أصرّ ووالد العودة على الاعتصام حتى يسترجعا ابنيهما

والد فايز الكندري يتعرض للاعتقال لاعتصامه السلمي أمام السفارة الأميركية

تصغير
تكبير
| كتب تركي المغامس |

على أرض الكويت بكى والد المعتقل الكويتي الذي قضى اكثر من عشر سنوات في غوانتانامو فايز الكندري ليس على ابنه والسنين التي ضاعت ظلما من عمره بل بكى على ظلم حل به من أهله.

ففي صباح امس انطلق المسن الذي يخطو على مشارف السبعين محمد الكندري الى مقر السفارة الأميركية حاملا معه صورة لابنه وأخرى للمعتقل فوزي العودة وجلس على مسافة ليست بقريبة من السفارة الأميركية معلنا اعتصامه اليومي على الظلم الأميركي لأبناء الكويت في معتقلات سيئة السمعة.

ولكن فاجعة هذا المسن زادت عندما اقتاده معتقلا أبناء الكويت العاملون في حماية السفارات وتركوه قيد الاعتقال اكثر من ساعة ونصف الساعة تم خلالها التحقيق معه وتهديده وتحذيره تحذيرا شديد اللهجة من الاعتصام او التحريض على الاعتصام امام السفارة الأميركية برغبة من القائمين على السفارة دون مراعاة لسنه او لقضيته.

وعن هذا الموقف قال احد أقارب والد فايز الكندري لـ «الراي» ان والد فايز توجه الى مقر السفارة الأميركية من ذاته صباح امس دون ان يطلع أحدا على هذا الأمر او يعلن عنه يائسا من المماطلة والاجراءات العقيمة التي تسير لحل قضية ابنه، مبينا ان والد فايز الذي شارف السبعين من عمره يردد «لم يبق من العمر شيء ولا أريد من الدنيا سوى رؤية ابني في أحضاني آمنا في وطنه وبين أهله».

وأضاف «لقد حمل العم محمد معه كرسيا ولافتات وجلس بالقرب من السفارة الأميركية وبعد أقل من عشر دقائق وفي تمام الساعة العاشرة صباحا تم تحذيره من قبل النقطة الأمنية بعدم الاقتراب من السفارة او الاعتصام وعندما رفض الانصياع الى أمرهم تم اعتقاله ومصادرة اللافتات».

وأشار قريب الكندري الى ان «العم محمد يتم احتجازه في النقطة الأمنية وتم تفتيشه وأخذ هويته وتسجيل بياناته والتحقيق معه بشكل رسمي وطلبوا منه بلهجة مشددة عدم تكرار الموقف وعدم الاعتصام فرد عليهم والد فايز الكندري بالقول «لن أتراجع عن الاعتصام وأنا على أرض بلدي الكويت وكل هذا التهديد لن يثنيني وغدا (اليوم) سأجلس هنا وكل يوم حتى أرى ابني بين أحضاني».

ولظروف صحية لم يستطع والد المعتقل فوزي العودة ان يشارك والد فايز الاعتصام وفي اتصال هاتفي لـ «الراي» معه قال رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن المعتقلين في غوانتانامو خالد العودة «ان ما تم من اجراءات بحق والد فايز الكندري أمر مستهجن وغير مقبول».

وأضاف ان «والد فايز الكندري كان يقف على أرض كويتية بعيدا عن أي تدخل أميركي فيها واعتصامه سلمي»، متسائلا «هل وصلت الأمور الى ان نمنع من الاعتصام السلمي في إرضنا؟»، مبينا «ان السفارة الأميركية هي من تدفع لمنع أي وقفة سلمية لكشف الظلم الأميركي على أبنائنا والمطالبة بالافراج عنهم».

ولفت العودة الى ان السفارة الأميركية مؤمنة تماما وتحيط بها ترسانة أميركية كبيرة بالاضافة الى الحماية الكويتية واذا كان اعتصامنا يشكل خطرا عليها فنحن على أتم الاستعداد لأن يتم تفتيشنا قبل الجلوس في مكان الاعتصام، معلنا ان الاعتصام سيكون بشكل يومي حتى إطلاق سراح أبنائنا وسنبدأ الاعتصام في تمام العاشرة ولمدة ساعتين».

وتابع «سنجلس يوميا للتعبير عن عدم رضانا عن اعتقال ابنائنا ونحن موقنون بأن الحرس الأميركي هم من أوعز للحرس الكويتيين الذين كانوا ملكيين أكثر من الملك»، مشيرا الى ان «ما تم في حق والد فايز هو تعسف بحق رجل مسن كويتي تجاوز الستين من العمر»، مؤكدا ان «الحرية لدى الأميركان مقسمة هنا ممنوعة وفي أميركا هناك من يقف أمام البيت الأبيض لسنوات ولم يتم الاعتراض عليه فهل هناك حرية لأجانب وأميركان ولا توجد حريات لآباء مكلومين على أبنائهم المعتقلين لأكثر من عشر سنوات، وسؤالنا الى المسؤولين ما الضرر باعتصامنا؟».





الكندري: منعه من الاعتصام مُعيب



وصف النائب الدكتور محمد الكندري، منع والد الاسير فايز الكندري من الاعتصام السلمي أمام السفارة الاميركية للتعبير عن احتجاجه باعتقال ابنه لأكثر من عشرة اعوام دون محاكمة عادلة بـ «الـمُعيب»، وطالب وزير الداخلية أن يساندنا في هذه القضية لا ان يعرقل تحركاتنا السلمية في ايصال الرسالة لأصحاب القرار والمجتمع الدولي، كما انه من غير المقبول ان يتم التعامل مع والد الأسير وهو رجل مُسن ويعاني من أمراض عديدة بشكل غير لائق وخارج عن عاداتنا وأخلاقنا التي تحث على التراحم فيما بيننا والوقوف بجانب بعضنا البعض بمثل هذه الظروف.

وأوضح الكندري بأن قضية معتقلي غوانتانامو هي قضية الكويت بالإضافة إلى معتقل الكويت في إيران حسين الفضالة ولابد من السعي الحثيث على أعلى المستويات وفي كافة الاصعدة من أجل الافراج الفوري عنهم وسنعمل نحن كأعضاء في مجلس الامة على تحقيق ذلك وسنشارك جميعا في الاعتصامات السلمية التي تطالب الافراج عنهم.





الشايع: أرفض المساس بكرامات الناس



استنكر النائب شايع الشايع ما أقدمت عليه وزارة الداخلية من اعتقال لوالد المعتقل في سجون غوانتانامو أبوفايز الكندري بسبب تظاهره السلمي أمام السفارة الأميركية صباح أمس الأحد، محملاً وزير الداخلية المسؤولية كاملة.

وقال «مع الاسف ان يتم هذا الإجراء في دولة المؤسسات ودولة الديموقراطية في الكويت»، رافضاً المساس بكرامات وحريات المواطنين لا سيما أبوفايز الكندري الذي أراد أن يُعبر عن وجهة نظره من خلال التظاهر السلمي خاصة وان نجله محتجز دون محاكمة عادلة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي