مسار / الثقافة العربية بين الاستشراق والاستغراب
| د. لطيفة جاسم التمار |
الثقافة هي السلوك الانساني منذ ما قبل التاريخ حتى الآن، وهي فعل يتطور تبعا للحياة، وتعد الثقافة الأوثق صلة بالتكنولوجيا أنجح في وقتنا الحاضر. وبما ان الثقافة سلوك انساني فان الانسان هو كائن مثقف تراثي منذ الولادة حتى الوفاة، كما أنه مختلف عن بقية الكائنات.
ينشأ مصطلح ثقافة من عناصر البنية الثقافية اللغة، التاريخ، الدين، الجغرافيا، علم النفس وغيرها من العلوم الأخرى التي تشترك في تكوين مصطلح ثقافة.تعدد تعريفات الثقافة حتى وصلت الى أكثر من مئتي تعريف، لكن المعرفين اجتمعوا على أن الثقافة تتضمن أنماط السلوك والقيم سواء كانت مادية أو معنوية، وهو ما يشكل الرؤية الثقافية للمجتمع ما يخلق الأساس المتين الذي تقوم عليه العلاقات الاجتماعية. وتنبع الهوية الثقافية من الثقافة نفسها، فالهوية: هي الشفرة التي يتخذها الفرد للتعرف على الآخرين، فتصبح الهوية الثقافية عنده نتاج تاريخي وعملية يمتزج بها الماضي والحاضر وصولا الى المستقبل، وتتكون الهوية الثقافية من عاملين داخلي وخارجي، تتجلى في صورة نتاجات اجتماعية ، وتتعدد فيها أنماط سلوكية وطرق تفكير حول العالم الاجتماعي، شأنها شأن الانسان ذاته تتجدد في تجدده لا في جموده وهي حقيقة لا تحددها الغريزة، وبهذا يكون الفعل الخلاق جوهر العملية الثقافية. الهوية الثقافية هي حالة تراكمية بعناصر متجددة كما أنها تعبر عن كل ما هو مركب وفاعل، وهي تطلع جماعة أو شعب أو أمة وقدرتها على التحدي، والهوية أحادية الجانب لا تتسم بالثبات أو الجمود أحيانا، بالاضافة الى أنها مجموعة من العناصر، كما انها حالة مستمرة متطورة في الزمان والمكان معا؛ وفي بعض الأحيان تتسم عناصرها بالثبات وهذا ما تقوم به الثقافة التي تصوغ هوية الجماعة.
كثير من المستشرقين العرب يقولون إنه لا يوجد فرق بين الشرق والغرب فالهوية الأوروبية مازالت على قيد البناء، ونحن كذلك كعرب ومسلمين نحاول بشتى الطرق رسم شكل لهويتنا العربية، لكننا نبقى مجتمعات قليلة التثقف غير متسامحة وليست لدينا شجاعة لخلق مدينة فاضلة في الواقع، لكننا بالامكان خلق هذه المدينة في الخيال من خلال الأعمال والإنتاجات الأدبية القادرة على صنع مثل هذه المدينة بعيدة عن الواقع، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا العرب قادرون على صنع هذه المدينة في الخيال، بينما واقعهم المزري يحتاج اليها؟ الاجابة عن هذا السؤال تحتاج الكثير من العمل لنؤسس التأسيس السليم لثقافتنا العربية وتنميتها ونعمل بها وبالتالي ستكون هويتنا العربية قادرة على خلق هذه المدينة المرجوة.
* دكتوراه في الأدب العربي الحديث
Latifa-altammar@hotmail.com
الثقافة هي السلوك الانساني منذ ما قبل التاريخ حتى الآن، وهي فعل يتطور تبعا للحياة، وتعد الثقافة الأوثق صلة بالتكنولوجيا أنجح في وقتنا الحاضر. وبما ان الثقافة سلوك انساني فان الانسان هو كائن مثقف تراثي منذ الولادة حتى الوفاة، كما أنه مختلف عن بقية الكائنات.
ينشأ مصطلح ثقافة من عناصر البنية الثقافية اللغة، التاريخ، الدين، الجغرافيا، علم النفس وغيرها من العلوم الأخرى التي تشترك في تكوين مصطلح ثقافة.تعدد تعريفات الثقافة حتى وصلت الى أكثر من مئتي تعريف، لكن المعرفين اجتمعوا على أن الثقافة تتضمن أنماط السلوك والقيم سواء كانت مادية أو معنوية، وهو ما يشكل الرؤية الثقافية للمجتمع ما يخلق الأساس المتين الذي تقوم عليه العلاقات الاجتماعية. وتنبع الهوية الثقافية من الثقافة نفسها، فالهوية: هي الشفرة التي يتخذها الفرد للتعرف على الآخرين، فتصبح الهوية الثقافية عنده نتاج تاريخي وعملية يمتزج بها الماضي والحاضر وصولا الى المستقبل، وتتكون الهوية الثقافية من عاملين داخلي وخارجي، تتجلى في صورة نتاجات اجتماعية ، وتتعدد فيها أنماط سلوكية وطرق تفكير حول العالم الاجتماعي، شأنها شأن الانسان ذاته تتجدد في تجدده لا في جموده وهي حقيقة لا تحددها الغريزة، وبهذا يكون الفعل الخلاق جوهر العملية الثقافية. الهوية الثقافية هي حالة تراكمية بعناصر متجددة كما أنها تعبر عن كل ما هو مركب وفاعل، وهي تطلع جماعة أو شعب أو أمة وقدرتها على التحدي، والهوية أحادية الجانب لا تتسم بالثبات أو الجمود أحيانا، بالاضافة الى أنها مجموعة من العناصر، كما انها حالة مستمرة متطورة في الزمان والمكان معا؛ وفي بعض الأحيان تتسم عناصرها بالثبات وهذا ما تقوم به الثقافة التي تصوغ هوية الجماعة.
كثير من المستشرقين العرب يقولون إنه لا يوجد فرق بين الشرق والغرب فالهوية الأوروبية مازالت على قيد البناء، ونحن كذلك كعرب ومسلمين نحاول بشتى الطرق رسم شكل لهويتنا العربية، لكننا نبقى مجتمعات قليلة التثقف غير متسامحة وليست لدينا شجاعة لخلق مدينة فاضلة في الواقع، لكننا بالامكان خلق هذه المدينة في الخيال من خلال الأعمال والإنتاجات الأدبية القادرة على صنع مثل هذه المدينة بعيدة عن الواقع، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا العرب قادرون على صنع هذه المدينة في الخيال، بينما واقعهم المزري يحتاج اليها؟ الاجابة عن هذا السؤال تحتاج الكثير من العمل لنؤسس التأسيس السليم لثقافتنا العربية وتنميتها ونعمل بها وبالتالي ستكون هويتنا العربية قادرة على خلق هذه المدينة المرجوة.
* دكتوراه في الأدب العربي الحديث
Latifa-altammar@hotmail.com
