| د. حسن عبدالله عباس |
لو سألتك ما أوجه الشبه بين الرياضة ومجلس الامة والصحة والتربية والتعليم، فهل ستعرف الاجابة؟ الاجابة أنها جميعا أماكن للعنف، أصبحت جميع هذه المواقع حلبات للملاكمة والمصارعة، جميعها «كوريدا» (مصارعة ثيران)! مع اني كنت اظنها أقرب للعقل والمنطق، لكن يبدو عندنا بالكويت هذه قطاعات أقرب ما تكون للعضلات والبدن وآخر شيء يمكن أن تفكر فيه هنا هو العقل والاخلاق!
أرجو ألا تشعر بالاشمئزاز والتذمر وأنت تقرأ كلامي، فهذا ليس رأيا الشخصي بل لأنه هو هذا بالفعل حالنا اليومي، أو هكذا أصبح حالنا بعد دخول «الجباه السود» مثيري الفتن الطائفية «حراس نار جهنم» حملة مفتاح الجنة مبغضي الفكر الآخر ومكفري الناس. منظر التضارب والتشاحن والتنابز والتسابب والقاء الفتن واستخدام الادوات الدستورية لأجل امراض نفسية وعقد فكرية وطائفية، هذه المناظر كيف لا تجعل البلد على كف عفريت الشحن والاصطفاف الطائفي والقبلي والعنصري؟!
اسمع لبيان جمعية المعلمين ومصنع الفكر البشري: «واستنكرت الجمعية الاعتداء المؤسف الذي تعرض له معلم التربية الإسلامية في مدرسة عبدالله بن الزبير المتوسطة في ضاحية أم الهيمان من قبل أحد الطلبة وأقاربه، مجددة تأكيدها بأن هذا الاعتداء يعكس حقيقة الواقع المؤلم الذي يعيشه المعلمون والإدارات المدرسية بشكل عام في ظل غياب قانون يحميهم من الممارسات الدخيلة لبعض الطلبة وأولياء الأمور»!
شوف حالنا بالرياضة: «كاظمة في النهائي بعد (معركة المنصورية)» (جريدة النهار)، و«جامعة الكويت تعرب عن شجبها واستنكارها الشديد على الاعتداء الذي تعرض له أحد أعضاء هيئة التدريس داخل الحرم الجامعي» (بيان الجامعة).
هذه مجموعة من العناوين وغيرها العشرات كما تقرأون كل يوم. من هنا وباسمكم اتقدم بجزيل الشكر لنوابنا المؤدبين، نوابنا أصحاب العقل والحكمة، نوابنا أصحاب الميزان الوطني، نوابنا كفلاء المواطنين في السراء والضراء والخير والشر، نوابنا أصحاب المسطرة المتساوية في التعامل مع جميع أبناء البلد بلا عنصرية وبلا طائفية، نوابنا بلا حقد وبلا كراهية، نواب مستقبل الكويت!
[email protected]