لغة الأشياء / منتهى الإزعاج!


| باسمة العنزي |
« مدينتي... متى أراك تزدهين بالبشر؟»*
***
يرفع يده ملوحا للجماهير... يهتز المكان من دوي التصفيق، كلام يتكاثر يبدأ من موضوع صغير ثم يتطور ويمتد وتتسع الدائرة لتشمل كل ما هو مخيف! كلام في الأماكن الأخرى، أيضا يتكاثر يبدأ من موضوع صغير ثم يتطور ويمتد وتتسع الدائرة لتشمل كل ما هو قبيح!
يتراشقون بأكوام الصحف وأطباق الستالايت وشبكات التواصل الاجتماعي، يدخلون حروبا طاحنة تستمر سنوات ولا يتغيرون، كل ما يحدث أن أعداد الحلفاء تزيد في كل فريق. ورقعة المصالح تزيد أو تنقص حسب الحاجة. يظهرون لي دائما كلما فتحت صحيفة وأنا لا أبدأ صباحي من دون تلمس أوراقها، يصلني صراخهم عبر القنوات الرخيصة، ألمحهم بسرعة قبل أن أمسح الرسائل الهاتفية التي تتحدث عنهم، أضع يدي على أذني عندما يبدأ النقاش عمن فيهم أفضل من الآخر و بمعايير فضفاضة. وفي النهاية يهز الكل رؤوسهم متفقين على أن البحث عن المثاليين من الساسة أصبح كالبحث عن أبرة في كومة اطارات تحترق لتخنقنا جميعا. الذي رفع يده ملوحا و دلق الشعارات من دلو الحماس، وصل للمكان الأمنية. ومن لم يصل لديه أمل متصاعد في الجولات المقبلة. وهناك من يجلس في المنصات العالية يراقب ما يحدث بغموض!
وهناك دائما أناس في منتصف المسافة يرقبون الانحدار دون أن يكون لهم دور في ايقافه، يدركون أن الضحالة انتشرت وبورصة المبادئ مؤشرها أحمر، والغد لا يحمل الكثير من البشائر.تقفز علامات التعجب حولهم، جل ما يستطيعونه أن يحافظوا على اتزانهم و سط الضجيج وألا يصدقوا كل ما يقال.
«... الزيف يصبغ المدينة التي ترين
وكل من بها بنفسه سجين»*.
لم تعد الأماكن كافية للمتفرجين الكل انزلق لغواية اللعبة، اكتظت الحلبة بكل ما هو رديء وملوث، من بقي وحيدا عليه أن يدفع الثمن الى أن تعلن صفارة الحكم نهاية الشوط التسعين!
*من أشعار علي السبتي.
« مدينتي... متى أراك تزدهين بالبشر؟»*
***
يرفع يده ملوحا للجماهير... يهتز المكان من دوي التصفيق، كلام يتكاثر يبدأ من موضوع صغير ثم يتطور ويمتد وتتسع الدائرة لتشمل كل ما هو مخيف! كلام في الأماكن الأخرى، أيضا يتكاثر يبدأ من موضوع صغير ثم يتطور ويمتد وتتسع الدائرة لتشمل كل ما هو قبيح!
يتراشقون بأكوام الصحف وأطباق الستالايت وشبكات التواصل الاجتماعي، يدخلون حروبا طاحنة تستمر سنوات ولا يتغيرون، كل ما يحدث أن أعداد الحلفاء تزيد في كل فريق. ورقعة المصالح تزيد أو تنقص حسب الحاجة. يظهرون لي دائما كلما فتحت صحيفة وأنا لا أبدأ صباحي من دون تلمس أوراقها، يصلني صراخهم عبر القنوات الرخيصة، ألمحهم بسرعة قبل أن أمسح الرسائل الهاتفية التي تتحدث عنهم، أضع يدي على أذني عندما يبدأ النقاش عمن فيهم أفضل من الآخر و بمعايير فضفاضة. وفي النهاية يهز الكل رؤوسهم متفقين على أن البحث عن المثاليين من الساسة أصبح كالبحث عن أبرة في كومة اطارات تحترق لتخنقنا جميعا. الذي رفع يده ملوحا و دلق الشعارات من دلو الحماس، وصل للمكان الأمنية. ومن لم يصل لديه أمل متصاعد في الجولات المقبلة. وهناك من يجلس في المنصات العالية يراقب ما يحدث بغموض!
وهناك دائما أناس في منتصف المسافة يرقبون الانحدار دون أن يكون لهم دور في ايقافه، يدركون أن الضحالة انتشرت وبورصة المبادئ مؤشرها أحمر، والغد لا يحمل الكثير من البشائر.تقفز علامات التعجب حولهم، جل ما يستطيعونه أن يحافظوا على اتزانهم و سط الضجيج وألا يصدقوا كل ما يقال.
«... الزيف يصبغ المدينة التي ترين
وكل من بها بنفسه سجين»*.
لم تعد الأماكن كافية للمتفرجين الكل انزلق لغواية اللعبة، اكتظت الحلبة بكل ما هو رديء وملوث، من بقي وحيدا عليه أن يدفع الثمن الى أن تعلن صفارة الحكم نهاية الشوط التسعين!
*من أشعار علي السبتي.