الوطن... واحة الأمن والأمان

محمد علي داود





| بقلم: محمد علي داود |
في خضم الأحداث الجارية المتعاقبة والمتلاحقة سريعا من حولنا، وفي وقت يسعى فيه كل فرد أو كل فئة إلى تحقيق مصالح شخصية لتعلي من شأنها على حساب الآخرين، وفي ظل وقت يتناسى فيه البعض الهدف الأسمى ويسعون وراء قضايا شخصية ونسوا أن هناك قضية مفصلية قاطعة غير قابلة للنقاش ولابد للجميع أن يجعلها همه الأول والأخير، ألا وهي قضية الوطن ومصلحته العليا. فمصلحته لا تكون بالكلام المعسول والخطب الرنانة التي تخرج من الأذهان والعقول قبل أن تدخل إليها.
تناسى البعض أن قضية الوطن هي قضية حتمية غير قابلة للنقاش أو التقنين، فبكل تأكيد مصلحة الوطن لا تتوافق ومصلحة بعض الأفراد مهما علا شأنهم، فليس من الطبيعي أن يحاول البعض تصنيع وتفصيل مصلحة الوطن على مقاسات مصالحهم الشخصية.
إن المصلحة العليا لوطننا من الضروري أن توضع فوق كل اعتبار وأن تنبض به كل منطقة فيه وترقى به وبإعلاء شأنه، لا بترويج الفتن وتأجيج النعرات وإرساء مفهوم الأقلية. كل تلك الأمور مرفوضة بل ومستهجنة وتتنافى مع كل المبادئ والقوانين.
فبدلا من إشعال نيران الاختلاف وإشعال الحروب ما بين مؤيد ومعارض حتى تصل بنا الأمور لمحاولات تكفير الآخر لمجرد الاختلاف في الرأي، ووضع الدين كحائط صد لكل القضايا التي نقابلها وجعله حاجزا يشوهه البعض استغلالا لتحقيق أغراض شخصية وإشباع شهوات سلطوية، كما لابد أن يكون طرح الأمور والقضايا إعلاميا أكثر واقعية وانضباطا، فلا داعي للتشدق ورفع الأصوات بما لا يسمن ولا يغني لمجرد تحقيق «كاريزما» إعلامية على حساب الوطن ومصلحته، ليخرج علينا كل مغمور فيقوم إما زارعا لفتنة أو لطرح وجهة نظر متطرفة ويدافع عنها بانقياد أعمى، غافلا عن أن مصلحة الوطن في تلك اللحظات الفارقة والمهمة هي الإصلاح الشامل ولابد أن يكون هذا الإصلاح مطلبا شعبيا موحدا.
مخطئ من يظن أن الوقت ليس له أهمية في عملية الإصلاح، وعجبا لمن يساعد المماطلين والمساهمين في تضييع الوقت من أجل مصالحهم الخاصة والشخصية. فلا داعي للطعن من الخلف، فكل القضايا يمكن أن تؤخذ وترد إلا قضية الوطن فالحديث عنها له حد. فلا يأتي كل جاهل ببواطن الأمور ليتحدث فيها. فالوطن فوق كل اعتبار ومصلحته فوق مصلحة الجميع. فكفانا أن الوطن هو الأمن والأمان وفيه الراحة والاطمئنان.
فإلى متى ستؤثر الأثرة على الإيثار؟ وإلى متى سننظر لمصلحة وطننا نظرة الأنانية وحب الذات؟ وهل يغيب عن فكرنا أن وطننا الجوهرة العظمى التي تحتم علينا المحافظة عليها ووضعها في مكانها اللائق بها؟ وإلى متى سنغفل عن أن الإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح، فلابد من السعي من أجل المحافظة على الروح كي يحيا الجسد. وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي : «وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي».
الجامعة العربية المفتوحة إدارة أعمال
@Mohamed__D
في خضم الأحداث الجارية المتعاقبة والمتلاحقة سريعا من حولنا، وفي وقت يسعى فيه كل فرد أو كل فئة إلى تحقيق مصالح شخصية لتعلي من شأنها على حساب الآخرين، وفي ظل وقت يتناسى فيه البعض الهدف الأسمى ويسعون وراء قضايا شخصية ونسوا أن هناك قضية مفصلية قاطعة غير قابلة للنقاش ولابد للجميع أن يجعلها همه الأول والأخير، ألا وهي قضية الوطن ومصلحته العليا. فمصلحته لا تكون بالكلام المعسول والخطب الرنانة التي تخرج من الأذهان والعقول قبل أن تدخل إليها.
تناسى البعض أن قضية الوطن هي قضية حتمية غير قابلة للنقاش أو التقنين، فبكل تأكيد مصلحة الوطن لا تتوافق ومصلحة بعض الأفراد مهما علا شأنهم، فليس من الطبيعي أن يحاول البعض تصنيع وتفصيل مصلحة الوطن على مقاسات مصالحهم الشخصية.
إن المصلحة العليا لوطننا من الضروري أن توضع فوق كل اعتبار وأن تنبض به كل منطقة فيه وترقى به وبإعلاء شأنه، لا بترويج الفتن وتأجيج النعرات وإرساء مفهوم الأقلية. كل تلك الأمور مرفوضة بل ومستهجنة وتتنافى مع كل المبادئ والقوانين.
فبدلا من إشعال نيران الاختلاف وإشعال الحروب ما بين مؤيد ومعارض حتى تصل بنا الأمور لمحاولات تكفير الآخر لمجرد الاختلاف في الرأي، ووضع الدين كحائط صد لكل القضايا التي نقابلها وجعله حاجزا يشوهه البعض استغلالا لتحقيق أغراض شخصية وإشباع شهوات سلطوية، كما لابد أن يكون طرح الأمور والقضايا إعلاميا أكثر واقعية وانضباطا، فلا داعي للتشدق ورفع الأصوات بما لا يسمن ولا يغني لمجرد تحقيق «كاريزما» إعلامية على حساب الوطن ومصلحته، ليخرج علينا كل مغمور فيقوم إما زارعا لفتنة أو لطرح وجهة نظر متطرفة ويدافع عنها بانقياد أعمى، غافلا عن أن مصلحة الوطن في تلك اللحظات الفارقة والمهمة هي الإصلاح الشامل ولابد أن يكون هذا الإصلاح مطلبا شعبيا موحدا.
مخطئ من يظن أن الوقت ليس له أهمية في عملية الإصلاح، وعجبا لمن يساعد المماطلين والمساهمين في تضييع الوقت من أجل مصالحهم الخاصة والشخصية. فلا داعي للطعن من الخلف، فكل القضايا يمكن أن تؤخذ وترد إلا قضية الوطن فالحديث عنها له حد. فلا يأتي كل جاهل ببواطن الأمور ليتحدث فيها. فالوطن فوق كل اعتبار ومصلحته فوق مصلحة الجميع. فكفانا أن الوطن هو الأمن والأمان وفيه الراحة والاطمئنان.
فإلى متى ستؤثر الأثرة على الإيثار؟ وإلى متى سننظر لمصلحة وطننا نظرة الأنانية وحب الذات؟ وهل يغيب عن فكرنا أن وطننا الجوهرة العظمى التي تحتم علينا المحافظة عليها ووضعها في مكانها اللائق بها؟ وإلى متى سنغفل عن أن الإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح، فلابد من السعي من أجل المحافظة على الروح كي يحيا الجسد. وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي : «وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي».
الجامعة العربية المفتوحة إدارة أعمال
@Mohamed__D