| د. حسن عبدالله عباس |
بداية اشكر الزميل عبداللطيف الدعيج الذي كتب كثيراً خصوصاً الايام الاخيرة عن حق المواطنين الشيعة المشروع ومطالبتهم للتعامل بالمثل ودفع مخاطر المتشددين الاسلاميين عنهم. أعلم أن الرجل غير معني بمذاهب الكويتيين لأنه دستوري خالص، لكن ما دفعه ليكون المناصر الأبرز عن حقهم من الزاوية الاعلامية هو اقتناعه بوجود خلل تجاه التعامل مع هذه الفئة. عزيزي عبداللطيف أنا مثلك، بل وأزيد عليك وأقول لا يريد الشيعة أكثر من حقهم.
مراقبة الحسينيات والمساجد الشيعية احدى هذه المضايقات، فليست هي الاخيرة ولم تكن الاولى. كنت على مدار الفترة الماضية اتابع ما يكتبه الإسلاميون عن هذا الموضوع، فلم أجد سوى التعنت والتشدد والتقصد لا أكثر. دعني أضرب لك بعض الامثلة:
البطل ورافع راية الهجوم السياسي السيد محمد هايف المطيري يريد أن يراقب الحسينيات والمساجد، وإن لم يفعل الوزير شيئاً فإن استجوابه جاهز! طيب سيد محمد ألم تسأل نفسك لماذا تريد أن تراقب هذه الحسينيات مع أن المذهب واسم هذا المكان مشتق من آل البيت؟ ألا تعلم أن المذهب كله على بعضه محوره حب الرسول وآل الرسول؟ فهل حقاً عنوان هجومك على وزير الاوقاف وشيعة فاطمة الزهراء وحبيبة قلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو «إلا الرسول» أو «الرسول»!؟
الدكتور جمعان الحربش في احدى تغريداته يقول لا يجوز أن تراقب مساجدنا وتترك مساجد الشيعة. طيب يا سعادة الدكتور، هل الاولى مراقبة الشيعة أو الاولى أن ترفع الرقابة عن مساجد السنة؟ فإن كنتم تعانون من رقابة مساجد السنة، فالاوجب أن تحاسبوا الوزارة وتستجوبوها ليرفعوا الرقابة أسوة بالشيعة، لا العكس؟ فالاولى أن يكون الامر برمته دستورياً كما تقول وترفع الرقابة كليا، لا أن تزيد الوضع غير الدستوري خراباً!
أما النائب الحكيم العاقل الرزين الثقيل وليد الطبطبائي يقول ويكرر كالسابقين بضرورة المراقبة، لكن اعتراضه الوحيد أن الأولى أن يوجه للداخلية لا الاوقاف، وطبعاً كما تعرفون الداخلية وزيرها يخوّف وشرس وله صوت مرعب وعبارات ونظرات خطيرة وما يرد على أحد!
كلامي له ولأولئك، أفهم أن المراقبة جائزة من قبل الحكومة على مساجد السّنة لأنها هي التي تبرعت بالارض، وأنشأت البنيان، ووظفت الامام والمستخدمين، وأثثت، وصرفت للصيانة والطاقة والمياه، وبعدد زاد على الألف مسجد في جميع أنحاء الكويت. أما أن يكون للشيعة أربعون مسجداً ومجموعة حسينيات تكفل أصحابها وبمواردهم الشخصية والذاتية، ومع ذلك تٌراقب!
اطمئنوا، انا اضمن لكم أن الشيعة لن يتعرضوا للرسول ولآله صلى الله عليه وعليهم أجمعين بسوء، بل وأعدكم أنهم سيكونون الأول في الدفاع عن أهل البيت، بل وأذكركم بفتوى القائد الروحي للجمهورية الاسلامية الذي سبق الكل في هدر دم سلمان رشدي. لكن المشكلة يا هايف أنني لا أضمن ردة فعلهم ان ما تعرضت حسينياتهم ومساجدهم وعقائدهم للخطر!
[email protected]