اسيل سليمان الظفيري / إنارة / إمكانات مهدرة

تصغير
تكبير
| أسيل سليمان الظفيري |
بضغطة زر واحدة على جهازالحاسوب، وبعد أن تضع اسم الموضوع الذي تريد الاستزادة فيه، تاركا مهمة البحث والعناء عن المعلومة للأخطبوط «غوغل»، تظهر لك مئات النتائج بل الآلاف منها حول موضوعك لتتجول بينها، فهناك معلومات عن كل شيء داخل هذا الجهاز الموجود في كل البيوت في زمننا هذا، بعضها بحوث ودراسات، وبعضها اجتهادات شخصية أو مقابلات مع متخصصين، وكل هذه المعلومات جمعت بمجهود بشري بغرض سد ثغرات العلم وإشباع رغبة الباحث في أن يجد إجابة لكل سؤال في مخيلته، وجعلها بين أيدي الناس.
المتأمل في أحوال الناس يجد أن البعض لا توجد لديه أدنى خبرة عند تعرضه لأي مشكلة، بل وأحيانا لا يدري انه في مشكلة أصلا، مع أن الباحثين والمهتمين لم يتركوا بابا للعلم إلا وطرقوه وهناك اجابات عن الكثير من الأسئلة وحلول لمشاكل عدة، ولكن الواضح أن ثمة فجوة كبيرة بين العلم المكنوز بالشبكة العنكبوتية وقبله بين طيات الكتب وبين واقع الناس، هل السبب في هذا أن العلم حين جُمِع ودُوِّن لم يراعَ فيه أن ينزل لمستوى مشاكل الناس فيضع لها الحلول العملية، فتجعل منه مادة سهلة مستساغة؟ أم ان الناس اعتادت على ثقافة الحلول السريعة التي تصل لها طازجة من اقرب صديق كلما طلبت ذلك منه لا فرق عندها ما إذا كانت هذه الحلول سليمة وجذرية أم إنها سريعة التحضير؟! المهم أن يتم الحصول على إجابة للسؤال بأقصى سرعة، نتفق جميعا على أن العلم بالشيء، أي شيء، يمكننا من التعامل معه بحرفية الماهر، كما أن العلم متوافر وقريب، يختزل لنا تجارب الآخرين ويوفر علينا الوقوع في الخطأ، وواجبنا أن نتعلم متى نكتفي بأخذ رأي من صديق ومتى نرجع الأمر لأهله من المختصين، فالحكمة ضالة المؤمن يسعى لها ويرتقي بها. [email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي