يجهز لعمل تراثي ليتحدى به منتقديه

سائد الهواري لـ«الراي»: لم آتِ لأعرّي المجتمع الكويتي!

تصغير
تكبير
| كتبت سماح جمال |

أكد المخرج الأردني سائد الهواري أنه لم يأتِ الى الكويت ليعري المجتمع فيها رغم أن البعض اتهمه بأنه يفسد صورة المجتمع، معتبراً أن كل مجتمع يجمع بين السلبيات والايجابيات.

وأعلن الهواري - في حوار مع «الراي» - أنه يتحمّل مسؤولية الأخطاء التي حصلت في مسلسل «الجليب» الذي عرض على شاشة «الراي»، خصوصاً ما حدث في حلقة «النكبة» - كما أسماها - عندما ظهرت «حقيبة لويس فيتون» فيها، لافتاً الى أن ما تسبب بوقوع هذا الأمر خطأ فني غير مقصود.

وأكد أنه كان المخرج العربي الأول الذي قدم مسلسلاً عربياً في 200 حلقة بعنوان «أيام السراب»، ورأى أن الجمهور العربي بات يحبّ الأعمال الطويلة ويريد أن يعيش مع العمل طوال العام، متسائلاً عن السبب الذي يمنع تقديم ما يريده هذا الجمهور كي لا يلتفت الى الدراما التركية.

واعتبر المخرج أن الوسط الخليجي، ورغم وجود المخرجين والتقنيات الفنية العالية والممثلين الرائعين، الا أن ما ينقصه «النصوص».



• ما الذي جذبك الى مسلسل «عمر ثاني»؟

- بساطة الفكرة والرومانسية التي طرحت فيها القصة في زمن أصبحت فيه المشاعر رقمية وبات المشاهد يفتقدها ولم يعد يراها الا على الشاشة.

• هل تعتقد أن نوعية هذه الأعمال تتماشى مع مزاج الشارع العربي حالياً؟

- الناس يفكرون بهمومهم اليومية ولا يفكرون بالذي قد يحدث معهم في المستقبل. وما يعيشه الناس من واقع سياسي واقتصادي يومي طاحن، يحتاج الى الهروب منه الى عالم خيالي. وكمخرج أفضّل ألا أنقل الواقع كما هو، بل أحرّفه وأغيّره مع المحافظة على بعض اللمسات الواقعية لأمنح المشاهد تذكرة هروب.

• ما الجديد على صعيد الصورة الذي ستقدمه في «عمر ثاني»؟

- طريقة التصوير ستكون «فلاش باك»، وهذا سيترتب عليه أن يتابع المشاهد المسلسل من الحلقة الأولى حتى نهايته حتى يستطيع أن يفهم الأحداث.

• طريقة «فلاش باك» تحتاج مراعاة شديدة للتفاصيل... فلماذا صعّبت المسألة على نفسك؟

- «عمر ثاني» سيعرض في شهر رمضان وسط منافسة درامية، فلا بد أن أترك بصمة لي على الساحة.

• ألا ترى أن الأحداث التي يتطرق اليها العمل تغلب عليها صبغة سوداوية؟

- أخذت هذا بعين الاعتبار، ولهذا وضعت نهايتين للمسلسل، وهذا يعتبر أمراً جديداً على الدراما العربية.

• أعمالك يطالها النقد وتتهم بأنها تجرح في المجتمع الخليجي؟

- لم آتِ الى الكويت حتى أعرّي المجتمع الكويتي، والبعض اتهمني بأنني أفسد صورة المجتمع، ولكن في النهاية كل مجتمع فيه السلبيات والايجابيات ولا يوجد شر ولا خير مطلق، والأمور تقاس دائماً بصورة نسبية. وكمخرج، أهتمّ بايصال رؤيتي الخاصة ولا أهتمّ لمسألة اثارة الجدل من عدمها.

• هل توقعت الضجة والانتقادات على مسلسل «الجليب»؟

- لا أعفي نفسي من المسؤولية وما حدث من خطأ، ولكن الموضوع أخذ أكبر من حجمه وكان خطأ فنياً غير متعمّد من أحد. و«الحلقة النكبة» كانت تلك التي ظهرت فيها عن طريق الخطأ حقيبة «لويس فيتون»، وحينها كنت ما أزال أعمل ووجدت الدنيا انقلبت و«تويتر» زاد من المشكلة... وبعدها بدأ المشاهدون يتابعون المسلسل لاكتشاف الأخطاء، ولكنهم أحبّوا العمل وتعلقوا به.

• ما الانطباع الذي تولّد لديك بعد تعاونك مع أم سوزان؟

- أعتبر العمل مع «سيدة الشاشة الخليجية» في مسلسل «الجليب» بمثابة النقلة النوعية لي كمخرج. فمع احترامي لكل الأسماء التي عملت معها في السابق، تظل «أم سوزان» هرماً وحلماً يهدف اليه كل مخرج أو فنان أن يضيف الى سجله ويتعاون معها.

• ألم تر أنها كانت مغامرة أن تقدم عملاً تراثياً بهذه الصورة العصرية؟

- العمل من بطولة وكتابة «أم سوزان»... ففنانة لديها هذا التاريخ الحافل، عندما نتعاون معها، لا بد أن نسعى الى كسر قوالب وتقديمها بصورة جديدة.

• يحمّلك البعض مسؤولية خطأ اللغة الموجودة في الأعمال الدرامية الخليجية؟

- أحرص على وجود مدقق للغة في المسلسلات، واذا كان الخطأ موجوداً في اللهجة، فهي مسؤولية لا أتحملها. وأحياناً نكون في التصوير ونجد أن نطق كلمة واحدة يختلف بين الممثلين الكويتيين.

• ما رأيك بظاهرة المسلسلات العربية التي تتجاوز حلقاتها المئة؟

- كنت المخرج العربي الأول الذي يقدم مسلسلاً عربياً في 200 حلقة وهو «أيام السراب». وحالياً، يحبّ الجمهور العربي الأعمال الطويلة ويريد أن يعيش مع العمل طوال العام، فلماذا لا نقدم له ما يريده؟ فذلك أفضل من أن يذهب الى الدراما التركية.

• ما الذي ينقص الساحة الخليجية برأيك؟

- يوجد في الوسط مخرجون، تقنيات فنية عالية وممثلون رائعون، ولكن ما ينقصنا هو النصوص، فهناك أزمة فيها، والأهم أن تحاكي هذه النصوص البيئة الكويتية، فهناك كمّ من الأعمال التي أشاهدها في الدراما الكويتية أو الخليجية وأشعر بأنني رأيتها من قبل في الدراما المصرية، باستثناء ما قدمه المخرج محمد دحام الشمري في مسلسل «ساهر الليل» الذي حمل خصوصية الكويت والكويتيين.

• ما العمل الذي تابعته في الموسم الرمضاني الماضي؟

- لم أتابع سوى مسلسل «شوية أمل» للمخرج علي العلي، فهو من المخرجين الذين يتمتعون بالجرأة في الطرح وليس المشاهد.

• هل الاستعانة بمخرجين غير خليجيين سببه نقص في الكوادر الفنية؟

- الاستعانة بهم لا علاقة لها بأن المخرجين الموجودين هنا ينقصهم شيء. ما المانع أن تنوّع شركات الانتاج في أدواتها وان تستعين بالكفاءات الخارجية؟ فذلك كله في النهاية يصبّ في خدمة المشاهد والساحة الخليجية.

• ماذا تحضّر حالياً؟

- نصوّر حالياً مسلسل «مطلقات صغيرات»، وهو من تأليف الدكتورة خلود النجار، كما أحضّر لمسلسل تراثي بمفهوم عصري، وأعتبر هذا المسلسل بمثابة التحدي لي وسيكون نوعاً من الرد على كل من انتقدني في «الجليب».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي