البدر المنير في قواعد التعبير

تصغير
تكبير
قاعدة: الغالب من الرؤيا المليحة أن يتأخر تفسيرها. وذلك من كرم الله تعالى يبشر بالخير قبل وقوعه، لتفرح النفس بوصوله. وربما يقدم تفسيره لأمر ضروري يحتاج إليه الرائي.
قاعدة: إنما قدم الله سبحانه وتعالى البشارة في المنام: ليأمن الخائف، ويرجوا القانط، ويفرح ذو الحزن، ويفرج عن المهموم، ونحو ذلك. لأن الله تعالى إذا وعدنا بخير كان كما وعد سبحانه لا يرجع عما وهب. وإذا تواعد بالشر له أن يعفو أو يصفح. قال الله تعالى: (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) الرعد 39 وهذا هو عين الكرم والفضل الذي يليق بجلاله سبحانه وتعالى.
قاعدة: ربما كانت الرؤية مختصة بالرائي وحده. كمن يرى أنه طلع إلى السماء ولم ينزل منها، وكان مريضا: مات. وإن لم يكن مريضا: سافر. وإن كان يصلح للولاية: تولى، أو دخل دور الأكابر. وإن كان من أرباب التهم: تلصص، أو تجسس على الأخبار. وربما كانت له ولغيره. كمن يرى أن نارا أحرقت داره، ودور الناس: فأمراض، أو ظلم، أو موت، أو عدو، أو فتنة تعم الجميع. وربما لا تكون لمن رؤيت له، لكن تكون لغيره من أولاده، أو أبويه، أو أقاربه، أو معارفه المتعلقين به. كرجل رأى أن أباه احترق بالنار: فمات الرائي، واحترق أبوه بنار غمه. وكآخر رأى أن أمه / ماتت: فتعطلت معيشته. لأنه أمه كانت سبب دوام حياته، كالمعيشة. وكآخر رأى أن آدم عليه السلام مات: فمات أبوه. الذي كان سبب وجوده. وكمن رأى أن بصره تلف: فمات ولده، الذي هو قرة عينه.
قاعدة: ربما دلت أشياء على شيء واحد. كرجل رأى أن الشمس انكسفت، ورأى آخر كأن البحر نشف، ورأى آخر البلد أو سورة؛ أو موضع عبادته خرب، ورأى آخر جبلا عظيما تهدم، ربما دل الجميع على: موت كبير، كملك، أو عالم، أو متولي. فيكون تكرار ذلك دليلا على موت أو هلاك من ذكرنا. وربما دل الشيء الواحد على أشياء. فإن من أكل من المرضى رمانة: مات. وهي وزوجه للأعزب. وهي لمن عنده حامل: ولد. وهي للتاجر: عقده مال. وهي للفقير: مال وهي: مركب؛ لمن تصلح له المراكب. وتدل على: الدابة، والخادم وعلى الدور، لأن حياتها بينهن حائل كالبيوت.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي