عقليات... مفخخة
عبدالله محمد الشمري
| بقلم:
عبدالله محمد الشمري |
منذ صغري وأنا أسمع وأرصد صدى كلمة ( مفخخة ) عاما بعد عام تدق رنين جرسها المزعج على مسامعي في شاشات التلفاز ونشرات الأخبار والصحافة، فانتشرت لدينا ثقافة السيارات المفخخة مرورا بالمباني المفخخة حتى تكونت في مجتمعنا أيضا ثقافة الأجسام المفخخة عند بعض الشباب و الشفاه المفخخة عند بعض الفتيات. ولأن كلمة (مفخخة) أصبحت من الكلمات الدارجة في معاجمنا اليومية أصبح من الضروري أن نصنف أي فعل إما أن يكون ( تنفيعي ) أو ( تفخيخي ) لذا إسقاطي هنا سيكون حول تلك الكتلة التي تزن ما بين 1250إلى 1450 غراما التي أربكت أقوى المنظمات وهدمت أكبر الدول وشتتت أكبر الأحزاب وأكثرها انتشارا وهي عقل الإنسان.
نعم قد يكون عقل الإنسان أرضا خصبهة للتعلم وتطوير المجتمعات لكن أيضا قد يكون في الوقت نفسه عقلية (مفخخة) مدمرة للمجتمعات بسبب أفكار سلبية وذات نوايا مدفونة تدمر في سويعات ما تم بناؤه في سنين طويلة. ربما إن حاولت أن أضع تعريفا لمصطلح (عقليات مفخخة) لن أجد أفضل من (شخص ذي عقلية مكتسية بالأفكار الحاملة لغايات خاصة يجر خلفه قطيعا من السطحيين والساذجين المنخدعين بشكله الخارجي، يؤيدونه بكل ما يقوله حتى وإن قال ان الشمس تشرق من المغرب. وربما من يتابع الحراك السياسي في الكويت ويقرأ ما بين السطور وما هو فوق وتحت الطاولة سيجد أننا نملك من المفخخين الكثير،منتشرين في مجتمعنا بعدة أوجه لا حصر لها يبثون سموم أفكارهم المتطرفة ذات النفس العنصري والطائفي والطبقي بيننا وينخرون في المجتمع غاياتهم المضللة في وسط جموع غفيرة من (السطحيين).
لعل إسقاط الأستاذ الرائع الكاتب السعودي محمد الرطيان حول هذه النقطة كان بمثابة إصابة الهدف في مقال سابق له عندما قال ( فكر قليلا... واكتشف أيهما أخطر:السيارة المفخخة في شارع مكتظ بالمارة أم الفكرة المفخخة في شارع مكتظ بالأتباع؟! ) ولعل الأستاذ محمد الرطيان أراد أن يوجه رسالة واضحة للمجتمعات أن يعوا وينتبهوا لأفكار مفخخة منتشرة في مجتمعنا ما إن تنفجر حتى تجر خلفها الكثير من الأتباع السطحيين. كما قال أيضا (لا تدع تفكير الجماعة يؤثر على تفكيرك الشخصي.لك عقل عاقل... ولهم عقول معتقلة!) وبكل تأكيد لا تعلو إسقاطات أجمل من إسقاطات الأديب الرائع محمد الرطيان.
تفخيخة...
في بلادي...
والوطن يصرخ... ينادي
في كلامي...
احذروا عقل المفخخ
يرمي أشواكه يلطّخ...
أجمل أوصافي يعادي
في بلادي...
في بلادي...
كلية الدرسات التكنولوجية
Twiiter : @Abdullah_al_sha
عبدالله محمد الشمري |
منذ صغري وأنا أسمع وأرصد صدى كلمة ( مفخخة ) عاما بعد عام تدق رنين جرسها المزعج على مسامعي في شاشات التلفاز ونشرات الأخبار والصحافة، فانتشرت لدينا ثقافة السيارات المفخخة مرورا بالمباني المفخخة حتى تكونت في مجتمعنا أيضا ثقافة الأجسام المفخخة عند بعض الشباب و الشفاه المفخخة عند بعض الفتيات. ولأن كلمة (مفخخة) أصبحت من الكلمات الدارجة في معاجمنا اليومية أصبح من الضروري أن نصنف أي فعل إما أن يكون ( تنفيعي ) أو ( تفخيخي ) لذا إسقاطي هنا سيكون حول تلك الكتلة التي تزن ما بين 1250إلى 1450 غراما التي أربكت أقوى المنظمات وهدمت أكبر الدول وشتتت أكبر الأحزاب وأكثرها انتشارا وهي عقل الإنسان.
نعم قد يكون عقل الإنسان أرضا خصبهة للتعلم وتطوير المجتمعات لكن أيضا قد يكون في الوقت نفسه عقلية (مفخخة) مدمرة للمجتمعات بسبب أفكار سلبية وذات نوايا مدفونة تدمر في سويعات ما تم بناؤه في سنين طويلة. ربما إن حاولت أن أضع تعريفا لمصطلح (عقليات مفخخة) لن أجد أفضل من (شخص ذي عقلية مكتسية بالأفكار الحاملة لغايات خاصة يجر خلفه قطيعا من السطحيين والساذجين المنخدعين بشكله الخارجي، يؤيدونه بكل ما يقوله حتى وإن قال ان الشمس تشرق من المغرب. وربما من يتابع الحراك السياسي في الكويت ويقرأ ما بين السطور وما هو فوق وتحت الطاولة سيجد أننا نملك من المفخخين الكثير،منتشرين في مجتمعنا بعدة أوجه لا حصر لها يبثون سموم أفكارهم المتطرفة ذات النفس العنصري والطائفي والطبقي بيننا وينخرون في المجتمع غاياتهم المضللة في وسط جموع غفيرة من (السطحيين).
لعل إسقاط الأستاذ الرائع الكاتب السعودي محمد الرطيان حول هذه النقطة كان بمثابة إصابة الهدف في مقال سابق له عندما قال ( فكر قليلا... واكتشف أيهما أخطر:السيارة المفخخة في شارع مكتظ بالمارة أم الفكرة المفخخة في شارع مكتظ بالأتباع؟! ) ولعل الأستاذ محمد الرطيان أراد أن يوجه رسالة واضحة للمجتمعات أن يعوا وينتبهوا لأفكار مفخخة منتشرة في مجتمعنا ما إن تنفجر حتى تجر خلفها الكثير من الأتباع السطحيين. كما قال أيضا (لا تدع تفكير الجماعة يؤثر على تفكيرك الشخصي.لك عقل عاقل... ولهم عقول معتقلة!) وبكل تأكيد لا تعلو إسقاطات أجمل من إسقاطات الأديب الرائع محمد الرطيان.
تفخيخة...
في بلادي...
والوطن يصرخ... ينادي
في كلامي...
احذروا عقل المفخخ
يرمي أشواكه يلطّخ...
أجمل أوصافي يعادي
في بلادي...
في بلادي...
كلية الدرسات التكنولوجية
Twiiter : @Abdullah_al_sha
