قضية لم يتحمّلها ملف!

تصغير
تكبير
|بقلم: م.ريم القناعي |

«البدون» قضية لم يشملها ملف البدون .اسم دون هوية. البدون أناس حرموا الإنسانية، تيماء تلك البقعة التي حملت من الآهات والزفرات الكثير. تيماء التي تبلل ترابها بدموع المحرومين فإلى متى؟

منذ عهد ليس بالبعيد كانت لي نظرة مختلفة فقد كنت ممن يعارض وبشدة تجنيس البدون. ولكنني فوجئت بحالة ربما تكون من الأقلية ومن لديهم شعوذة (الواسطة) ولكن يبقى المبدأ واحدا هو أن التجنيس في الكويت في الآونة الأخيرة خضع للعديد من الأهواء والمطالب ما نسف نظرتي تلك وغير مجراها، خصوصا بعدما تلقيت العديد من الرسائل البريدية الالكترونية من اخواني من غير محددي الجنسية و كانت رسائل في منتهى الأدب والرقي الفكري. كانت غالبية تلك الرسائل مذيلة باسم دكتور فلان أو مهندس فلان ممن جاهدوا وبذلوا الغالي والنفيس للمضي قدما وشق دروب الحياة رغم عكارة صفوها. فلماذا يحرم هؤلاء حق الحياة؟

فقانون التجنيس قانون وضعي سطر بخط اليد، أرى من الأهم والأجدر النظر إلى مواد التجنيس بدلا من المادة الثانية، فالحشمة تأتي بعد الحقوق الإنسانية على ما أعتقد! خصوصا وأن هناك حالات كثيرة حين تكون الأم كويتية الجنسية والأب من غير محددي الجنسية ومضى على زواجهما أكثر من 25 سنة، فإلى متى سيظل هو بدون؟ كذلك عندما يكون فرد واحد من العائلة بدون رغم أن عائلته كويتية فهناك فعلا حالات يجب أن يعاد النظر بها والتجاوز عنها.

وحتى نكون واقعيين فإن أكثرية البدون، إن تم تجنيسهم أم لم يتم هم أبناء الوطن شئنا أم ابينا، وهم من يلازم هذه الأرض دون حراك. فمن الأصلح أن ينخرطوا في المجتمع ليعملوا يدا بيد مع أشقائهم الكويتيين لعمارة هذه الأرض. فكويتنا الغالية لم تفرق يوما بين من يمشي في مناكبها ومن يدفن في ترابها تحتضن الجميع باسم كويتي.



@ralqenai
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي