وليد الرجيب / أصبوحة / كشف الثورات لخيانة أنظمتها

تصغير
تكبير
في مقابلة مع قناة «العربية» قال محمود جبريل أول رئيس وزراء في الحكومة الانتقالية الليبية، انه في عهد معمر القذافي جرت أكثر من 28 محاولة انقلاب عليه، كلها تم تبليغه بها عن طريق «السي أي أيه» وواحدة تم تبليغه بها عن طريق اسرائيل من خلال الحكومة الإيطالية.

كما تكررت التصريحات الاسرائيلية ومحاولاتها لحماية النظام السوري البعثي، وهذا يلغي كل وهم عن ممانعة ومقاومة كثير من الأنظمة العربية، التي ادعت الوطنية وبالغت بتمثيلها بالعداء للامبريالية والصهيونية.

لقد كشفت الثورات العربية التي مازالت قائمة حجم خيانة الأنظمة العربية، كما كشفت مدى اخلاص الشعوب العربية لأوطانها، ولولا قيام هذه الثورات لظلت الأوهام والأكاذيب هي السائدة بين شعوبنا.

سمعنا جميعاً خطابات القذافي المنددة بالاستعمار والامبريالية، وسمعنا خطابات بشار الأسد وقبلها خطابات والده وخطابات صدام حسين الذي ما زال يمجده بعض العرب، لكن كلها كشفت.

فما مصلحة «السي أي أيه» واسرائيل في حماية أنظمة معادية لها؟ ولماذا مازال البعض يدافع عن نظام الأسد والبعض يعتبر صدام والقذافي شهيدين، وكيف غسلت أدمغة العرب لعقود طويلة.

في ظني أن الشعوب العربية حلمت بتحقيق حلمها بالتحرر من ربقة الامبريالية وتحرير فلسطين من خلال قائد كاريزمي يحمي المصالح العربية ويعادي المحتلين والمستغلين، ولم يستمعوا إلى الصوت الذي يقول لا تحرر من دون القضاء على هذه الأنظمة الفاسدة، وإن كل خلاص هو بيد الشعوب وحدها.

والثورات والتغييرات الجذرية مستحقة منذ أمد بعيد، وكل ما كانت تحتاجه هذه الشعوب العربية هو الوعي الثوري وكسر حاجز الخوف، لتكشف خيانة حكامها وأنظمة العار.

لقد طالت معاناة شعوبنا العربية من الفقر والبطالة والظلم الاجتماعي وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات لعقود طويلة، بعدما تحررت من الاستعمار العثماني والأجنبي، ولكنها وقعت في شباك وعود حكامها.

والآن وللمرة الأولى في تاريخ الشعوب العربية تحدث ثورات اجتماعية، تهدف إلى انعتاق الشعوب وترسي كرامتها التي أهدرها هؤلاء الحكام الخونة، وتنتزع حرياتها التي صادرتها الأنظمة المستبدة.

وأنا متيقن أن مزيداً من الأسرار ستكشفها الثورات والشعوب العربية الأبية، وإن هناك فجرا جديدا سينبزغ في الوطن العربي، يكنس فيه حكام العار والخيانة وترسى فيه الأنظمة الديموقراطية الحقيقية.





وليد الرجيب

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي