من وحي الشارع / حكاية معرض «مشاهد من الكويت»

u062bu0631u064au0627 u0627u0644u0628u0642u0635u0645u064a
ثريا البقصمي
تصغير
تكبير
| ثريا البقصمي |

معرض «مشاهد من الكويت» لفناني «المرسم الحر»، قدم تجربة مميزة في ترجمة عشق الفنانين للبيئة الكويتية. **

وللمعرض حكاية يجب أن تحكى لتبدوا الصورة أكثر وضوحا ًوتبين الهدف من إقامته، فبعد أن فتح «المرسم الحر» أبوابه أمام الفنانين التشكيليين وامتلأت المراسم بالفنانين الرواد الشباب تجمعهم روح الأسرة الواحدة، بزغت فكرة إقامة معرض له موضوع أو حكاية.

وكان الاتفاق على تقديم مجموعة من أعمال مستمدة من الطرز المعمارية التقليدية، خصوصا أننا نعمل في مبنى تراثي جميل مثل المرسم الحر.

وتحمست إدارة الفنون في المجلس الوطني للفكرة، ولكن لم تحدد موعد المعرض حتى نثبت جديتنا وننجز مجموعة من الأعمال التي تسمح بإقامته، وكانت التجربة بالنسبة لي صعبة، خصوصا أن موضوع البيئة لم ينل اهتمامي كثيرا وبعيدا عن اختياراتي، ولكن زملائي الفنانين أقنعوني بالمحاولة لرغبتهم بمشاركة جميع أفراد الأسرة التشكيلية في المرسم الحر.

وعشت صراعا حقيقيا ًوأنا أرسم باب أحد المنازل القديمة، وكان زملائي الفنانون يزورون مرسمي ويكيلون لي المديح، وانتهى الباب لألحقه بلوحة «لليوان» ثم أحد أبواب قصر الشيخ خزعل في شرق، وهكذا كرت سبحة اللوحات التراثية وبدأت أستمتع بموروثي الشعبي، وكنت بدوري أزور زملائي الفنانين والفنانات وأطـلع على أعمالهم الرائعة والحماس الذي يسكنهم ويخلق بينهم تنافسا راقيا ذا هدف سامي.

وجاءت البشارة عندما أحصيت كمية اللوحات المنفذة للمعرض، فاكتشفنا أنها فاقت التوقعات وأن المعرض سيقام، وهناك بعض الفنانين الذين تركوا رسم العمارة التقليدية وخصصوا لوحات للعادات والتقاليد والموروث الشعبي.

ورغم أن شهادتي ناقصة لأنني من أهل بيت المرسم، إلا أن المعرض بشهادة الجميع نقلة نوعية في معالجة التراث والبيئة الكويتية بأساليب تشكيلية مختلفة في التقنيات والرسوم، ولقد شارك في المعرض ثلاثة أجيال تشكيلية وعرضت تجارب قيمة ومميزة وواضحة للعيان.

ولقد كنت وما زلت عاشقة للأبواب وللعمارة القديمة، وهذا المعرض أثبت أن العمل في جو أسري بعيدا عن مسممات الروح مثل الغيرة والحسد والحقد، ممكن أن يقدم أعمال جماعية جيدة ترقى بمستوى الحركة التشكيلية الكويتية.

وأود أن أذكر بأن التجمعات الفنية في عالمنا العربي مهما طال عمرها أو قصر فهي في النهاية تقدم أعمالا مدروسة وناضجة لأنها نابعة من روح الجماعة، وفناني المرسم الحر أحدث التجمعات الفنية التي أثبتت من خلال معرض «مشاهد من الكويت» أن هناك مكان متسعا للجميع تحت شمس الإبداع، ومن يحب أن يعمل وينتج ويتميز فعليه بالعافية، ومن لا يحب ذلك فليكتف بالجلوس في منزله «يتحلطم» ويحن ويزن كأنه عجوز شمطاء سرق عشاؤها!



* كاتبة وفنانة تشكيلية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي