قرأت خبر طلب تجار ومحسنين التبرع بتزويد البلدية بسيارات مجهزة لنقل الموتى بعد أن عجزت الدولة عن توفيرها!
فسبحان الله العلي العظيم الذي أنعم علينا بثروات طبيعية وموارد بشرية لم تستغل لأسباب واهية، فلا مسكن وفرناه للمواطن ولا صحة ولا تعليم ولا معاملات تنجز الكترونيا حتى وان وجدت الأجهزة وتغنى القادة بانجازات الحكومة الالكترونية وميكنة الشؤون وتعاون أجهزة الدولة... ما زلنا نعاني خللا في طبيعة اختيار القياديين ممن أشبعونا في تنظيرهم المستمر!
لقد بتنا أقلية في بلدنا... ندرس ونتخرج في الجامعات وتذهب المناصب لغير أهلها، حتى النواب يعجبنا قولهم وتصيبنا سلوكيات بعضهم بصدمة لم نستطع فهمها وان فهمناها نقسم بأننا لن نمنحهم الصوت ولكن بعد أن يأخذنا الوقت في رحلة مملة لا تسلم من «البهذلة» السياسية!
أصبحت شؤوننا تدار بعقلية عجوز تريد أن تدخل سباقا مع الزمن... وعامل السن لا يسمح والثقافة كذلك لا تنسجم مع احتياجات جيل الحاضر وجيل المستقبل، ورغم كل المعوقات نبقى مع طابع العناد والمكابرة ولو طرحنا التصورات ووجهنا النصيحة لا نجد من يصغي لنا!
رحماك ربي.. حتى الموتى لم يجدوا مركبات مجهزة لنقلهم، رحماك ربي فكتابة الاسم من قبل طفل تجاوز المرحلة الابتدائية بات أشبه بالمعجزة، رحماك ربي يظهر «الشيب» من طول انتظار السكن، رحماك ربي نذهب للعلاج ولا نجد التشخيص السليم وان تعذر العلاج صعب توفر العلاج بالخارج، رحماك ربي يعمل المجد وينتظر الترقية ويأخذها غيره، رحماك ربي تذهب للشؤون والبلدية لإنهاء معاملة وتضيع من كثرة الطلبات و «تعطل الكمبيوتر»، رحماك ربي تقود مركبتك في صراع مع الإزدحام المروري.. رحماك ربي إنهم يريدون لنا العيش في ظل عقلية السيدة العجوز فالمشاكل لا تعالج في حينها والأمور أوكلت لغير أهلها!
وان خرجت برا مثل المواطن علي الحربي ودخلت العراق تعود بعد 8 سنوات ويقال بأن العودة بسبب حسن العلاقات مع العراق والفضالة وغيره في معتقل غوانتانامو سيئ الذكر ينتظرون الفرج... أما حكاية البدون فأمرها غريب وعجيب!
تريدوننا بعد كل هذا ووفق هذه العقلية أن نبتسم و«نتعشم» الخير في الآتي من الأيام.. رحماك ربي! باختصار شديد، حان وقت العمل... اتركوا القادة المبدعين يتم اختيارهم من قبل جهة محايدة، افسحوا المجال للمواهب ولا تقتلوا طموح الشباب «المركون» ممن يتابع العجز في توفير احتياجاتنا... لنقرر وفق منهجية عادلة تتماشى مع متطلبات الجيل الحاضر والجيل القادم.
والله المستعان!
د. تركي العازمي
Twitter: @Terki_ALazmi
[email protected]