| ياسمين مرزوق الجويسري |
قرأت... مما قرأت (أرملة الحكومة) للرافعي يقصد بها كما قال نقلاً عنه «هو ذاك الشاب الزائف المبهرج يُحسَب في الرجال كذباً وزوراً إذ لا تكمل الرجولة بتكوينها حتى تكمل بمعاني تكوينها...»، كان ملخص ما ذكره في مقاله سلبية الرجل بعزوفه عن الزواج واستهتاره في التبذير والحياة وعدم تحمله للمسؤولية التي خُلِق لأجلها، كي أكون منصفةً مع نفسي أولاً ثم معك قارئي... قد زاد الرافعي في (الجيلة) السلبية تجاه الرجل فكان مخطئاً في نظره تماماً، لكني أرى الإيجابية هنا وهناك في ذاك الرجل (أرملة الحكومة)، وأوافقه أيضاً بتزايد ظهور أرامل الحكومة أصحاب العقل الفارغ والفك المهمش، وأوافق نفسي بوجود نوع آخر من أرامل الحكومة من الإناث وهن كُثر على قدر الذكور، تلك المتابعة لصاحبتها بلا وعي أو إدراك، بلا فهم لما تعمله أو تقدير، زاد الأرامل رجالاً ونساءً شباباً وشابات، والأمة غارقة في نومها تحاول الاستيقاظ لكن الأرامل قد أخرسوا المنبه وأكثروا من الغفوات، أتحسر على ما بناه نبينا صلى الله عليه وسلم في نفوس ذاك الجيل الصلب، وتزيد النار في جوفي كلما تأملت لاهتماماتنا كشباب مقارنة باهتمامات السابقين، قد يقول قائل ان أولئك قومٌ مضوا وخلوا، نحن لسنا مثلهم قد عاشوا وتعايشوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فأقول ما قاله النبي لأصحابه (لقد اشتقت لإخواني)، نحن إخوانه وهم أصحابه أليس من حق النبوة والأخوة الاتباع بالحق؟ - وما يصدر عن النبي الكريم غير الحق والصلاح-، انظر إلينا بعين الذبابة التي ترى السلبي والقبيح فينا، فإن جربنا استخدام عين النحلة سنرى أولئك الشباب والشابات الذين يحملون في صدورهم همّ ومسؤولية أمة ليست بيتاً والدين وأبناء فقط بل أمة ببيوتها وأبنائها وجميع أركانها، أولئك الصادقون مع الله المبادرون للخير، عسى أن ينشر ربي ما في تلك النفوس الراقية في أرجاء أمة الإسلام لنكون كما كان أسلافنا هم الأوائل هم الأفضل هي الأمة الأعظم بما تحتويه من دين و(أزواج وزوجات حكومة) ليست الأرامل منهم.
أود ختاماً ذكر أبياتٍ تلامس الواقع... لعبدالرحمن العشماوي:
«يعز على المرء ألا يرى شباب الهداية يأبى الخور
و يكره قلبي ذليل الخطى فتىً بين أترابه محتقر
فتىً حطم الكفر أسلافه فحطمه الكفر لما هجر
أبى أن يطبق إسلامه فكان على قمةٍ فانحدر».
@jasmine_m_alj