«مو فارقة»!

تصغير
تكبير
| بقلم: ياسر العبدالإله |

«موفارقة» مصطلح كويتي يُستخدم لإقناع شخص محتار بين شيئين وذلك بترجيح أحد الشيئين على الآخر باستخدام كلمة (موفارقة)، فمثلاً إذا احتار أحدهم بين سيارتين من نفس النوع ونفس الموديل إلا أن فارق المواصفات بينهما شاسع والفرق في السعر بينهما بسيط، فيُنصح هذا المحتار بأخذ السيارة ذات المواصفات الأعلى بعبارة ( موفارقة ) لإقناعه بأن الفرق المادي بين السيارتين ضئيل جداً.

بعد هذا الشرح لهذه العبارة الكويتية العريقة والتي حلت كثيراً من المشاكل بكل سهولة وسلاسة، أود أن أشير إلى أن الاستخدامات الغالبة لهذا المصطلح (الفاخر) تكون عادة في المجالات الدنيوية وهذا ليس بمستغرب، لكن الذي أحب أن أطرحه هو كيفية استخدام كلمة ( موفارقة ) استخداماً إيجابياً في علاقة الانسان مع ربه وغيرها من الأمور المتعلقة بالآخرة، فمثلاً في مجال الصدقة، أحيانأ يكون لدينا بعض النقود من فئات بسيطة ( خردة ) ويومياً يمر علينا عدد لا بأس به ممن يعانون الفقر ويعملون في وظائف بالكاد تغطي أجورها مايحتاجونه من ضروريات للحياة الكريمة، لذا أنصح بأن نعطيهم هذه العطية ونحن نبتسم ونبتغي الأجر وفي نفس الوقت نردد في أنفسنا عبارة (موفارقة).

وفي مجال الجلوس للأذكار بعد الصلاة يمكننا تطبيق هذا المصطلح، فبدلاً من أن تكون فترة جلوسنا بعد الصلاة في مكاننا لاتتعدى أجزاء من الثانية، يمكننا الجلوس أكثر وترديد أذكار الصلاة طمعاً في الأجر الوفير المترتب عليها، يكفي منها حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من قرأ آية الكرسي دبر أي بعد كل صلاة، لم يمنعه من دخول الجنة إلى أن يموت) فلا بأس من الجلوس دقيقة بعد كل صلاة وترديد مايتيسر من الأذكار مع تذكر مصطلحنا الرائع الذي سبقت الإشارة له.

كم هو جميل أن نستعين بالمصطلحات التي تساهم في تقوية مهارة المفاضلة بين الأشياء واختيار الأفضل الذي لايكلف الكثير من الأموال أو من الجهد، والأجمل هو التفنن في استخدام هذه المصطلحات في ما يفيد الانسان في دنياه وآخرته.



جامعة الكويت كلية الشريعة

@bo_3mmar
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي