«مدرك أنكم مصممون على قتلي وسننتصر على ثقافة الموت»

جعجع وجّه رسالة مفتوحة... «إلى قَتَلَتي»

تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |
«... أغتنم هذه الفرصة التي سنحتها لي (L Orient Literaire) للرد على رصاصكم بالكلمات. وأنا أدرك تماماً ان هذه المبادرة لن تقلقكم، لأنني مدرك أيضاً أنكم مصممون على قتلي».
هكذا اختار رئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع التوجّه في رسالة مباشرة ومفتوحة بعنوان «الى قتَلتي»، في اشارة الى مَن أراد اغتياله بإطلاق ثلاث رصاصات قنصاُ عليه عندما كان يمارس رياضة المشي في حديقة منزله في معراب (كسروان) في الرابع من ابريل الماضي نجا منها بأعجوبة.
وفي الرسالة التي نُشرت باللغة الفرنسية عبر «L Orient Literaire»، قال جعجع: «لا شك في ان العنف المعنوي المستخدم من قِبَل حلفائكم والذي يهدف الى الحد من خطورة محاولة الاغتيال هو خير دليل على أنكم لن تتراجعوا أمام أي شيء. وعلى الرغم من هذا، أنا مصمم أكثر وأكثر على عيش معتقداتي ورفض أي حالة وفاة (إن الموت ينتصر عند إيماننا به)».
اضاف: «(...) كلٌ منّا يولد تحت نجم سيئ أو جيد، وبالتالي مع سمة خاصة نموذجية. أنا ادرك ذلك، فأنا ناجٍ من موتكم المحتّم. أحد عشر عاماً في حفرة تحت الأرض لم تتغلّب عليّ، لا معنوياً ولا جسدياً. فإذاً، ليست رصاصاتكم ـ ولا حتى سخرية اصحابكم وصغرهم ـ هي التي ستخيفني».
وتابع: «لا تسيئوا فهم مبادرتي، فهدفي ليس استجداء للشفقة، لا سمح الله، ولكن فقط للتعارف لا أكثر. فبمحاولة اغتيالي، خلقتم صراعاً بيننا. أردتم إرسالي تحت الأرض مجدداً، وهذه المرة إلى الأبد، ولكن نسيتم تفصيلاً أساسياً، وهو أن الخير ينتصر دائماً على الشر».
وتوجّه الى «أعزائي القَتَلة» بالقول: «لا أظن اننا بحاجة إلى ان نتوقف مطولاً عند الأسباب التي تقف خلف أفعالكم. قتلي كان سيعوّض عن العفن الداخلي القائم في النظام السوري، وأداة إلهاء غير متوقعة، ويوهمه بأنه لا يزال المسيطر الوحيد على الساحة. صحيح ان الحنين إلى أمجاد الأمس يعود في مملكة البعث وحلفائه المحليين والاقليميين أكثر من أي وقت. ظننتم ان بضع رصاصات كافية للقضاء على 14 آذار، ولاسيما الاتجاه المسيحي الذي يدعم تطلعات الشعوب العربية، وخصوصاً الشعب السوري، إلى الديموقراطية والتعددية، ومن الممكن انكم راهنتم أيضاً على الفوضى الطائفية والتجاوزات في الشارع التي ستُشرّع في الوقت المناسب استخدام الأسلحة غير الشرعية. مخطئون، فأنتم لم تتعلموا شيئاً من تجاربكم، ولا حتى من 14 مارس 2005 و26 ابريل 2005، ولا أيضاً من 7 مايو 2008. لا شيء».
واذ اكد «انني طويت الى الأبد صفحة الحرب يوم استعدت حريتي وشممت عطر الربيع في الأرز»، سأل: «هل يجب ان اذكّر بأن مبدأ الحرب لا يُطبّق في فترات السلام؟»، مضيفاً: «هذا خيار استراتيجي، وهو يأتي من اقتناع راسخ بأنّ الحرية ليست إلا عبودية ما دمنا نحن سجناء الغطرسة والحقد. أنا متأكد من ان مسألة اعتذاري عن الجرائم المرتكبة أثناء الحرب بدت لكم مثيرة للشفقة (..) وبدعم «القوّات اللبنانية» و14 آذار سننتصر على ثقافة الموت».
وختم: «أعلم ان تحليلي للأمور يظهر لكم سخيفاً دون شك.. ففي النهاية لستم سوى قتلة (...) وآمل انني لم استغرق الكثير من الوقت الذي خصصتموه (لي) لتحضير ضربتكم القادمة، التي سيكون لها المصير نفسه. لذلك أترككم لأعود إلى الأزهار التي تنمو حول بيتي، هي أيضاً، لا بدّ من القول، انها قد أخذت حقها من رصاصكم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي