«حضانة البستان»... تجربة «تنطق» نجاحاً فهل من «يسمع» المطالبة بتطوير التجربة؟






داخل «حضانة البستان»، تحظى كلمة «شكراً» برونق خاص. فالنطق بها وسماعها من الطرف الآخر له معنى مختلف لأطفال ينتظر أهاليهم مع المربين بفارغ الصبر تخطيهم لمشكلات ضعف السمع والنطق.
بات بإمكان الأطفال قول هذه الكلمة والتصفيق بحرارة احتفاء بسماعها، كلما تقدمت برامج التأهيل.
خلال الأسبوع الماضي، تبرعت الأمانة العامة للأوقاف بأجهزة كمبيوتر لفصول حضانة البستان لضعاف السمع والنطق التابعة للجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية. واستعمال الكمبيوتر لم يعد إلا واحداً من أوجه نجاح كثيرة حققتها الحضانة مع الأطفال، يجمع الأهالي على الإشادة بها.
وعبرت إدارة الجمعية والحضانة عن شكرهما لأمانة الوقف على هذا التبرع الذي يساهم في تحسين النطق لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النطق والسمع، حيث تساهم أجهزة الكمبيوتر، التي باتت في متناول أطفال الحضانة، في التمييز السمعي بشكل جيد.
تجدر الإشارة الى أن التبرع ساهم في تغطية جميع فصول الحضانة بأجهزة الكمبيوتر البالغ عددها عشرة أجهزة، وهي مجهزة بالبرامج التربوية والتعليمية المتخصصة لإفادة فئة ضعاف السمع والنطق.
وأمام النجاح الذي حققته الحضانة في تطوير قدرات النطق لدى الأطفال الذين يلتحقون بها، فقد طالب أولياء الأمور بتطوير هذه التجربة، عبر فتح فصول للمرحلة الابتدائية مما يسهل من اندماج هذه الفئة بنظرائهم في المراحل المتوسطة والثانوية، خصوصا أن فترة السنتين تعتبر غير كافية لعملية التأهيل وهناك حاجة ماسة لمد هذه الفترة.
وشدد الأهالي على أن هؤلاء الأطفال يتمتعون بدرجات عالية من الذكاء، ويمكن من خلال الاهتمام المبكر بهم أن يخفف من معاناتهم، بل يجعلهم قادرين على القيام بدور ايجابي في مجتمعهم، خصوصا أن هناك تجارب ناجحة تؤكد أن هذه الشريحة اندمجت في محيطها بشكل ايجابي، وهناك من وصل الى مراحل علمية متقدمة، بعد ان من الله عليهم بنعمة السمع نتيجة التقدم الطبي الحاصل، وخصوصا في مجالات زراعة القوقعة التي بات للكويت سجل مشرف فيها.
وتمنى أولياء الأمور على الجهات المختصة الإطلاع على تجربة حضانة البستان ودعمها وتطويرها بكل السبل، لافتين الى ان الإسراع في ايجاد مدرسة ابتدائية لهذه الفئة سيحقق فوائد جمة، أهمها مساعدة هذه الشريحة على التأقلم والاندماج مع محيطها بسهولة ويسر.
تجربة «حضانة البستان» تنطق نجاحاً بأفواه أطفالها، فيما ينتظر الأهالي من «يسمع» مطلبهم بتطوير التجربة.
تدريب على النطق والكلام
مشرفات الحضانة والطلاب والطالبات في صورة جماعية