«دار الفلك» على مسرح الشامية بقيادة المبدع المسرحي سليمان البسام، ودارت معه افكارنا، وذكرياتنا القديمة، ودارت معه افكارنا عن الماضي الذي نظن انه جميل، تبدأ من شريط مسرحي قديم، يحاولون بعث الروح فيها، ولكنهم بعثوا فيها اشباح الخوف!
مسرحية نضحك فيها على واقعنا المر، نتابع ونتعاطف بين الشخصيات التي تتحكم فيها يد السلطة، تحركها على خشبة الحياة، وتلقنها الكلمات التي يرددونها، وويل لمن يخرج عن النص، وويل لمن يشوه سمعة الوطن بكلام خادش للعقل والحياء!
في هذه المسرحية، الزعيم النفطي يترك كل شؤون البلاد ومصائبها، ليفكر في اهداء براميل النفط فقط لاجمل اغنية حتى يهديها لمعشوقته، ورجل ما يسمى مندوب السياحة مهمته الاساسية ان ينفذ الاوامر، ويدقق في الاوراق، ويراجع النصوص، ويتابع كل حركة وكلمة، وواعظ السلطان هدفه متابعة تحركات الناس، واخلاقهم، والتزامهم، يستغل الدين، ويخيف الناس من حساب الاخرة، ليرفع من رصيد حسابه في جنيف!
مسرحية وفق ضوابط شرعية، لبس محتشم كامل للممثلات، وابتعاد الممثلين عن بعضهم البعض بالمسافة الشرعية، والتزام بأدب الحوار، وعدم لمس الممثلين لبعضهم... فكل شيء يجب ان يتم وفقا للضوابط المسرحية التي اقرها الرقيب مندوب السياحة!
في هذه المسرحية نتابع شخوصا لا تمثل واقعنا المحلي فقط، بل واقعا عربيا مليئا بالمتناقضات، والبلاهات، والخرافات، والافكار السخيفة، يمثل واقعا يريد كل الممثلين فيها الخروج على النص، ليطاردوا حلم الحرية، وفي الوقت نفسه تطاردهم اجهزة الامن والقمع!
***
المسرحية ستعرض اليوم وغدا فقط والدعوة عامة.
جعفر جب
[email protected]