادة فيها لتدمير مصر بأقل الخسائر بعد ان مهدت القوى التي حولت ثورة 25 يناير الى اكبر كارثة ستلحق بمصر بعد ان مهدوا مسرح العمليات لحرب تشنها اسرائيل هم يعلمون انها كارثية.

وسيهيئون مسرح العمليات على الساحة الدولية بتصريحاتهم الرنانة التي توفر على اسرائيل بذل المجهود لتهيئة الرأي العام العالمي لهذه الحرب بل هم ايضاً مهدوا وهيأوا لاسرائيل مسرح العمليات على الساحة الدولية بعد ان هيأوا لها على الساحة المصرية. واستأذن الاستاذ عبدالرحمن الكواكبي في استخدام عبارته الشهيرة «كلمة حق وصرخة في واد ان ذهبت اليوم مع الريح فقد تذهب بالاوغاد» كما قال الكواكبي.

وثقافة السباب والشتم والقذف أو حتى اتهامي بالخيانة العظمى... كل هذا لن يمنعني من قول كلمة الحق، ولن يحزنني ما اتوقعه من اصحاب ثقافة السب والشتم والقذف فقد أساؤوا لخادم الحرمين وسبوا المشير طنطاوي وسبوا شيخ الازهر وسبوا كل من يختلف معهم وكل من يقول كلمة حق وأخيراً سيحق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يوحى علمه شديد القوى ولا ينطق عن الهوى «مصر كنانة الله في أرضه من أراد لها سوءاً هلكه الله وفي رواية أخرى قسمه الله».



تخريب أمن الدولة وأمن المواطن

في خطة ممنهجة لضرب أمن المواطن وأمن الدولة بدأ تنفيذها في الخامس والعشرين من يناير بالهجوم على أقسام الشرطة ومديريات الأمن والسجون. وكان الهدف ضياع هيبة رجال الشرطة وإعلاء شوكة البلطجية والمجرمين الذين تحرشوا بضباط الشرطة واعتدوا عليهم ونهبوا الأسلحة من مخازنها، وهنا كان لا بد أن تدافع الشرطة وضباطها وجنودها عن حياتهم فقاموا بصد هذا الاعتداء.

وذهبت العناصر التي تعمل وفق خطة ممنهجة لإخراج ارهابيي حماس من السجون وكذلك اعضاء خلية حزب الله المعتقلين داخل السجون الذين باتوا ليلتهم في غزة وبيروت في اليوم نفسه فمن الذي أخرجهم ووفر لهم وسيلة الهروب من السجون والسفر والعودة؟ ومن أرسلهم لتخريب أمن مصر في اليوم نفسه؟، ثم توالى الهجوم على اقسام الشرطة ومديريات الأمن والاعتداء على الضباط والجنود، ومن بعدها وزارة الداخلية، حتى طال العبث ملفات أمن الدولة لصالح قوى أجنبية معادية لمصر وتريد اختراق أمنها لتنفيذ مخططاتها الارهابية داخل أرض الكنانة.

مصر التي يشار إلى أمنها واستقرارها منذ فجر التاريخ وذكرت في القرآن الكريم بالأمن والسلام فقد قال عز وجل «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وكذلك قال «ادخلوها بسلام آمنين»، انهم يحاربون الله ورسوله ولكن قول الله العظيم غالب على أمرهم وسيهلك الله كل من أراد لمصر سوءاً.

لقد أرادوا ضياع أمن مصر وأمن الدولة في خطة ممنهجة واعين ومدركين لما يفعلون ومصممين على ما أضمروه من سوء وشر لصالح قوى خارجية تريد أن تعبث بأمن مصر الكنانة وبأمن أهلها.

فالهدف الأساسي لهم اضعاف الجبهة الداخلية بنشر الفوضى والاضطرابات وغياب رقابة الدولة على حدودها وتسلل العناصر المخربة الإرهابية للعمل مع قوى داخلية عقدت العزم على ضياع أمن الدولة وأمن المواطن واسقاط الدولة المصرية إلى الأبد وهذا ما لم تواجهه مصر منذ عهد مينا إلى هذه الأيام السوداء لهدف كبير يسعون اليه.



استنزاف القوات المسلحة وتشويه قياداتها

ويهدف المخطط إلى استنزاف القوات المسلحة المصرية في شوارع وميادين مدن مصر الكنانة واشغالهم عن مهماتهم القتالية والاستعداد والتدريب لحماية حدود الوطن.

فمنذ أكثر من عام ونصف العام والجيش المصري يستنزف بخطة ممنهجة مدروسة وكذلك خطة معدة بدقة ومؤامرة أعد لها بعناية لتشويه صورة قيادة القوات المسلحة ومحاولة اشعال حرب أهلية وافتعال المواقف حتى تطلق القوات المسلحة النار على الجموع التي تتحرش بوزارة الداخلية ثم وزارة الدفاع.

والهدف الخبيث سقوط القتلى والضحايا من الجيش والشعب ليكون العداء والكراهية للقوات المسلحة.

فتارة يتجمعون في شارع محمد محمود محاولين اقتحام وزارة الداخلية وتارة بالعمل الدؤوب من أجل سقوط ضحايا كما يقتضي مخططهم الاجرامي الذي وراءه الخيانة والعمالة للقوى الاجنبية التي تريد اضعاف واستنزاف جيش مصر.

والتاريخ يعيد نفسه فقد استدرجوا جمال عبدالناصر الى حرب اليمن وهناك استنزفوا الجيش المصري ليوم مهول هو الخامس من يونيو في العام 1967، يوم أن لحقت بمصر اسوأ هزيمة منذ عهد مينا، يومها وفي 6 ساعات دمر الجيش المصري واحتلت خمس مساحة مصر.

وتشهد مصر مثل ما حدث في استدراج القوات المسلحة الى حرب اهلية ويفرض عليها اطلاق النار على جماهير ضللت ويتم استخدامها لتنفيذ مخطط كبير من بنوده استهداف القوات المسحلة المصرية والاساءة الى قياداتها والتشكيك في وطنيتها من اجل هذا اليوم.



اضعاف وتفتيت الجبهة الداخلية

ومن يطالع بتمعن في تفاصيل هذا المخطط الكبير فسيجده يهدف إلى تفتيت الجبهة الداخلية وذلك بإشاعة الفوضى والاضطرابات واثارة الفتن.

فبدأ المخطط بالهجوم على الكنائس واحراقها واشاعة انه يجب فرض الجزية على أقباط مصر، بعد أن رأوا قوة أبنائها في ظل وحدتهم الوطنية، ولاضعاف الجبهة الداخلية كان لابد من اشاعة الفرقة وبث روح الفتنة والكراهية بين أقباط مصر ومسلميها، بعد أن كانت مضربا للأمثال منذ عهد عمرو بن العاص، حيث كان لاقباط مصر دور تاريخي مشرف، لا يقل عن دورهم هذه الأيام العصيبة حينما رفض الانبا شنودة الثالث بكل الوطنية والحب التدخل الأجنبي في شؤون مصر ومحاولة تقسيمها بدعوى اضطهاد الأقليات وكان موقفه الوطني العظيم الذي سيخلده التاريخ في وقت تسعى فيه قوى غريبة عن المجتمع المصري والسياسة المصرية كي تضيع أمن المواطن وأمن الدولة واستنزاف القوات المسلحة المصرية بافتعال المواجهات وتشويه قيادتها والتشكيك في وطنيتها.

ومن يمعن النظر في هذا المخطط سيرى أن ابناء الدين الاسلامي يأتون بشيء لم تعهده مصر منذ عهد عمرو بن العاص حين صنفوا أنفسهم هذا مسلم سلفي وهذا مسلم اخواني وهذا مسلم صوفي وهذا مسلم شيعي واعلانهم عن اقتراحات بمشاريع يندى لها الجبين، وتسئ لدين الله مثل مشروع قانون مجامعة المسلم لزوجته المتوفاة.



ضرب ممنهج لاقتصاد مصر

إن الاضرابات والاعتصامات وقطع الطرق هي إحدى فصول الخطة الممنهجة لضرب اقتصاد مصر، وقد بدأ المخطط بضرب السياحة التي هي مصدر رئيسي للعملة الصعبة ومصدر رزق الملايين من أبناء شعبها عن طريق إشاعة الفوضى واضطراب الأمن وقطع الطرق واغلاق الميادين.

وشرع هذا المخطط في افساد العلاقات مع الدول العربية الشقيقة عن طريق توجيه الاهانات لشعوبها وقادتها بهدف إثارة هذه الدول لتبعد المصريين الذين يعملون لديها والذين هم كانوا دائماً محل ترحيب ومصدر كفاءة.

فشمل المخطط الذي يسعون حثيثاً إلى تنفيذه على اثارة المتاعب مع هذه الدول الشقيقة حتى يكون من الصعب استمرارهم في أعمالهم، ومن ثم تعيدهم تلك الدول الى مصر فتخسر بذلك مصدراً رئيسياً من مصادر العملة الصعبة، بعد أن تُشكل عودتهم عبئاً كبيراً على الاقتصاد المصري.

وما حصل من أحداث التحرش بالسفارة السعودية والاساءة الى شعب المملكة العربية السعودية والمحاولة لافساد العلاقة الطيبة والحميمة بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج عموماً خطط له بخبث وخيانة لمصر وعمالة لقوى أجنبية من أجل يوم مهول.

هذا الذي حصل هو غريب عن روح الشعب المصري الحافظ للجميل، والمعترف بوقوف المملكة العربية السعودية موقفاً داعماً ومشرفاً لرأب الصدع الذي أحدثته هزيمة الخامس من يونيو بحجمها الكارثي فقرر الملك فيصل بن عبدالعزيز الدعم الكامل لمصر رغم الاهانات والشتائم التي وجهها له الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يومها تغاضى الملك فيصل عن هذه الاهانات وعمل بوصية والده الملك عبدالعزيز آل سعود والذي حث أولاده أن يكونوا مع مصر وسنداً لها وقال لهم صلاح أمر العرب بصلاح مصر وان اضطربت أحوالها اضطربت أوصال العرب.



تقطيع أوصال مصر مع العرب

الشعب المصري شعب كريم لا ينسى من كان بجانبه ومن كان معه في أزماته ومحنته.

فقد رأينا موقف المملكة العربية السعودية وموقف الملك فيصل - رحمه الله - الداعم لمحاولة ازالة اثار العدوان في العام 1967 والتخفيف عن شعب مصر من اثار أكبر هزيمة لحقت به في التاريخ.

وعوضوا مصر عن فقدان ثقل قناة السويس التي أغلقت بسبب وصول اسرائيل الى الضفة الشرقية لقناة السويس في 6 ساعات.

ولن ينسى شعب مصر موقف الملك فيصل بن عبدالعزيز الداعم لحرب أكتوبر لعام 1973 والذي يعتبر من أحد أبطالها فقد قدم للرئيس الراحل أنور السادات ثلاثة شيكات على بياض من أجل الإنفاق على مستلزمات حرب اكتوبر المجيدة التي أعادت الكرامة العربية والعزة والشرف لمصر في ملحمة تجلت فيها حكمة السادات وسياساته البارعة فعرف كيف يؤلف القلوب في مصر ووحد الجبهة الداخلية وأعد ما استطاع من قوة ورباط الخيل وقوى علاقاته مع الدول العربية المؤثرة والفاعلة وخطط داخلياً وعربياً ودولياً ليوم عظيم.

وكان انتصار اكتوبر المجيد أول نصر للعرب في التاريخ الحديث، أما الشيء الذي يندى له الجبين ان بعض القوى السياسية المصرية التي كانت تقود البلاد والتي تسببت في أكبر هزيمة في تاريخ العرب الحديث والقديم تعتبر ان السادس من اكتوبر هزيمة وان السادس من يونيو انتصار.

فقال منظرو ومفكرو هذا التيار ان هدف الحرب هو اخضاع إرادة الخصم أو العدو سياسياً وهذا ما لم يحدث في العام 1967 حيث أرادت اسرائيل فرض الصلح والاعتراف بإسرائيل وذلك بإعلان اللاءات الثلاثة الشهيرة لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات مع اسرائيل.

بينما تفاوضت مصر مع اسرائيل بعد حرب السادس من اكتوبر من مفاوضات الكيلو مئة وواحد ثم مفاوضات فض الاشتباك ثم مفاوضات كامب ديفيد، متناسية ان خمس مساحة مصر احتلت وان الهزيمة جلبت التدخل السوفياتي الى مصر حتى ان رئيس مصر أنور السادات مُنع الجنود السوفيات من دخول أحد القواعد السوفياتية في مصر فكان قراره الوطني الشجاع الحر بإنهاء مهمة الخبراء السوفيات في مصر.

وكانت سياسة أنور السادات الحكيمة الداخلية والعربية والدولية ودخل الحرب ومعه كل ابناء مصر وكل العرب حربا من أجل تحرير أرض مصر التي فقدتها في أسوأ كارثة في العام 1967.

كان لابد من ذكر هذا، ماذا تعد القوى السياسية التي طرأت على المجتمع المصري ليوم مهول بينما أعد أنور السادات ليوم عظيم.

يوم عظيم تجلت فيه أصالة ابناء مصر وحبهم وانتماؤهم لأرض الكنانة وتجلت فيه الوحدة العربية من دعم مادي ومعنوي وقطع للبترول حتى يستمع العالم لمطالب ويخضع لتحقيق أهداف حرب أكتوبر المجيدة ذلك اليوم العظيم.



التاريخ يعيد نفسه

بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وعودة سيناء كلها لأحضان الوطن واستعادت مصر العريش وشرم الشيخ وطابا مقابل توقيع ورقة من الرئيس السادات، أرض أخذوها بالدم والقتال وتركوها بتوقيع ورقة، أصاب هذا زعيم اسرائيل واحد مؤسسيها مناحيم بيغين بالاكتئاب ومات بسبب هذا الاكتئاب.

شعر بيغين انه هو الخاسر في معاهدة السلام ولكنه مضطر بعد أن جعل الرئيس السادات القوى اليهودية العالمية ضاغطة على اسرائيل من أجل الوصول الى حل لمشكلة الشرق الأوسط بعد أن شن هجوم السلام بعد حرب أكتوبر المجيدة.

اسرائيل فقدت سيناء التي احتلتها في 6 ساعات ولم تعد تستطيع بعد معاهدة السلام توجيه ضربة لمصر كل ست أو سبع سنوات كما هو مقرر من القوى الصهيونية العالمية.

والجميع يتذكر ان الرئيس جمال عبدالناصر حشد القوات المسلحة المصرية في سيناء بعد اشاعة ان اسرائيل تحشد قواتها على حدود سورية استعداداً لغزوها.

حكم مخطط استدراج جمال عبدالناصر الى حرب حددوا هم زمانها ومكانها.

زمانها تحدد بعد ان تأكدوا من استنزاف القوات المسلحة في حرب اليمن التي لم تكن رحلة نصر سعيدة مشوار كل بطولة كما شدا عبدالحليم حافظ في احتفالات انتصار القوات المسلحة المصرية في حرب اليمن!! وانشغلت قيادة القوات المسلحة المصرية في الرياضة والكورة والانغماس في متع الحياة والسهر حتى ان كانت ضربة 5 يونيو في مساء ليلة احتفال للقوات المسلحة.

مثلما يحدث الآن يستنزف الجيش في شوارع وميادين مصر في مواجهات مفتعلة وانشغال قيادة القوات المسلحة بالمشاكل الأمنية والمواجهات المفتعلة وخلق الكراهية لدى المواطن المصري ضد رجال القوات المسلحة والشك في وطنية قيادتها.

وكما فرضت اسرائيل توقيت الحرب وظروفها تحاول الآن توجيه ضربة ساحقة بخلق مناخ وتهيئة مسرح العمليات لحرب خاطفة تدمر كل شيء وتعيد مصر إلى القرون الوسطى دون خسائر تلحق بها.

والذين يعدون مسرح العمليات لحرب خاطفة تخسر فيها مصر كل شيء يعلمون تماما دورهم وينفذونه في المخططات في وقتها بالضبط دون كلل ودون هوادة.

وحينما تقع الحرب في ذلك اليوم المهول هل يتوافر الموقف العربي الذي توافر في العام 1973؟ هل توقف الدول العربية النفط عن العالم وتستخدمه سلاحاً كما تم استخدامه بنجاح مؤثر في العام 1973 بعدما ما بدر من اساءة لشعب المملكة العربية السعودية وقيادتها في مخطط مدروس ينفذ بدقة وثبات وخيانة عظمى.

وكم حاولت بعض القوى التي تعمل لصالح اسرائيل جر مصر وادخالها في حرب مع اسرائيل في معركة حددت اسرائيل زمانها ومكانها.

وتكرر نصب الفخ لمصر مرات عدة عقب الانتفاضات الفلسطينية وعقب عمليات فلسطينية داخل اسرائيل وعقب مؤتمرات قمة عربية حاولت بعض الدول والقوى المزايدة على موقف مصر لجرها لحرب حددت إسرائيل زمانهاومكانها، وكان المخطط نفسه الذي رسمته إسرائيل في العام 1967 ومحاولة اقحام مصر ودفعها لهذه الحرب المخطط لها والمعد لها ومشاركة قوى كثيرة سيرت المليونيات من أجل الحرب ومن أجل الجهاد واتهام كل صوت وطني عاقل بالخيانة والتقاعس عن الجهاد.

ولن أهاب اصوات القوى الطارئة على العمل السياسي في مصر والعمل الوطني على أرض الكنانة التي لا تجيد إلا ثقافة السباب والقذف والتخوين، ان مبارك نصب له الفخ مرات عدة لاقحامه في حرب حددت إسرائيل زمانها ومكانها وقال لهذه القوى بلاش عنتريات الذي يحارب يحضر قواته ويعبر إلى إسرائيل فصمتوا صمت القبور وكشفت مزايداتهم وظهرت انها ضمن الفخ الذي نصب لاقحام مصر في حرب مقرر لها شنها من قبل إسرائيل كل فترة زمنية لاجهاض التنمية والبناء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في مصر. والمخطط اقترب من نهايته فها هو مسرح العمليات أعد تماما وبسرعة فائقة فضرب أمن الدولة وأمن المواطن في مصر وشاعت الفوضى والاضطرابات ربوع مصر وانهار اقتصادها واستنزفت القوات المسلحة واساؤوا لقيادتها وقطعت أوصال مصر مع شقيقاتها ولم يبق سوى شن حرب اسرائيلية لالحاق هزيمة كارثية بمصر شارك في تنفيذها قوى سياسية طارئة على العمل السياسي المصري وعلى العمل الوطني.

لكن الله عز وجل الذي ذكر مصر في كتابه الكريم خمس مرات بصريح اللفظ وتسع عشرة مرة ضمنا، وقال رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم) الذي هو وحي يوحى علمه شديد القوى الذي لا ينطق عن الهوى «مصر كنانة الله في أرضه من أراد لها سوءاً هلكه الله وفي رواية أخرى قسمه الله».

وسيصمد ضد مصر الذين وصفهم الرسول الكريم بأنهم خير أجناد الله على الأرض، ويتصدون للعدوان الآتي في اليوم المهول.



يعدون ليوم مهول

قوى سياسية طارئة على ساحة العمل السياسي والعمل الوطني وقوى خلايا وتنظيمات سرية نائمة استيقظت واجتمعت ونسقت وتآمرت مع بعضها البعض لضرب أمن مصر وأمن المواطن المصري واستنزاف القوات المسلحة والاساءة لقياداتها والتشكيك في وطنيتها وتفتت الجبهة الداخلية والعبث بوحدتها الوطنية واضعاف اقتصادها.

كذلك تعمل هذه القوى الطارئة على العمل السياسي المصري والعمل الوطني لتقطيع أوصال مصر مع الدول العربية الشقيقة من أجل يوم مهول.

وعلى عكس الإعداد لليوم العظيم يوم السادس من اكتوبر حيث خطط وأعد لحرب اكتوبر المجيدة الرئيس السادات بدعم الزعيم الإسلامي الخالد الملك فيصل بن عبدالعزيز.

اليوم يعدون ليوم مهول تقطع فيه أوصال مصر مع أشقائها الكبار خصوصا المملكة العربية السعودية والاساءة لشعبها ولخادم الحرمين الشريفين من أجل يوم مهول.

حرب حددت اسرائيل توقيتها وزمانها ومكانها وهم هيأوا مسرح العمليات لهذه الحرب وقاموا بدورهم في الاعداد لحرب نتيجتها كارثية.

واسباب اتهامهم بالخيانة العظمى تبدأ كما ذكرنا بضرب الأمن والاستقرار أمن المواطن وأمن الدولة وضياع هيبة الشرطة وخلق الكراهية لرجالها.

وكذلك استنزاف القوات المسلحة في شوارع وميادين مصر واشغالها عن مهماتها القتالية والاعداد بما تستطيع من قوة ومن رباط الخيل والتشكيك في قيادتها وفي وطنيتهم وخلق أو افتعال المواجهات مع القوات المسلحة لسقوط ضحايا وخلق الاحقاد وبث الكراهية في نفوس الشعب المصري ضد قواتهم المسلحة.

كذلك ضرب الاقتصاد المصري والعمل على انهياره بضرب السياحة وفقدان الأمن والعمل على فقد ابناء مصر الكنانة وظائفهم في دول الخليج والعودة إلى مصر لإثقال اقتصادها المنهك المنهار لزيادة الطينة بلة.

وهم يعلمون وواعون بما يصنعون، ودخول حرب مع اسرائيل بهذا الوضع الداخلي والوضع العربي الذي هيأوه من أجل يوم مهول حددت اسرائيل ساعته وزمانه ومكانه وهيأوا هم مسرح العمليات لتلحق بمصر الكنانة أسوأ هزيمة تفوق في نتائجها الكارثية كارثة 1967.

هم يعلمون علم اليقين نتائج الحرب الذين يرفعون الحرج عن اسرائيل وتهيئة مسرح العمليات الدولي لتقبل جميع دول العالم شن هذه الحرب العدوانية الذين هيأوا لها مسرح العمليات بما فعلوه بمصر الحبيبة وهيأوا مسرح العمليات دوليا بتصريحات عن الجهاد ونصرة الشعب الفلسطيني وانهم انهوا زمن الانبطاح أمام اسرائيل التي كان يتبعها النظام السابق.





مصر التي خلدها القرآن



الخلود يعني عدم الفناء والقرآن خالد فمصر خالدة في جنة الخلد يتردد صدى اسمها ورب العزة يتلو كلامه بنفسه ورسوله الكريم يتلو آياته والخلق يهيمون بروعة التلاوة وجمال الصوت.

ذكرت مصر في القرآن الكريم خمس مرات لفظا.

«اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم» البقرة: 61.

«وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً» يونس: 87.

«وقال الذي اشتراه من مصر» يوسف: 21.

«ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» يوسف: 99.

«قال يا قوم أليس لي ملك مصر» الزخرف

وذكرت سيناء في القرآن الكريم مرتين.

«وشجرة تخرج من طور سيناء» المؤمنون: 20.

«والتين والزيتون وطور سنين» التين: 2.

وحظيت مصر بالتشريف في القرآن الكريم حيث ورد ذكرها اكثر من مرة بشكل غير مباشر على سبيل المثال وحظيت مصر بالتشريف في القرآن الكريم حيث ورد ذكرها تسع عشرة مرة بما دل عليه القرآن والتفاسير وذكرت في آيات القرآن الكريم بالارض في اثني عشر موضعا.

«قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم».

«وكذلك مكنا ليوسف في الأرض».

«إن فرعون علا في الأرض».

وذكر عبد الله بن عباس ان كلمة الارض بعموميتها وسعتها قصد الله بها ارض مصر في مواضع كثيرة.

ومصر ليست مدينة واحدة متحضرة بل هي مدائن.

«قالوا ارجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين».

«وابعث في المدائن حاشرين».

«فأرسل في المدائن حاشرين».

«وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين».

كيف لا تكون مدينة او مدائن وبناؤها صروح نعم ما ذكر الصرح في القرآن الا اربع مرات فقط والصرح البناء العظيم مرتان عن سليمان ومرتان عن فرعون مصر.

وكيف لا تكون مدائن؟ وابنيتها الاوتاد وهي كلمة ما ذكرها القرآن الا على الجبال. «والجبال أوتادا»، «وفرعون ذي الأوتاد».

مصر الجنات والزروع والمقام الكريم «كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين».





لماذا هي أم البلاد ؟



مكانة مصر

عند الرسول الكريم

 ما ورد عن مصر في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لهم ذمة ورحما».

وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال: «اذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير اجناد الارض فقال أبو بكر رضي الله عنه ولم يا رسول الله؟ فقال: لأنهم وأزواجهم في رباط الى يوم القيامة»، وعنه صلى الله عليه وسلم وذكر مصر: «ما كادهم احد الا كفاهم الله مؤونته وتكررت الاحاديث في فضلها».

وقال عبد الله بن عمرو: «وأهل مصر أكرم الاعاجم كلها وأسمحهم نية وأفضلهم عنصرا وأقربهم رحما بالعرب عامة وبقريش خاصة».

وقال ايضا: «لما خلق الله عز وجل آدم مثل له الدنيا: شرقها وغربها وسهلها وجبالها وانهارها وبحارها وبناءها وخرابها ومن يسكنها من الامم ومن يملكها من الملوك».

فلما رأى مصر اراها ارضا سهلة ذات نهر جار مادته من الجنة تنحدر فيه البركة ورأى جبلا من جبالها مكسوا نورا لا يخلو من نظر الرب عز وجل اليه بالرحمة في سفحه اشجار مثمرة فروعها في الجنة تسقى بماء الرحمة.

فدعا آدم في النيل بالبركة ودعا في ارض مصر بالرحمة والبر والتقوى وبارك على نيلها وجبلها سبع مرات ثم قال: «يا ايها الجبل المرحوم سفحك جنة وتربتك مسك يدفن فيها غراس الجنة ارض حافظة مطيعة رحيمة لا خلتك يا مصر بركة ولازال بك حفظ ولازال منكم ملك وعز يا ارض مصر فيك الجبأ والكنوز ولك البر والثروة سال نهرك عسلا كنز الله زرعك ودر ضرعك وزكا نباتك وعظمت بركتك وخصبت.

وكان آدم اول من دعا لها بالخصب والرحمة والرأفة والبركة.

وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: دعا نوح عليه السلام لابن ابنه بيصر بن حام وهو ابو مصر فقال الله انه قد اجاب دعوتي فبارك فيه وفي ذريته واسكنه الارض الطيبة المباركة التي هي ام البلاد.

قال عبد الله بن عمرو: لما قسم نوح عليه السلام الارض بين ولده جعل لحام مصر وسواحلها والمغرب وشاطئ النيل فلما دخل بيصر بن حام وبلغ العريش قال: اللهم ان كانت هذه الارض التي وعدتنا على لسان نبيك نوح عليه السلام وجعلتها لنا منزلا فاصرف عنا وباها وطيب لنا ثراها واجمع ماها وانبت كلاها وبارك لنا فيها وتمم لنا وعدك انك على كل شيء قدير فإنك لا تخلف الميعاد وجعلها بيصر لابنه مصر وسماها به والقبط ولد مصر بن بيصر بن حام بن نوح.

وعن كعب: لولا رغبتي في بيت المقدس لما سكنت الا مصر فقيل له: ولم؟ فقال لأنها معافاة من الفتن ومن ارادها بسوء كبه الله على وجهه وهي بلد مبارك لأهله فيه وقال ابو بصرة الغفاري: سلطان مصر سلطان الارض كلها.

قال: وفي التوراة مكتوب مصر خزائن الارض كلها فمن ارادها بسوء قسمه الله تعالى.

وقال عمرو بن العاص: ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة.

لا يعلم بلد أثنى الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء ذكرت مصر في القرآن الكريم فهي خالدة لا يعلم بلد في اقطار الارض اثنى الله عليه في القرآن بمثل هذا الثناء ولا وصفه بمثل هذا الوصف ولا شهد له بالكرم غير مصر.

فقط حظيت مصر وشرفها الله عز وجل بأنبيائه الذين عاشوا على ارض مصر فنبي الله ادريس اول من علم المصريين المخيط وبعث في ارض الكنانة وخليل الرحمن ابراهيم عليه السلام اقام بين اهلها وتزوج هاجر المصرية وتلد هاجر المصرية اسماعيل الذي باركه الله فكان صديقا نبيا ومن اسماعيل تخرج اعظم الامم وهي العرب.

وتزوج نبي الله يوسف من ابنة صاحب عين شمس وعينه عزيز مصر على ادارة البلاد المالية ووفد اليها يعقوب عليه السلام واخوة يوسف وعاشوا على ارض الكنانة.

ونشأ بأرضها انبياء الله موسى وهارون حيث ربي موسى وليدا ولبث فيها من عمره سنين وبعثه الله الى فرعون وهامان ليذكرهم بالله وعبادته ولا يشرك به شيئا.

ونشأ بأرضها نبي الله دانيال ويوشع.

ومن بطش الرومان وجبروت هيروس حاكم فلسطين اتت مريم وعيسى عليه السلام فكانت مصر حصن امان لهما ومكثا بها ما بين عين شمس وبابليون.

واعظم هذا التشريف هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فكما كان لابراهيم الخليل زوجة مصرية كان الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج مارية القبطية المصرية التي انجبت له ابراهيم بل ونزلت احداث سورة كاملة بأرض مصر سورة يوسف تتحدث عن سيدنا يوسف وما حدث له على ارض مصر.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي