في حفل أوائل خريجي جامعة الكويت برعاية وحضور أمير البلاد

الحجرف: تكريم الفائقين نهج كريم من قادة الوطن للارتقاء المتواصل بكل مناحي الحياة

تصغير
تكبير
| كتبت مريم الأمير |

أقامت جامعة الكويت أمس حفلها السنوي لأوائل الخريجين من الدفعة الحادية والأربعين للعام الجامعي 2011/2010 على مسرح الشيخ عبدالله الجابر الصباح في الحرم الجامعي بالشويخ تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وبحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة أحمد السعدون، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ووزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة الدكتور نايف الحجرف، وعدد من الشيوخ والوزراء، ومدير جامعة الكويت الدكتور عبداللطيف البدر، والقائم بأعمال أمين عام الجامعة عواطف الصانع، وعمداء الكليات.

وفي بداية الحفل، قال الحجرف موجها حديثه إلى سمو الامير «إن احتفال جامعة الكويت بأبنائها الفائقين الذي يحظى كل عام بشرف رعايتكم السامية وحضوركم ليعيد هذا العام إلى الذاكرة الوطنية وهي تحتفل بذكرى مرور مئة عام على بدء التعليم النظامي في الكويت، بدء الانطلاقة الكبيرة لهذا الصرح، كأول صرح أكاديمي شهدته مسيرة التعليم المباركة في وطننا العزيز منذ ما يقارب خمسة عقود ينهض برسالته في توفير فرص التعليم العالي والتوسع في إتاحة التخصصات الأكاديمية والعلمية التي تلبي احتياجات وطن يعي بفطرته السليمة وإدراكه العميق أهمية العلم في صوغ حياة الأمم ومستقبل الشعوب، وطن يسابق الزمن لامتلاك ناصية أهم أسلحة الحياة، وطن يحرص على تلبية طموحات أبنائه وتطلعاتهم المشروعة للتفوق والتميز والابداع والسبق».

وبين أن «ما يميز الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية هو قدرتها على التجدد والابداع واستشراف المستقبل والتعامل مع تحدياته ومتطلباته، كما أن أخطر ما يهددها ويهدد رسالتها هو تراجعها عن قيادة المجتمع وتخليها عن دورها الريادي في ركب التنمية والتقدم وانشغالها بالكم على حساب الجوده وتشتيت الجهود بالأمور الثانوية على حساب الأولويات، فتضعف شعلة نور العلم، ويقل وهجها في وقت نحتاج فيه إلى من ينير دروب الحياة بالعلم والمعرفة، وإلى من يقود المجتمع إلى الأمام وإلى من يكون مثالاً للتسامح وتقبل الآخر، وتعزيز لغة الحوار وتبادل الآراء لتعم الفائدة المجتمع بأسره ولتحافظ الجامعات على مكانتها المتميزة كمنارات للفكر والعلم والمعرفة والتميز».

وذكر الحجرف أن «احتفالنا مناسبة طيبة تعيد إلى الذاكرة الجوانب المضيئة لنهج كريم حرص عليه قادة هذا الوطن على امتداد مسيرته يستهدف الارتقاء المتواصل بكافة مناحي الحياة على هذه الأرض الطيبة بمثابرة دؤوبة على تجاوز كافة الصعوبات والعقبات وقد أثمر هذا النهج الكريم ما ينعم به وطننا العزيز من خير وما يحققه من تقدم وارتقاء»، مشيرا إلى أن «الفائقين الذين تحرصون اليوم على تكريمهم والاحتفاء بهم ليعدون ذلك التكريم أعظم شرف وأرفع تقدير يعلي من قيمته تفوقهم وتميزهم، وإنهم ليعاهدون الله تعالى ويعاهدون سموكم ويعاهدون وطنهم العزيز الذي احاطهم بكل ألوان الرعاية والاهتمام أن يكونوا أبناء الوطن المثابرين الأوفياء وجنده المخلصين، الذين يضطلعون بالمسؤولية الوطنية في مواقع العمل المختلفة على النحو المأمول الذي يحقق لوطنهم ما يتطلع إليه من تقدم وازدهار مستمدين العون من الله تعالى ومستلهمين السداد والتوفيق من رؤاكم السديدة وكلماتكم المعهوده وأقوالكم الحكيمة التي تؤكدون فيها أن التنمية الحقة هي التي تتخذ من الإنسان محوراً ومن العلم سبيلاً ومن الاخلاص دافعاً».

وخاطب الحجرف الفائقين والفائقات مذكراً إياهم «بحق الوطن علينا جميعا، فالكويت التي احتضنت جميع أبنائها ولم تفرق بينهم بحاجة إلى كل جهد وطني مخلص يصون وحدتها ويعزز نهضتها ويدفع مسيرتها قدماً نحو النماء والبناء وهو دوركم أيها الخريجون والخريجات، لقد حان الوقت لنرد للوطن بعضاً مما منحنا».

من جانبه، قال مدير جامعة الكويت الدكتور عبداللطيف البدر «باسم جامعة الكويت، يشرفني في مستهل هذا الحفل السنوي الذي تقيمه الجامعة في كل عام تكريما للفائقين من خريجيها، أن أرحب بكم يا صاحب السمو أجمل ترحيب، ويزيدنا شرفاً أن نتقدم إلى سموكم بعظيم الشكر وصادق الثناء على كريم رعايتكم لهذا الحفل، والذي يأتي حرصا من سموكم على تشجيع أبنائكم الخريجين، واتباعاً لتقليدٍ أكاديميٍ أصيلٍ، وامتداداً أبوياً نبيلاً لاهتمام سموكم بهم، وإنه ليسرنا أن نلتقي اليوم لنكرم دفعة جديدة من الخريجين والخريجات الذين أتموا دراستهم الجامعية، وكذلك الحاصلين على درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه، إعلاءً لشأن العلم، وتقديراً للجهود الصادقة التي بُذلت وآتت ثمارها نخبة متميزة من أبنائنا وبناتنا، نعلق عليهم الآمال، ونرجوهم للغد، عقولاً مبتكرة، وعزائم ماضية للبناء، ونماذج مشرفة للاقتداء».

وتابع قائلاً: «إن المؤسسات العلمية والتعليمية تستثمر في أنبل وأفضل أنواع الاستثمار وهو الاستثمار البشري، تربية وتعليماً وفكراً وثقافة، ولذلك تتعاظم المسؤولية والأمانة التي تتحملها هذه المؤسسات، فالجامعة مسؤولة عن توفير التعليم الجامعي للأجيال الصاعدة التي تتطلع إلى تحقيق ذاتها وطموحاتها في مستقبل مشرق، وبقدر ما نوفره لهذه الأجيال من إمكانات النجاح والتفوق، يزداد الوطن تقدماً وازدهاراً ورفعة، ومَن نشهدهم اليوم من الفائقين والفائقات هم حصاد الجامعة، ونتاج جهودها، وهم هديتها إلى الكويت، عرفانا بالفضل ووفاءً للجميل الذي يطوق عنقها لما تلقاه من اهتمام بشأنها، ودعم لمسيرتها، وتعبيرا عن إدراكها لرسالتها، وفهمها لدورها الذي تعمل على التقدم به في خدمة المجتمع».

وزاد: «وقد استجابت الجامعة لقبول أعداد تفوق طاقتها الاستيعابية للعام الجامعي الحالي، ما أدى إلى نتائج منها تضخم أعداد المقبولين من ذوي النسب الدنيا للقبول، والإخلال بالأعداد المحددة لتوزيع الطلبة بين الكليات طبقا لتصنيفها وفقاً للإطار العام للخطة الاستراتيجية للجامعة وانخفاض عدد ساعات التسجيل للطلبة المستجدين عن الحد الأدنى مما يتسبب في تأخر تخرجهم عن المدد الاعتيادية للتخرج، فضلا عن تضخم نسبة أعداد الطلبة لكل أستاذ في الجامعة عن وضعها الطبيعي، وانشغال الهيئة الأكاديمية عن البحث والتطوير».

وذكر أن «الجامعات لا تكون على مستوى علمي عال، دون دراسات عليا أو بحوث علمية متميزة، لذلك كان حرص جامعة الكويت على تفعيل الدراسات العليا باعتبارها ركيزة أساسية في تحقيق أهداف التنمية، وقد بلغت برامج الدراسات العليا بالجامعة 58 برنامجا، منها 6 برامج للدكتوراه، وتتوجه الجامعة حاليا لاتخاذ ما يلزم لطرح برامج للماجستير في بقية الأقسام العلمية التي لم تبدأ بعد في طرح هذه البرامج، وتفعيل وتدعيم برامج الدكتوراه في جميع الكليات، فضلا عن فتح المجال لبعض الطلبة المتميزين من الجامعات الخارجية لاستكمال دراستهم العليا هنا في الجامعة، أي أن الجامعة قادرة على تهيئة الكوادر الأكاديمية لنفسها والاكتفاء بابتعاث مَن نختاره من هذه الكوادر لكسب الخبرة، والاطلاع والمشاركة مع زملائهم بالجامعات الأخرى».

وعن مجال البحث العلمي، قال البدر «تعمل الجامعة في إطار خطتها التنموية للأبحاث على تطوير قاعدة متميزة من الباحثين، وتعزيز وتطوير البنية التحتية للبحث العلمي، وتشجيع مشاريع الأبحاث ذات الأولوية، وتفعيل علاقات الشراكة البحثية والتعاون مع الجامعات ومراكز البحث العلمي محليا وعالميا، وتوظيف مخرجات البحث العلمي، والاستفادة منها وتسويقها. وبصفة عامة وصلت المشاركة البحثية للكليات إلى إجمالي 579 مشروعا، كما تم استحداث برنامجين جديدين لزمالة باحث ما بعد الدكتوراه، ومنصب كرسي الأستاذ الباحث، لتضيف بهما الجامعة بعدا عالميا مميزا لقطاع الأبحاث بالجامعة، وفتح الأبواب لتعيين الخبراء العالميين لإنجاز الأبحاث ذات الجودة العالية، ليشارك ويستفيد منها طلابنا».

وتابع: «وتجسيداً لدور الجامعة في خدمة المجتمع، تم إنشاء عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بهدف تنظيم وتطوير برامج هذا القطاع، وذلك للقيام بدور فاعل في خدمة المجتمع وتنميته، سواء كان ذلك عن طريق البرامج والدورات المتخصصة أو الدراسات المسائية للأفراد، ورفع مستوى الأداء للعاملين، في الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة، وذلك بوضع جميع إمكانات الجامعة المتاحة، في خدمة المجتمع الكويتي، كما يجري تقديم برامج جديدة، في ضوء رغبات واحتياجات مؤسسات الدولة، وفي ظل التقدم التقني والتطور المتسارع للتكنولوجيا العلمية على المستوى العالمي، وانطلاقا من مسؤولية الجامعة بإعداد أجيال قادرة على التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة والدخول بها عصر التقنية والمساهمة فيه، فقد صدر مرسوم إنشاء كلية علوم وهندسة الحاسوب بجامعة الكويت، وتم تشكيل مكتب تنفيذي لوضع الخطوات التفصيلية لاستكمال متطلباتها بالتنسيق مع الكليات الأخرى، تمهيداً لبدء الدراسة بها، كما صدر مرسوم إنشاء كلية للعمارة بجامعة الكويت، وتم أيضا تشكيل مكتب تنفيذي لمتابعة الخطوات التنفيذية لاستكمال متطلباتها البشرية والمكانية، تمهيداً لتشغيلها في السنة الأكاديمية المقبلة».

وفي ختام كلمته وجه خطابه إلى الخريجين والخريجات قائلاً: «هنيئا لكم بنجاحكم وتفوقكم الباهر، مع أطيب التمنيات لكم بالتوفيق والسداد في حياتكم العملية، ولتكن المنافسة الشريفة وحدها دون غيرها هي شعاركم، وأن يكون العمل والإنجاز هو سبيلكم إلى إثبات وجودكم، فأنتم الوجه المعبر عن حضارة أمتكم، كونوا منفتحين على ثقافات كل البشر متصلين بحيوية وتجدد لكل فكر إنساني دون أن يفقدكم ذلك إيمانكم العميق بأصالة ثقافتكم وقيمكم الدينية والأخلاقية النبيلة».

وألقت الخريجة حصة صلاح الديهان كلمة الخريجين، التي قالت فيها: «إنه لشرف عظيم وسعادة غامرة أن أقف اليوم أمامكم بمناسبة حفل تكريم الفائقين من خريجي جامعة الكويت، قلعة العلم والعلماء، وإن فرحتنا اليوم يا صاحب السمو كبيرة بتشريفكم حفلنا هذا وبلقاء الوالد مع أبنائه، فلك الشكر والثناء، وسنظل نذكر هذه اللحظات طوال عمرنا، ورعايتك السامية لنا وقلبك المفتوح لشباب الكويت، وستظل قلوبنا تلهج لكم بالدعاء بأن يحفظكم الباري عز وجل ويديم عليكم نعمة الصحة والعافية».

وتابعت قائلة: «وفي هذا المقام يا صاحب السمو نجدد العهد والولاء إلى كويتنا الغالية، والتي قدمت لنا الكثير وغمرتنا بفيض الحب والحنان إلى أن جاءت هذه اللحظات الكريمة التي نترجم فيها كل معاني الحب إلى بلدنا الغالي، ونهدي تفوقنا إليك يا صاحب السمو، وإلى وطننا الحبيب والذي جاء بعد عناء وجهد واجتهاد منا حتى نسهم في دعم مسيرة بلدنا الحبيبة من أجل أن تكون الكويت دائماً منارة العلم والعلماء».

وأضافت الديهان: «يا صاحب السمو مازال عبير احتفالاتنا بالعيد الوطني وبذكرى التحرير يهب علينا محملا بنسائم الحب والولاء لوطننا الحبيب، وهي فرصة نجدد فيها أمام سموكم وباسم شباب الكويت بأن نبني وطننا الغالي ونحفظه في قلوبنا، ونرد إليه جزءاً من جميله وقطرة من بحره، متعاونين ومتآلفين يجمعنا كلنا حب هذه الأرض وصدق الانتماء إليها، ونسأل الله عز وجل أن يحفظكم ويرعاكم، ويمد في عمركم يا صاحب السمو ويجعلكم ذخراً للكويت وشعبها، ويسبغ عليكم موفور الصحة والعافية، ونجدد العهد لكم بأن نحفظ للكويت عهدها وأن نرد الجميل لوطننا الغالي بكل نملك من سلاح العلم والمعرفة، متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف».

وفي ختام كلمتها قالت: «كما نسجل كلمات الفخر والاعتزاز إلى أساتذتنا الأفاضل الذين غمرونا بفيض علمهم وكريم عنايتهم خلال فترة دراستنا الجامعية، فلهم منا الشكر والعرفان، والشكر موصول إلى أولياء أمورنا وأهلنا الذين كانوا لنا السند والمعين بعد الله عز وجل للوصول إلى التفوق والنجاح».





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي