نافذة... الأمل / بلسم الألم

تصغير
تكبير
| أمل الرندي |

أحيانا كثيرة نتعرض لمواقف مؤلمة في حياتنا تجعلنا نشعر بالحزن والآسى، ويخيم الصمت على أرواحنا، وكأننا تعرضنا لصعقة كهربائية جمدت حواسنا بل والدموع أيضا في عيوننا.

إن من أصعب الأحاسيس اننا لا نستطيع البكاء ونقرر التماسك والصمود أمام أنفسنا وكأن شيئاً لم يكن!

حتى نثبت لأنفسنا أننا نستطيع تحمل الألم... ولكن هل هذا صحيح؟

يقول العلماء «إذا أحسست برغبة في البكاء فلا تحبس دموعك، فان كثيراً من الألم والأحزان والغضب تسيل مع هذه الدموع»، فالبكاء وسيلة للتنفيس عن الضغط النفسي، وليس دليلاً على عدم النضج، بل إنه أسلوب طبيعي لإزالة المواد الضارة من الجسم التي يفرزها عندما يكون الإنسان تعسا أو قلقا أو في حالة نفسية سيئة فالدموع تساعد على التخلص منها، فيقوم المخ بفرز مواد كيميائية للدموع مسكنة للألم، كما أنه يزيد من عدد ضربات القلب ويعتبر تمرينا مفيدا للحجاب الحاجز وعضلات الصدر، وبعد الانتهاء من البكاء تعود سرعة ضربات القلب إلى معدلها الطبيعي وتسترخي العضلات مرة أخرى ونشعر بالراحة، وتتبدل نظرة الإنسان للمشاكل التي تؤرقه وتقلقه بل تكون أكثر وضوحا.

وتعتبر النساء أكثر بكاء من الرجال وذلك لطبيعتها الفسيولوجية والنفسية، بسبب هرمون «البرولاكتين» الذي يفرزه جسدها بكثرة كرد فعل للتوتر والإحساس بالحزن و الاكتئاب.

فليس المهم أن نبكي كثيراً أو قليلاً،المهم أن نعبر عن لغة القلب الأكثر صدقاً... البكاء.فنحن لا نستطيع الكلام عند البكاء لأننا ببساطة لن نتمكن من التحدث بلسانين مختلفين في الوقت نفسه... فالبكاء بلسم الألم.

يا صاحبي لا تزعجك دمعة العين

فبعض الدموع تسكن القلب الراحة



* كاتبة كويتية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي