المالكي يصف «جيش المهدي» بأنه اسوأ من «القاعدة»: لن نغادر البصرة حتى نعاقب من رفع السلاح بوجه الدولة

قوة من الجيش العراقي في طريقها إلى تسليم أسلحتها إلى أحد مكاتب مقتدى الصدر في مدينة الصدر أمس (ا ب)


| بغداد - «الراي» | دخلت المواجهات المتقطعة بين قوات الامن العراقية و«جيش المهدي» التي اوقعت 230 قتيلا ومئات الجرحى حتى الآن، يومها الخامس امس، بينما اكد التيار الصدري رفضه تسليم اسلحته الى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي وصف بدوره الجماعات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية في البصرة، بانها «اسوأ» من تنظيم «القاعدة»، متهما هذه الجماعات بانها تعمل وفقا لاولويات سياسية خارجية تحاول افشال التجربة السياسية في العراق.
من جهة اخرى، استهدفت قذائف امس، مجددا المنطقة الخضراء التي تتعرض لهجمات في الايام الاخيرة.
وقال (ا ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب ا) المسؤول في التيار الصدري في النجف حيدر الجابري، ان ميليشيا «جيش المهدي» ترفض تسليم اسلحتها كما يطلب المالكي.
وكان المالكي اعطى الاربعاء الماضي المسلحين مهلة ثلاثة ايام لالقاء السلاح. كما امهل سكان البصرة حتى الثامن من ابريل المقبل لتسليم الاسلحة المتوسطة والثقيلة مقابل مبالغ مالية.
واوضح الجابري ان «مقتدى الصدر ابلغنا وجوب عدم تسليم اسلحتنا الا الى دولة قادرة على رمي الاحتلال خارجا».
من ناحيته، رئيس الحكومة العراقية اثناء استقبال وجهاء وشيوخ عشائر في البصرة امس، «مع الاسف الشديد كنا نتحدث عن القاعدة لكن كان فينا من هم اسوأ من القاعدة بل هم صنع القاعدة» في اشارة الى الجماعات المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية في البصرة.
وكان المالكي الموجود في البصرة منذ ثلاثة ايام يتحدث وبجانبه وزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني.
وقال: «صبرنا كثيرا وتحملنا كثيرا واعتقد اننا نتحمل المسؤولية... كان من المفروض بنا منذ البداية ان نقول كلمة لا ونقف عندها بقوة». واضاف: «وبعد ان يئسنا، جئنا من اجل مواجهة العصابات الخارجة عن القانون».
وقال المالكي في محاولة التفريق بين ميليشيا «جيش المهدي» والتيار الصدري الذي له تمثيل برلماني، «لم نأت (الى البصرة) لمواجهة حزب او تيار سياسي لاننا لا نريد ان ندخل العملية السياسية في مواجهات سياسية... كان تصميمنا على مواجهة هذه العصابات لتخليص البصرة منها».
واضاف ان «ماحدث أعطانا درسا جديدا ورؤية جديدة... بانه لا يمكن ان يبقى مستقبل نبنيه بهذا الجد والاجتهاد مادام هؤلاء يتصدون للدولة ويفكرون بهذه العقلية ويتحركون بهذه الفردية».
واتهم المالكي الجماعات المسلحة التي تقاتل في البصرة بانها «تعمل وفقا لاولويات سياسية خارجية» وقال: «الذي يقف خلف التخريب الذي نشهده يوميا هي في الحقيقة ارادات سياسية بعضها محلي حتى تفشل التجربة السياسية في العراق».
وكرر اصراره على «مواجهة هذه العصابة في كل شبر من ارض العراق». واضاف: «اذا ما اصرّوا على الرفض فسنصر على الاستمرار في هذه المواجهة... عزمنا اكيد اننا لن نغادر البصرة حتى تثبيت الامن فيها ومعاقبة اولئك الذين رفعوا السلاح بوجه الدولة».
وذكر مصدر في قيادة عمليات بغداد ان «رئيس الحكومة نوري المالكي دعا قائد عمليات بغداد والقادة الميدانيين باتخاذ اجراءات للتعامل بحزم وقوة مع الجماعات المسلحة والخارجة عن القانون والعصابات الاجرامية وعدم اجراء مفاوضات او التهاون مع العصابات الاجرامية باعتبارها وجها اخر لتنظيم القاعدة الارهابي».
وتدور مواجهات مسلحة اوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى بين القوات العراقية والميليشيا الشيعية منذ خمسة ايام في البصرة لكنها سرعان ما امتدت لتشمل مناطق اخرى في جنوب العراق.
وبدأت الاشتباكات منذ اعلان المالكي الهجوم على الميليشيات الشيعية في البصرة، الرئة الاقتصادية للعراق.
وتفيد حصيلة موقتة ان 230 شخصا على الاقل قتلوا وجرح مئات آخرون في المعارك التي اندلعت في 25 مارس الجاري.
ففي مدينة الصدر، قتل 75 شخصا واصيب نحو 500 بجروح في المعارك الجارية منذ اربعة ايام بين «جيش المهدي» وقوات عراقية تدعمها وحدات اميركية.
وذكرت مصادر أمنية ان 6 من عناصر الجيش والشرطة قتلوا وأصيب 13 آخرين في اشتباكات مع «جيش المهدي» في الحلة، حيث تم القبض أيضاً على 65 من أتباع الصدر.
وفي الناصرية، قتل 16 مسلحا وأصيب اكثر من 18 اخرين في مواجهات عنيفة بين مسلحي الصدر والقوات العراقية في منطقة سوق الشيوخ في المدينة.
وفي البصرة، اعلنت الشرطة ان قذائف سقطت على خزانات الوقود حيث اشتعلت النيران ما ادى الى احتراق بعض الاليات في حين يسمع دوي انفجارات من مناطق محيطة بالمطار متزامنا مع تحليق طائرت في سماء المدينة.
وافاد شهود ان «مدنيين لقوا حتفهم واصيب اخرون خلال غارة جوية على حي البعث شمال منطقة الحيانية الشعبية المكتظة كما استهدفت القصور الرئاسية بقذائف الهاون».
وقال الناطق العسكري البريطاني الميجور توم هولواي ان مقاتلات اميركية القت صاروخين على مواقع لمسلحين شيعة بعد ظهر امس، في منطقة كرمة علي شمال البصرة.
والغارة هي الثالثة لقوات التحالف الدولي مذ الجمعة الماضية، لكن لم يتم الكشف عن هوية الطائرات التي نفذت الغارتين السابقتين.
وقال هولواي ان ما لايقل عن 50 شخصا قتلوا واصيب نحو 300 بجروح في المعارك الدائرة منذ خمسة ايام في البصرة.
وافاد شهود ان اشخاصا يرتدون زي قوات الشرطة العراقية احرقوا احد مكاتب «حزب الدعوة الاسلامية» الجناح الذي يقوده المالكي في ضواحي الحلة.
وأفاد بيان صادر عن «حزب الدعوة» انه « (...) بعد تسارع الاحـداث في محافظة البصرة العزيزة والازدياد الخطير في اعمـال القتل التي اصبحت تستهدف جميـع شرائـح المجتمع العراقي من علماء، واطباء وشيوخ، ومهندسين، وكافة الكوادر العلمية والثقافية، لزم على الحكومة ان تتدخل بقوة لحسم الوضع في البصرة لمصلحة امـن المواطن والقضاء نهـائيا على عصابات الجريمة المنظمة وقطع دابر التدخلات الاجنبية فيها».
وحمل الحزب الذي يمتلك 30 مقعدا داخل مجلس النواب «العناصر الاجرامية المسؤولية الكاملة عن الاضرار وسلامة العناصر المتواجدة في مكاتبه»، داعيا جميع العراقيين «الى التبرؤ من هذه المجاميع والاعمال التي قامت بها».
وفي بغداد، لا يزال حظر التجول الذي اعلنته القيادة العسكرية مساء الخميس الماضي، حتى اليوم ساري المفعول لليوم الثاني على التوالي حيث بدت شوارع المدينة خالية تماما من اي حركة.
وفي كربلاء التي كانت بمنأى عن الاشتباكات، اعلن قائد الشرطة اللواء رائد جودت شاكر ان «معارك اندلعت فجرا، اسفرت عن مقتل 12 عنصرا في صفوف الميليشيات من الخارجين عن القانون واعتقل 25 آخرون».
واشار الى اطلاق اسم «صولة الفرسان» على العملية، وهي التسمية التي اطلقتها القوات العراقية ايضا على العملية العسكرية في البصرة في 25 مارس.
وقال اللواء جودت أن «شخصا مصري الجنسية يقود إحدى المجاميع المسلحة في المدينة سلم نفسه مع ستة من العناصر المسلحة التي يقودها إلى الأجهزة الأمنية الحكومية».
وكان قائد عمليات كربلاء اعلن في وقت سابق ان 30 مسلحا سلموا أنفسهم مع أسلحتهم الى الأجهزة الأمنية في المحافظة مستفيدين من قرار العفو الذي أعلنه رئيس الوزراء الأربعاء الماضي والذي ينتهي في الثامن من الشهر المقبل.
في المقابل،اعلن سلام الفريجي قائد «جيش المهدي» في شرق بغداد، ان بعض وحدات الجيش العراقي في مدينة الصدر ارادت امس «تسليم اسلحتها»، موضحا ان «جيش المهدي» رفض ذلك طالبا من العسكريين «العودة الى منازلهم».
ونسب الفريجي الى الجنود الذين سلموا اسلحتهم قولهم «لا نستطيع اطلاق النار على شعبنا والتحاقنا بالجيش كان لمحاربة الارهاب وليس استهداف صدور مواطنينا». واضاف: «قلنا لهم انه لا يمكننا اخذ اسلحتهم ويجب عليهم الاحتفاظ بها واعطيناهم نسخا من القرآن كما طلبنا منهم العودة الى منازلهم».
من جهة اخرى، استهدفت سلسلة من القذائف المنطقة الخضراء صباحا وسقط ما لايقل عن ستة صواريخ في المنطقة التي باتت هدفا للقصف في الايام الاخيرة.
كما اعلن الجيش الاميركي مقتل 2 من جنوده في انفجار قنبلة شرق بغداد.