المعرض أقيم في متحف الفن الحديث

«الفن الإيراني التشكيلي» ... تفاعل الأصالة مع المعاصرة

u0627u0641u062au062au0627u062d u0627u0644u0645u0639u0631u0636r
افتتاح المعرض
تصغير
تكبير
|كتب المحرر الثقافي|
يتواصل الاسبوع الثقافي الايراني... بتقديم انشطته الثقافية والفنية، كي يفتتح مساء الاثنين الماضي في متحف الفن الحديث معرض «الفن الايراني التشكيلي»، بحضور الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، ورئيس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية محمد باقر خرمشاد، والسفير الايراني لدى الكويت روح الله قهرماني وحشد من الجمهور.
وتضمن المعرض اشكالا مختلفة من الاعمال التشكيلية الايرانية التي تعكس تطور هذا الفن في ايران، ووصوله إلى مستويات راقية ومتطور، وبالتالي فقد تعرف الجمهور في الكويت على اقطاب الفنون التشكيلية في ايران، والمدارس والاساليب والرؤى الفنية التي يستخدمها كل فنان على حدة.
ولقد اظهر المعرض العديد من المضامين، تلك التي تراوحت بين الواقعية والتأثيرية والتجريدية إلى جانب استخدام المنمنمات، والزخارف الاسلامية وغيرها.
واحتوى المعرض إلى جانب اللوحات الفنية على منحوتات متنوعة، استخدم الفنانون فيها مواد مختلفة، إلى جانب المشغولات اليدوية، والكثير من الافكار، تلك التي تشير إلى توهج الفنون الجميلة في ايران.
واقيم في قاعات متحف الفن الحديث الكثير من ورش العمل الخاصة بالزخرفة، والمشغولات اليدوية، وصناعة السجاد الايراني، وغيرها.
وتفاعل الجمهور مع هذا النشاط الايراني الذي جاء من اجل التبادل الثقافي بين الكويت وايران، ومن ثم الاطلاع على احدث ما توصل اليه الفنانون الايرانيون من افكار ورؤى في ما يتعلق بالفنون الجميلة، عبر مجالاتها العديدة وذلك من اجل توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، وابراز القواسم المشتركة بينهما، وتعزيز فرص التوافق والتلاقي.
ويلقي هذا المعرض الضوء على التطورات التي احدثها الفنانون الايرانيون في ادواتهم الفنية، وذلك عبر الاصالة والمعاصرة.
ولقد تأسست في العام 1930 مدرسة الفنون الجميلة في طهران، فاتحة بذلك الطريق للتعرف على التطورات الجديدة التي عرفها الفن الغربي، ومع هذه المدرسة ظهر الرسم الفوتوغرافي الذي استمر نحو ثلاثين سنة منهيا بذلك وجود الرسم الطبيعي. وشكلت مرحلة الاربعينات مرحلة نهوض وتقدم بسبب عودة الطلاب والفنانين الايرانيين من اوروبا، وخلال العامين 1948 و1949 دخل الرسم الايراني مرحلة جديدة، برغم معارضة البعض التي تتمثل في طغيان نوع الكوبيسم على الانواع الاخرى.
وكانت انشطة هؤلاء الشباب مختصرة في جملة واحدة هي «بداية عمل المعاصرين ستنهي تدريجيا اسلوب التقليديين»، وبعد تأسيس هذا الاتجاه الجديد، عمل الرسامون الايرانيون الشباب - على مدى 15 عاما - على تجربة كل الاساليب الواحد تلو الاخر، إلى ان انتهوا إلى اسلوب جديد له اصوله الخاصة به.
وفي الدورة الثلاثية لبينالي طهران العام 1970، ابدى بعض الرسامين اهمية خاصة للجذور البصرية والتصاوير الموجودة في الفن الايراني القديم، وحاولوا اثر ذلك ادخال عنصر فن الخط، مراعين في ذلك الثقافة الفارسية العريقة.
وانطلاقا من هذه الفترة، عمل بعض الفنانين على ابتكار اعمال اكثر استقلالا، مثل اعمال سهراب سبهري، من دون ان يكونوا مقيدين بالماضي او الحاضر.
في هذا المضمار، اعطوا مضمونا للفن الايراني، مغايرا للفن الغربي المعاصر، واضافة إلى هذا النوع من الاعمال هناك ثلاثة انواع اخرى متمثلة في الطبيعة الكلاسيكية (كمال الملك) والرسم التقليدي (المنياتور والمنمنمات) والرسم الشعبي (المقاهي)، لكن هذه انواع تظهر تارة بشكل قوي، وتارة اخرى بشكل ضعيف.
ومع بزوغ الثورة الاسلامية الايرانية في العام 1979 تراجعت المعاصرة إلى الوراء، مقارنة مع ظهور نوع جديد من الفن القائم على الاسس الثقافية والتقليدية والدينية التي لقيت شعبية واسعة.
ومن اهم خصوصيات هذا الفن رواية قصة او ايصال فكرة او تسليط الضوء على البعدين الديني والاجتماعي، وكانت هذه الخصوصيات متقبلة من طرف الجمهور، نظرا إلى بساطتها وجديتها.
ومع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، وبعد ستين عاما من البحث والتجربة يقدم الرسم الايراني وجها ديناميكيا وحركيا، متجليا ذلك في مختلف انواع الاتجاهات والمدارس التي عرفها، مرورا بالرمزي والتجريدي والدروس الجديدة في العناصر التقليدية والوطنية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي