سامر سليمان: «مرايا 2003» أطلقني ككاتب سيناريو ... و«رحلة العمر» سيضمّ ممثلين من سورية والكويت

تصغير
تكبير
| حاوره- إيلي خيرالله |

«شهادة السواقة» حلقة حققت نجاحاً جماهيرياً واسعاً ضمن سلسلة «مرايا»، ووضعت سامر سليمان في مرتبة متقدّمة على قائمة كتّاب السيناريو البارزين في سورية مصنع المسلسلات التلفزيونية الأول في العالم العربي وهذا ما أثبتته الأعوام الأخيرة المنصرمة. ومع توالي اللوحات تمكن سليمان من أن يرسّخ أقدامه في عالم الكتابة التلفزيونية وها هو يخوض تجربته الأولى في المزج بين ضخامة الفن السوري وعراقة الفن الكويتي في عمل جديد اختير له عنوان مؤقت وهو «رحلة العمر».

في حوار عفوي صريح أبحرت «الراي» في رحلة مع الكاتب سامر سليمان فاستعرضت أبرز مراحل العمر التي جعلت من اسمه يبرز كسيناريست مميز... وفي الأسطر التالية تفاصيل تلك الرحلة.

• بداية نستهل حوارنا معك بالسؤال عن أسباب زيارتك الكويت؟

- هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها الكويت. أما الدافع الرئيسي لزيارتي هذه فهو أنني بصدد التحضير لمسلسل جديد يبصر النور قريباً.

• هلا أوضحت لنا بعض التفاصيل حول هذا العمل ومن سيضم من النجوم؟

- إنها دراما عربية تضم ممثلين سوريين وكويتيين في آن ٍ معاً .

• وكيف توصلت إلى الربط بين الشعبين في عمل واحد؟

- بحكم العلاقات الاجتماعية القائمة بين البلدين، ليس غريباً أن نشهد تلاحم الشعبين السوري والكويتي في عملٍ واحد.. فغالباً ما نسمع عن زواج شخصية كويتية من فتاة سورية أو العكس.

• هل يسعك الإفصاح عن الفكرة الأساسية التي يدور حولها العمل أم تفضل إبقاءها طي الكتمان حالياً؟

- العمل ما زال في طور الكتابة، ولم أنجز منه سوى عشر حلقات فقط لغاية الآن، لذا لم تتضح معالم الرؤية الشمولية للعمل بعد. «رحلة العمر» هو عنوانه المؤقت... وتدور أحداثه حول صراع بين أخوين .أحدهما يدعى شعلان والآخر نضال. العقدة تبدأ منذ حصولهما على إرث ضخم،  فيعمد الأخ الأكبر (شعلان) الى الاستيلاء على الميراث دون تخصيص أية حصة لأخيه ويسخّر الأموال لتحقيق مآربه الخاصة والوصول إلى سدّة مجلس الأمة - أما نضال فهو يعكس شخصية الرجل الذي يعتمد على نفسه ويقاوم قساوة الزمن ليبني نفسه بنفسه. وتتطور الأحداث فنشهد أن شعلان الذي مشى في طريق السوء قد وقع في شرّ أعماله، في حين يخطو نضال خطوات جبّارة إلى الأمام.

• هل سيصور العمل في كلا البلدين سورية والكويت؟

- أعتقد ذلك إذ ثمة شخصية يتناولها المسلسل لمهندس كويتي يتابع دراسته في جامعة دمشق ويتعرّف إلى فتاة سورية فتنشأ بينهما قصة حب تنتهي بالزواج، ما يدلّ على أن ثمة مشاهد سيتم تصويرها في سورية.

• وهل تكتب السيناريو باللغة العربية الفصحى؟

- لا بل باللهجة الكويتية.

• ألم تعترضك أي عوائق لغوية محلية؟

- لا، لأن هذه ليست التجربة الأولى لي في التصدي لعملٍ باللهجة الكويتية.

• وماذا عن الممثلين السوريين فهل سيتحدثون باللهجة الكويتية؟

 - لا، بل باللهجة السورية، لأن هذه الشخصيات لم تنشأ في الكويت بل في سورية، وبعد بلوغها مرحلة متقدمة من العمر، التحمت بالمجتمع الكويتي .

• من الجهة المنتجة لهذا العمل؟

 - أفضّل إبقاء الأمر طي الكتمان، لأننا اتفاقنا مع تلك الجهة ما زال كلامياً ليس إلا.

• سؤال أخير في هذا المحور، هل ثمة أسماء في مخيلتك لمن سيشارك في العمل من الممثلين الكويتيين؟

- هذه المسألة مرهونة بما ستقرره شركة الإنتاج مع العلم أن ثمة أسماء ارتسمت صورتها في مخيّلتي وأنا أكتب السيناريو، لكنني لن أبوح بها إذ لا يسعني أن أفرض الأسماء على الشركة.


«قلوب محطمة» يطرح قضايا اجتماعية جريئة للمرة الأولى

• «قلوب محطّمة» من آخر أعمالك التي سيبدأ تصويرها قريباً فماذا عن بقية التفاصيل؟

- إنه مسلسل سوري من 30 حلقة. يتناول قضية الصراع بين السلطة والمال وأتوقع أنه سيحقق نقلة نوعية وجريئة في تاريخ الدراما السورية . ثمة العديد من الأحداث المتشابكة وتتطرق إلى ما يدور في المنطقة من تطورات سياسية واقتصادية على الصعيد اللبناني والعراقي . هذا المسلسل يتضمن ما لم يظهر  على الشاشة العربية سابقاً.

• بأي معنى؟

- اجتماعياً وسياسياً. ثمة إضاءات على ظواهر اجتماعية لم يلقَ عليها الضوء سابقاً وبأسلوب جريء جداً.

• ومتى سيبصر هذا المسلسل النور؟

- سنباشر التصوير في الشهر الخامس بإذن الله .

• وهل تمّ اختيار الممثلين الذين سيشاركون به؟

- قبل مجيئي إلى الكويت كان قد تمّ الاتفاق مع نادين وفقاً لما تنامى إلى مسمعي من الجهة المنتجة إضافة الى صفاء سلطان ، دينا هارون وغيرهم من النجوم.

• ومن سيتولى عملية الإخراج؟

- ثمة أكثر من مخرج مرشحين لتولي هذا العمل منهم فردوس أتاسي، رشا شربتجي إذا كانت قد انتهت من العمل الذي ارتبطت به حالياً.


نظرت عبر «مرايا» في مرايا الآخرين

• حدثنا الآن عن مشاركتك في كتابة مجموعة من حلقات سلسلة «مرايا» مع الممثل القدير ياسر العظمة؟

- إنها بصمة مضيئة أعتز بها وأفخر أنني حزت على ثقة ياسر العظمة، ليفسح لي المجال بأن أتصدى لهذه التجربة العظيمة. بدايتي مع الأستاذ ياسر كانت في مرايا 2003 في لوحة بعنوان «عشنا وشفنا». أعتقد أنه من المفيد جداً لأي كاتب مهما بلغ شأنه أن يختبر هذه التجربة البالغة الأهمية.

• هل عبّرت عن ذاتك في مسلسل «مرايا» أم نظرت في مرايا الآخرين؟

- لا، لقد نظرت في مرايا الآخرين.

• هل جسّدت ما كنت تطمح إليه في «مرايا» بعد ظهور العمل إلى الحيز الجماهيري؟

- مرايا حققت شيئاً معيناً من طموحي وليس كل طموحي .

• برأيك إلى أي مدى استطعت أن تضيف إلى رصيد «مرايا» الذي انطلق في أواسط الثمانينات وإظهار ياسر العظمة في كاراكتيرات مبتكرة لم نعهده بها من قبل؟

- ياسر العظمة أستاذ كبير ولن يكون بوسعي أن أضيف إلى مسيرته بل هو الذي أضاف لي الكثير . يسعني القول انني أثريت العمل بلوحات جديدة تحمل أفكاراً مبتكرة.

• ما أبرز الحلقات أو اللوحات التي حملت توقيعك ضمن سلسلة «مرايا»؟

- من أبرز اللوحات التي أثارت اهتمام الصحافة السورية تلك التي كانت بعنوان «شهادة السواقة» وقد تناولت قضية منح إجازة السوق إلى أشخاص غير أكفاء وما تخلّفه هذه المسألة من انعكاسات سلبية على المجتمع .

إلى ذلك ثمة لوحة نفذّت في آخر حلقات «مرايا» بعنوان «المحتال العصري» وقد ترددت أصداؤها في أوساط الشارع السوري بشكل بارز.

• ما سرّ «مرايا» حتى ترك هذه البصمة الواضحة في وجدان الناس؟

- سعينا دوماً في «مرايا» إلى إرضاء كافة الأذواق فمن يطمح إلى الأعمال الكوميدية يجد ضالته في «مرايا» ومن يبحث عن النقد السياسي أيضاً متوافر ومن يحبّذ القصص الدرامية هذا العمل يؤمّن له ذلك.

• هل تظن أن نجاح «مرايا» مرتبط بالنصوص أم بشخصية ياسر العظمة المحببة؟

- كلا الأمرين معاً. فشخصيته المحببّة تكاملت مع النصوص المتماسكة والجيدة.

• هل يسعنا القول ان تلك اللوحات من «مرايا» هي التي وضعت سامر سليمان في مصاف كتّاب السيناريو البارزين؟

- لا شكّ في ذلك. مع العلم أنني كنت قد دخلت عالم الكتابة قبل «مرايا» ونشرت كتاباً بعنوان «بحر القصص والخواطر».

• هلا  أطلعتنا على ما يتضمنه هذا الكتاب؟

- إنها سيرة رجل، بدءاً من الطفولة مروراً بمرحلة الشباب وصولاً إلى الشيخوخة. وقد استخدمت أسلوب السرد الذاتي مع العلم أنني لم أعش المراحل التي أتيت على ذكرها ولا سيما الشيخوخة لكنني وصفتها بأسلوب شيّق. وقد ختمته بقصيدة تعبّر عن مضمون الكتاب.

• إضافة إلى ما ذكرناه ماذا تملك في رصيدك من أعمال درامية؟

-   شاركت في بعض اللوحات من سلسلة «بقعة ضوء» و«عربيات» إضافة إلى سهرة تلفزيونية بعنوان «زواج بلا عداد».


«باب الحارة» أهمل الجانب التعليمي

• بين صفتي المؤلف الروائي والسيناريست أين تجد نفسك أكثر؟

- أحبّذ صفة السيناريست فالسيناريو هو في النتيجة تأليف لأي فكرة جديدة أوإعادة خلق الفكرة بأسلوب جديد.

• من الملاحظ أن الدراما السورية قد استعادت دورها الريادي مع مسلسل «باب الحارة» فكيف تنظر إلى هذا العمل من زاوية الناقد؟

- «باب الحارة» أضاف شيئاً جديداً إلى الدراما السورية . والمشاهد هو المقياس الأول لنجاح أي عمل. فهذه المتابعة الجماهيرية الواسعة للعمل خير دليل على نجاحه الذي بزغ من رحم نجاح الدراما السورية.

• وما رأيك بالوقائع التاريخية التي تطرق لها العمل؟

- لدي بعض الملاحظات على العمل، أبرزها اختفاء الجانب التعليمي من الأحداث وأتمنى استدراك هذه الهفوة في الجزء الثالث، في مشاهدة طالب يتوجه إلى المدرسة .

• ذُكر في الصحف أن شخصية «أبو عصام» قد أقصيت من الجزء الثالث فكيف تنظر إلى هذه المسألة؟

- للمخرج والكاتب وجهة نظر معينة  وهذه المسألة مرتبطة بهما.

• بالعودة إلى تواجدك في الكويت فهل من مشاريع أخرى تحضّر لها؟

- ثمة مسرحية أعدّ لها بعنوان «اضحك أنت عربي» وستنطلق على خشبة المسرح في سورية في وقت قريب.



                     سامر سليمان  (تصوير دانيال هلال)



                                صفاء سلطان

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي