في الحلقة ما قبل الأخيرة من «شاعر المليون»: مفاجآت مدوية حول الفوز بالبيرق الخامس

بدر المحيني يُحلق بعيداً عن السرب ... و5 شعراء يواصلون التنافس على البيرق

u0627u0644u0634u0639u0631u0627u0621 u0639u0644u0649 u0627u0644u0645u0633u0631u062dr
الشعراء على المسرح
تصغير
تكبير
خطوة واحدة فقط تلك التي تفصل الفرسان عن التتويج، وفائز واحد فقط سيحظى باللقب وبالبيرق ليكون «شاعر المليون» في الموسم الخامس.

ستة نجوم اصطفّوا على خشبة مسرح شاطئ الراحة ليلة أمس الثلاثاء، وهم الذين أبهروا الجمهور المتذوق للشعر النبطي بكل ما أبدعوه خلال الحلقات الماضية من المسابقة التي استأثرت بقلوب الملايين من عشاق الشعر داخل وخارج الوطن العربي.

ورغم أنّ شروط المسابقة تقتضي أن يبقى خمسة شعراء فقط في الحلقة ماقبل الأخيرة، إلا أنّ جميع الشعراء ومن دون شك تربّعوا في قلوب محبيهم ومشجعيهم، وبالتالي استحقوا ما كسبوا من إعجاب بدا واضحاً من خلال الحلقات التي تُبث على الهواء مباشرة من خلال قناتي شاعر المليون وأبوظبي الإمارات.

وبحضور سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي؛ عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وأعضاء لجنة التحكيم المكوّنة من حمد السعيد؛ د. غسان الحسن؛ سلطان العميمي، وعدد كبير من الجمهور؛ تمّ الإعلان عن الشعراء الخمسة الذين تمكنوا من الوصول للمرحلة النهائية من «شاعر المليون»، وذلك بمجموع درجات التحكيم وتصويت الجمهور، وهم أحمد بن هياي المنصوري/ الإمارات؛ الذي استطاع كسب 61 في المئة، وعلي البوعينين التميمي/ السعودية؛ الذي كسب 67 في المئة، فيما حصل عبدالله بن مرهب البقمي/ السعودية؛ على 64 في المئة، وسبقه في الدرجات سيف مهنا/ السعودية؛ الذي حصل على 66 في المئة، بينما وصلت درجات راشد أحمد الرميثي/ الإمارات؛ إلى 60 في المئة، وهم المتربصون ببيرق الشعر الذي كان يزين المسرح، أما الشاعر الكويتي بدر المحيني الذي أضفى على البرنامج روحاً مرحة وحضوراً طيباً فقد خرج تاركاً انطباعاً جميلاً عند الجمهور.

مسابقة وبرنامج «شاعر المليون» من تنظيم وإنتاج هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وتواصل تعزيز نجاحها في تعزيز جهود الحفاظ على التراث الثقافي لدولة الإمارات وإعادة الاهتمام بالشعر النبطي وصون التراث، فضلا عن استقطاب الاهتمام الإعلامي المحلي والإقليمي والدولي. وتقام في موسمها الخامس مساء كل ثلاثاء في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، وتبث على الهواء مباشرة عبر قناتي شاعر المليون وأبوظبي-الإمارات، ويحصل الفائز بالمركز الأول على لقب شاعر المليون وبيرق الشعر وجائزة مادية قيمتها 5 ملايين درهم إماراتي (ما يزيد على مليون و360 ألف دولار أميركي).

المنصوري... من القومية إلى الوطنية

كان أول المتسابقين الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري الذي ألقى على أسماع الجمهور قصيدة قال في مطلعها:

يدور الوقت والدنيا مثل ما هي قساه ولين

على لله يا غثا علمن يبثه موجز الاخبار

عسف فينا الزمان وننشده وجه الحقيقة وين

وهي بين العيون ايشوفها العاقل بدون ابصار

في حين كان د. غسان الحسن أول المتحدثين من بين أعضاء اللجنة، فقال: (إن الملامح القومية واضحة في النص، ومنها عاد الشاعر إلى الوطنية، وكان هذا جميلاً في بناء النص من حيث التراتب، أما الفكرة فقد جاءت مسطحة وقريبة التناول، ومع أن بعض العبارات التي وردت في النص هي مستعملة من قبل، إلا أن في بعضها الآخر إضافات).

الرميثي... عودة إلى البحر

حل ثانياً في إلقاء القصائد راشد أحمد الرميثي الذي اختار (القفّال) قصيدة لليلة أمس، والتي قال في أبياتها الأربع الأولى:

سردال سايك للصعيبات مخصوص

والنوخذة قفّل ويبغي المنصّة

برتاح ع الفنّه بعد رحلة الغـوص

لا هي ثلاث شهور ما ريت فرصة

سلطان العميمي رأي أن (القفّال) هي استمرار لتألق الرميثي في المسابقة، ومثلما بدأ بالبحر، ها هو اليوم يعود إليه لأنه مرتبط به، وهذا لا يعيب الشاعر طالما أنه يأتي بشيء جديد، ذلك أن البحر يشكل جزءاً من هويته، الأمر الذي بدا واضحاً في المفردات التي تدل على ارتباط الرميثي بالماضي زمانياً ومكانياً، وهو ما عرضه من خلال أسلوب الفلاش باك، أما بالنسبة لقافية الصدر «الصاد» وقافية «الصّه» في العجز فإنها ومن دون شك تحتاج إلى قاموس متمكن، وقد نجح الشاعر في استحضار مفردات متميزة وتوظيفها بشكل متميز، كما أنتج صوراً شعرية جميلة، وما يميز العجز التشديد على حرف الصاد، وختم العميمي رأيه بالقول: (لم تحدّ اللهجة من ابتكار صور شعرية، ومعانٍ جميلة أعطت النص قيمة كبيرة).

السهلي... كسر الجمود:

سيف السهلي عاد في حلقة الأمس مع قصيدة حكمة دار موضوعها على نبذ النميمة كفعل اجتماعي مقيت، وفي مطلع القصيدة ذهب إلى القول:

شرهة الغايب على الحاضر لا وصل العلم حده

يكرم الجنب المتين ويكرم العرض النقاوي

مالك ومال البروق اللي عن ديارك مصده

تتقي بالحره وسيلك على الطيّب نحـاوي

ما انت قفلٍ في وسط صدره ولا تدري بسدّه

لا تقنّص شارد الزلات بأطراف الحكاوي

لا تبور بصاحبٍ يثني لك حبال المودة

يدفعه طيبه وترمي بك معاثير الهقاوي

حمد السعيد أشار إلى جمال النص الاجتماعي المليء بالحكم، وكأن الشاعر جسد تجاربه من خلال ما أورد من أبيات، كما علّق السعيد على الأبيات التي تحدث فيها الشاعر عن كرهه النميمة وهي السلوك السيء الحاضر في المجالس.

البقمي... التسلسل والتناسق:

كان للجمهور موعد في (آخر المشوار) مع الشاعر عبدالله بن مرهب البقمي الذي قال في بداية نصه:

يغيب الوعي لا منّي ذكرتك يا آخر المشوار

وأفيق وفي يدي خيط الأمل لو طال مشواري

صحيح اخترت لكن ف الحقيقة ما قدرت اختار

بعد ما جفّت اقلام الرجا واختارت اقداري

وهو النص الذي وجده د. غسان الحسن جميلاً للغاية على الرغم من الإلقاء غير المستحسن، حيث بدا الشاعر وكأنه يريد الخلاص، فلم يكن هناك استشعار للمعاني، لكن النص مدروس ومكتوب بوعي، حتى أن الشاعر عبّر عن التوتر النفسي عنده من خلال البيت الأول الذي اعتبره د. الحسن في غاية الجمال، إلى جانب ما في النص من صور جميلة، ومن تنقل بديع، مبدياً إعجابه في البيتين الأول والأخير من النص.

التميمي... عراقة وتمكّن:

(ضربة فاس) هي عنوان القصيدة التي ألقاها علي البوعينين التميمي، والذي أجاد فيها برأي جميع أعضاء اللجنة، بعد أن سمعوها والتي بدأها الشاعر بالأبيات:

ضحكت من القهر يا السيد المجنون

بكيت من الفرح يا الصادق الحساس

أجيلك من همومي والحزن مطعون

واعود منك صدري يحبس الانفاس

ومما قاله سلطان العميمي ان القصيدة تحمل همّ الشاعر وصدقه وإحساسه كذلك، لكنه أبدى ملاحظة عليها، وهي أن بعض مفاتيح أبواب القصيدة ظلت مع الشاعر، في حين أنه ترك أبواباً أخرى فيها مفتوحة، ما يضع المتلقي في دوامة، وبالنسبة للصياغات الشعرية فقد وجدها العميمي جميلة، في حين علّق على أحد الأبيات بأنه صادم بسبب التركيب، لكن هذا يؤكد أن التميمي متوقد الذهن، وهو ما جعله ينجز قصيدة متميزة وجميلة.

خمسة بيارق:

ناصر العجمي الحاصل على بيرق الشعر في الموسم الرابع من مسابقة «شاعر المليون» كان حاضراً، وقد عُرض عنه تقرير كامل حول مشاركته في الموسم الرابع من بدايته وحتى نهايته، ثم ألقى شاعر المليون وحامل البيرق ثلاث قصائد، وهي: (على الصفرة الرباع) و(ألا يا ليت شعري) و(يا ريم وادي ثقيف)، وقبل مغادرته الخشبة تمنى لو أن البيرق خمسة بيارق توزع على شعراء الأمسية جميعاً.

القديم من جديد:

من جديد عاد الشعراء ليلة الأمس إلى المسرح ليلقوا على أسماع ذواقة الشعر قصائد قديمة اختاروها من بين ما كانوا قد كتبوه، وهو ما طلبته منهم اللجنة في الحلقة الماضية، فألقى أحمد بن هياي المنصوري:

يا مدور علم صاحبك وحواله

بالهدى يا سالم علومي تجيله

كل ما جتني علومك في سهاله

طيب الخاطر ولا تشكي عضيله

فيما ذهب راشد أحمد الرميثي إلى (شياطين الإنس) التي قال فيها:

ألا ليت عبدالله بدنياه يتفكَّر

وسبحان من ميّزنا بالعقل سبحانه

مزاجه إذا يزعل محبّينه اتعكر

إذا صار مغضب رب ما يريد رضوانه

ومن سيف السهلي سمع الجمهور القصيدة التي قال فيها:

روض الوصال الي زهته النواوير

قامت تلوفه عاتيات القطاعه

توادعت فوقه نصوب التباشير

وتفرقت ما بين لحظه وساعه

أما عبدالله بن مرهب البقمي فكان موعده مع (زفاف الجرح) الذي بدأه بـ:

العمر واحلامي تجدد والزمان يدور

مضى عقدين من عمري ولا بانت نواويره

عشيري طاب فالك وانت تدري والصدور قبور

نعيش الحب واحلام الهوى تتبع مقادير

فيما ختم علي البوعينين التميمي مع (وريث الأحزان) بقوله:

من حلمي العام نفس الشعر مكسوره

يا هاجس البوح تكفى لا تلوثني

لو كانت أرضي على الميعاد ممطوره

الجوع فالك ولو فكرت تحرثني

ومما قاله د. غسان: تميزت قصيدة المنصوري بدقة التصوير في تمثيل حركة أو وصف الطير، لكن الشعر كان ضعيفاً فيها، ولم يكن وجدانياً، أما راشد فقد أبدع في الوعظ والموضوع، لكن الشعر توارى إلا في بيت واحد، وجاءت قصيدة السهلي جميلة عبرت عن الوصال والصدّ والتلاقي، في حين كانت قصيدة عبدالله مليئة بالشعر وبالصور، كما جاءت قصيدة البوعينين زاخرة بالشعر، وقد دلت على تجربة متميزة.

سلطان العميمي أشار إلى أن اختيار المنصوري النص يوضح مدى حبه للقنص، غير أنه ليس مبنياً على التجربة، وأشار إلى إعجابه بنص الرميثي لأنه قلما يتم التطرق لشهر رمضان، وعلق على نص السهلي بأنه يبرز تلقائية الشاعر وموهبته الشعرية المتميزة، وهو ما قاله عن نص الشاعر البقمي، وعن نص علي البوعينين الذي كعادته يهتم بالمكان.

وختم حمد السعيد بالقول: إنّ قصيدة المنصوري تتميز بوصف الصقارة، لافتاً إلى جمالها، وإلى جمال قصيدة الرميثي بقافيتها وبما تحمل مواعظ ونصائح كثيرة والقافية صعبة، والتي تبرز أنه شاعر متمكن، أما قصيدة سيف الجميلة فضمت تصويراً جميلاً للغاية، شأنها في ذلك شأن قصيدة عبدالله الذي يحب الكتابة على البحر الطويل، وكان الختام مسكا مع البوعينين التميمي الذي ألقى نصاً جميلاً بقافية صعبة لم تكن فيها أي كلمة ركيكة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي