| عبدالعزيز صباح الفضلي |
إذا حضرت الإنسان الوفاة جمع أبناءه وأوصاهم، فإن التزموا بوصيته بعد وفاته كانوا من خير الأبناء، وإن خالفوها فبئس الذرية هم.
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أوصانا بصحابته، وأمرنا بألا نؤذيهم، فقال (الله الله في أصحابي) وقال (لا تسبوا أصحابي) وعندما يأتي أناس فلا يلتزمون بوصية فبئس القوم والأتباع هم.
ومن الصحابة الذين تعرضوا للإساءة والأذى (معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنه، وكان من آخر الإساءات ما ذكرها أحد المنتسبين للعلم على إحدى الفضائيات، وبما أن من واجبات الأخوة الإسلامية الدفاع عن عرض أخيك، فكيف إذا كان من أسيء له أحد أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وأحد من اختارهم لكتابة الوحي المنزل من السماء.
لقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام لمعاوية فقال ( اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به ) وقال ( اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب ). وورد في السنّة قول النبي عليه الصلاة والسلام ( اول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر ـ أي القسطنطينيةـ مغفور لهم ) وكان ذلك جيش معاوية.
لقد سُئل التابعي الجليل عبدالله بن المبارك : أيهما أفضل معاوية أم عمر بن عبدالعزيز؟ فقال : والله إن الغبار الذي دخل أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة. بل إن عمر بن عبدالعزيز نفسه حين قيل له إنك أفضل من معاوية، غضب وقال : لا يقاس أحد بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله عز وجل.
لن تجدوا إنسانا يطعن في أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام إلا وفيه خبث نفس أو سوء نية للدين، يقول أبو نعيم ( لا يبسط رجل في الصحابة إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام والمسلمين، ولا يتبع هفواتهم وزللهم إلا مفتون القلب في الدين). ولقد بين الربيع بن نافع أهداف الطعن في معاوية بقوله : معاوية ستر لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر، اجترأ على من سواه.
ونقول لمن أساء لمعاوية رضي الله عنه ما قاله الإمام أحمد حين سُئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص فقال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء.
لقد تحول الطعن في معاوية رضي الله عنه إلى عكس ما أراده أعداؤه، فلقد امتلأت المنتديات ووسائل التواصل الالكتروني بالحديث والكتابة عن فضائل معاوية ومآثره وصدق الله تعالى إذ يقول ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )، ولقد تحقق في حادثة الإساءة لمعاوية رضي الله عنه قول الشاعر :
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت... أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت... ما كان يعرف طيب عرف العود
وبهذه المناسبة لقد صدمت من معلومة ذكرها الشيخ عبدالعزيز العويد وهي : بأنه لا يوجد أي مدرسة أو مسجد أو شارع باسم الصحابي معاوية بن أبي سفيان! فمن المسؤول عن هذا الإهمال والتغافل عن تكريم صاحب النبي وأحد كتاب الوحي؟ وأين أنتم يا أعضاء مجلسي الأمة والبلدي عن هذا؟
Twitter : abdulaziz2002