أنوار مرزوق الجويسري / فواصل فكرية / فلسفة العمل التطوعي

تصغير
تكبير
العناوين الكبيرة توحي بحجم المضمون وتفتتح بتفكيك رموز المفاهيم الصعبة ذات التطبيق الواقعي العميق، في حديثنا عن العمل التطوعي وفلسفته قد نجد صعوبةً في التنظر رغم اعتيادنا على صعوبة تطبيق التنظير في زمن قد مضى، لكن في مجال العمل التطوعي تنقلب الآية فيصعب التنظير ويسهل التطبيق حيث الواقع يترجم الفكر وحيث الشعور أقوى دافع للعمل، ومن هنا يكمن اختلاف العمل التطوعي عن غيره من الأعمال و يختلف مجاله عن غيره من المجالات.

لا تكمن فلسفة العمل التطوعي في فهم العقل قدر كمونها في عمل الجوارح و تدفق الشعور، إن الحاجة المجتمعية لأي مجال ولأي جهد ولأي عطاء يفتح مجالاً واسعاً لشعور الفرد بالنقص الذي يشاركه فيه بقية أفراد المجتمع، وهنا تظهر روح المبادرة على المبادرين من الأفراد لسد الثغرة المجتمعية، فيأتي الفكر كخطوة ثانية في كيفية سد النقص و في أي مجال يكون سده، وفي سبيلنا للبحث عن وسائل سد الحاجة نبادر في معرفة قدراتنا كمتطوعين، ورغبتنا في تعلم وسائل سد الحاجة المجتمعية، وهنا تظهر ملامح شخصية العامل في هذا المجال حيث المبادرة العالية والوعي المعرفي و الاتزان الشعوري.

كل عمل يحتاج لعامل يستوفي شروطه والعمل التطوعي يحتاج لذوي الشخصية المتزنة وحملة المسؤولية المجتمعية، والعاملين في العمل التطوعي يحتاجون لجرعة صبر كبيرة على كل الظروف المجتمعية ولتحمل كل الضغوطات العامة المحيطة، و لتحمل العقل الجمعي الرافض للغريب وإن كان مفيداً.

البلد الذي تكثر فيه الأعمال التطوعية الخيرية والعلمية والمهاراتية و حتى الفكرية يكثر فيها الشباب الواعي وتركض بها التنمية وتزدهر شوارعها و أرجاؤها، والبلد الذي يقصي الشباب و يقتل التطوع فيه يحيا هرماً ويموت سريعاً.

 

أنوار مرزوق الجويسري

@anwar1992m

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي