النفط

تصغير
تكبير
إعداد: إيهاب حشيش

[email protected]

 



التوظيف في القطاع النفطي: .الشركات تريد الاستقلال بالقرار عن... «أمها»



لا يختلف اثنان على أن التحدي الحقيقي الذي يواجه القطاع النفطي هو العنصر البشري وحاجته إلى الخبرات المتخصصة التي يتطلبها هذا القطاع إلا أن قياديين في القطاع يرون أن النظم واللوائح المنظمة له تتطلب مراجعة بعد مرور القطاع بتجارب ثبت عدم جدواها في ظل تطبيق صعب بوضعه الحالي.

فكما يرى الجميع أن هذا التحدي يبدأ من آلية التوظيف والتعيين ثم التدرج للمناصب القيادية فما بين مركزية القرار ومركزية التطبيق نقاط تجب مراعاتها.



سامي الرشيد

وقال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة نفط الكويت سامي الرشيد إن «العنصر البشري في القطاع النفطي مهم إذا لم يكن الأهم في العملية المؤسسية كلها، ويبدأ بالاختيار الصحيح من التوظيف وبعدها التدريب والتأهيل إلى المناصب والمستويات المطلوبة لأداء أعمالهم بشكل جيد».

ورأى الرشيد أن «اختيار القيادات بشكل صحيح وتأهيلهم أمر في غاية الأهمية»، مؤكداً «أنها عملية تبدأ منذ الاختيار بالتوظيف شرط وجود أسس صحيحة تتم على أساسها هذه العملية ومن ثم تدريبهم وتأهيلهم للمهام المنوطة فيهم وبعدها تطويرهم لتقلد وظائف قيادية شرط تأهيلهم بشكل جيد قبل ذلك».

وأوضح الرشيد ان «القيادي ليس بالضرورة أن يكون فنيا جدا فقط لكن هناك مهارات قيادية تتوافر عند أشخاص وفي كثير منهم يمكن تنميتها وتطويرها ومن المهم أن يكون الاختيار وفق أسس ومعايير بالنسبة للقيادات».

وقال الرشيد «دائماً ما نعمل على تطوير النظم والأساليب في هذا الموضوع وكلما كان عملنا وفق اجراءات وعمل مؤسسي كلما كان افضل ونركز على الاختيار وفق أسس ومعايير محددة ومدروسة بدءا بالتوظيف ثم التدريب والتأهيل والتطوير ثم اختيار القيادات وتطويرها بشكل جيد».

وأوضح الرشيد ان «هناك فرقا بين توحيد الاجراءات ومركزيتها»، مشيرا إلى ان «توحيد الاجراءات والأساليب لا غبار عليها ولا اختلاف فيها، أما المركزية لها ايجابيتها وسلبياتها وبتقديري انا مع توحيد الاجراءات لكن مركزية التطبيق لابد من إعادة النظر فيها ولابد من ايجاد طرق وأساليب افضل وأنجح مما هو معمول به لكننا مع توحيد اجراءات التوظيف والتعيينات».



خليفة الناصر

من جهته، أكد عضو مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية الشيخ الدكتور خليفة ناصر الصباح أن «العنصر البشري يمثل التحدي الأكبر في أي منظومة لتنفيذ أهدافها الاستراتيجية ومن هذا المنطلق فإن مؤسسة البترول وشركاتها يقع على عاتقها إيجاد الحلول المناسبة لهذا التحدي».

واضاف الناصر أن عملية التوظيف والتعيينات تتطلب إعطاء الشركات المرونة الكافية لتحديد احتياجاتها على اعتبار أن هناك جزء فنيا بحتا من الخبرات والمؤهلات التي تحتاجها الشركات على أن تكون هناك خطوط عريضة وآلية محددة لتنفيذ هذه العملية من قبل المؤسسة».

وأوضح الناصر أن «العنصر البشري يتطلب عملية تدريب وتطوير بشكل متواصل»، مشيراً إلى أن «المركزية واللامركزية لهما مميزات وعيوب ومن المهم أن يتم استخلاص الإيجابيات من التجربتين لتطبيقها بما يسمح لكل شركة الحصول على أفضل النتائج».



أسعد السعد

ومن جانبه، قال رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب في الشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود «كافكو» أسعد السعد ان «مؤسسة البترول بدأت منذ أكثر من عامين التركيز على تطوير القيادات سواء الصف الأول أو الثاني، وهناك خطة للصف الثالث والحقيقة امكانات القائد خصوصا في القطاع النفطي لابد أن تكون شخصية فذة ومتخصصة وتتمتع بمواصفات خاصة إضافة للخبرات الموجودة في كل قطاع من قطاعات النفط سواء التكرير أو الانتاج وهو أحد التحديات الكبرى والتي تتطلب تضافر الجهود وأهمية التركيز على كل قطاع منها».

وطالب السعد «بتنمية كل قطاع وقياداته على حدة وبالصفوف جميعا لتأهيل الكوادر» معتبرا ذلك من التحديات. وقال إن «أهم عناصر المؤسسة وشركاتها وأصولها الثابتة هو العنصر البشري وتمنيته ورفع قدراته وخبراته وقدراته سوف يحقق قيمة مضافة ويرفع قيمة الشركة وأصولها».

ورأى السعد أن «هناك بيئة مختلفة في كل شركة والمركزية في الوقت الحالي لابد أن تضع في حساباتها البيئات المختلفة، فالتدريب المتخصص يجب أن تنفرد به كل شركة لكن التدريب للقيادات بشكل عام فلا مانع من وجود تدريب مركزي»، مضيفاً ان «هناك توجها من الرئيس التنفيذي لكسر هذه المركزية لتصبح كل شركة حرة في اختيار كوادرها الخاصة بها معتبره أمراً ايجابياً»، مشيراً إلى أن «القطاع مر بتجربتين هما: المركزية واللامركزية في التوظيف التي أثبتت أنها أكثر ايجابية».



هاشم الرفاعي

ومن جانبه، أكد رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب في الشركة الكويتية لنفط الخليج هاشم الرفاعي ان «المبالغ التي تصرف في التدريب لابد من توجيهها للتطوير بشكل فني لضمان الحصول على المردود المرجو من الاستثمار في العنصر البشري»، موضحاً ان «الأفضل في مثل هكذا إجراءات هو مركزية الاجراءات واستقلالية وصلاحية الشركات في تنفيذ ما تراه مناسبا لها، ويمكنه تحقيق قيمة مضافة لها».



نذار العدساني

ومن جانبه، رأى رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب في الشركة الكويتية للاستكشافات الخارجية «كوفبيك» نزار العدساني في ما يخص العنصر البشري «هناك شقان: الأول، هناك ضغط من الدولة للتوظيف وخلق فرص وظيفية لمخرجات التعليم وهي تنقسم لقسمين: الأول، التوظيف والثاني، التوظيف مع المقاول ولابد من تأصيل أمر مهم مثلما هو موجود بالمملكة المتحدة وفي البرازيل ضرورة أن يكون هناك أشخاص متخصصون في الصيانة وأبراج الحفر مع المقاول وكذلك فنيون»، مضيفاً أنه «بالنسبة للعمالة فلابد من وجود مركز متخصص لكل قطاع في القطاعات والشركات المتخصصة التابعة لتدريب الأجيال الجديدة». واعتبر أن «تحويل الخبرات الفنية من أعمالها إلى أعمال إدارية غير مجد ولابد من الاستفادة من مثل هكذا خبرات فنية مع وجود نظام يتم تبنيه على أن تطبقه كل الشركات، مضيفا بحيث لا يجوز أن تجتهد كل شركة منفردة».

وقال العدساني «بالنسبة للمركزية نعم لمركزية النظام مع حرية التطبيق ووجود مسطرة واحدة في التطبيق»، موضحاً ان «تطوير مهندس في نفط الكويت يختلف عن تطوير مهندس في المصافي بخلاف المهندس في الصناعات البتروكيماوية وهذا ينطبق على التعيينات منذ البداية نظرا لاختلاف الخبرات والتخصصات شرط ان يكون لكل شركة حرية الاختيار طبقا لحاجتها»، قائلاً «يمكن للقطاعات المتشابهة العمل معاً على اعتبار أنها تعمل وفق منظومة واحدة».



عبداللطيف الحوطي

من جانبه، اعتبر العضو المنتدب للتخطيط في مؤسسة البترول الكويتية عبداللطيف الحوطي أن «العنصر البشري ليس تحديا محليا فقط بل بل هو تحد عالمي»، لافتاً إلى ان «العنصر البشري الذي يتطلبه القطاع النفطي سواء الكويتي او العالمي والتخصص النادر المطلوب اليوم مثل قسم البترول أو الجيولوجيا ومن لديهم القدرة على قراءة المسوح الزلزالية وتفهمها وهي تخصصات نادرة ليس فقط في الكويت لكن في العالم وهي تتطلب عملا كثيرا».

وقال الحوطي «الهاجس العالمي حاليا هو الحصول على الخبرات بالكم المطلوب لوجود عمل كثير فالنفط والغاز موجودان لكنهما من النفوط والغاز صعبة الاستخراج والطريقة المثلى حاليا هي الذهاب للجامعات المتخصصة سنويا والاتفاق مع الطلبة من خلال مقابلاتهم لتنظيم دورات واختيار المميزين منهم ثم العرض عليهم تحمل تكاليف استكمال دراستهم ثم العمل معنا وفي حال الموافقة يتم الاتفاق على دراسة بعض المواد المحددة وكذلك الاتفاق مع الجامعة لتدريس مواد وبرامج علمية محددة لخدمة القطاع النفطي المرغوب فيه».

ولفت الحوطي الى انه «منذ عام 2000 حتى اليوم هناك كثير من الشباب عزف عن التخصص النفطي الهندسي والتوجه للشؤون الادارية او التمويل اوالكمبيوتر نظرا لارتفاع الرواتب في هذه المجالات، وهي مجزية والتطور فيها اسرع».

واوضح الحوطي ان «التطور في العلم الجيولوجي وهندسة البترول بطيء وفي الكويت هذا التخصص نادر وغير موجود ومن الافضل كما تفعل نفط الكويت الوصول إلى الجامعة والطلبة ودراسة الامكانات البشرية المتوافرة منذ البداية في الجامعات وان تكون هناك مشاركة في اعداد الهيكل الدراسي، مؤكدا ان نفط الكويت بدأت هذا التحرك».

واضاف الحوطي ان «التخصص النادر ايضا هو الهندسة الكيميائية وهي ضرورية جدا لشركة البترول الوطنية والكيماويات البترولية»، مطالباً بضرورة ان «يكون هناك عمل مشترك بين المؤسسة ممثلة بقطاع التدريب والتطوير الوظيفي وجامعة الكويت ومعهد التكنولوجيا في التركيز على التخصصات النادرة، ولا مانع من وجود حوافز للطلبة لتشجيعهم وخلال الدراسة يتم تدريبهم في القطاع للعمل والإحساس بجو العمل مع اعطائهم مرتبا مجزيا لتشجيعهم».

وقال الحوطي «رغم أننا بدأنا بالفعل في هذا التوجه منذ نحو 10 سنوات لكنها خفت كثيرا ثم توقفت وبوجود وزير للنفط مثل هاني حسين ورئيس تنفيذي مثل فاروق الزنكي وخبرتهما بمدى الحاجة إلى التخصصات النادرة فهما من القلائل ممن يعرفون ماذا يوجد تحت الارض؟ ووجود الشيخة شذى في التدريب يمكنهم صناعة الكثير لان بالفعل هناك تحديا».

وأضاف «السؤال: هل في حال لدينا نقص في تخصصات محددة نقوم بالاعلان الموحد واقول من يرغب في العمل يتقدم؟ بالطبع لا، بيد أن هناك تخصصات يمكن الاعلان عنها بشكل موحد مثل ادارة الأعمال او العلاقات العامة او المحاسبة لكن التخصصات الفنية الحرجة فمن المهم تقنين هذه الاعلانات وأن يكون هناك اسلوب محدد لاختيار المتقدمين حتى عوامل النجاح والرسوم في الاعلانات لهذه التخصصات لابد لها أن تختلف عن التخصصات الاخرى فهناك حاجات ومهارات مختلفة وقدرات خاصة».

وأكد الحوطي أن «من المهم ان تضع لجان المقابلة لهذه التخصصات وزنا كبيرا للمقابلة على اعتبار ان هناك خريجي جامعة كثيرين لديهم درجات عالية لكن لابد من التفرقة بين الجامعات المختلفة والدرجات لذلك فالمقابلة عليها عامل كبير ولو نجحنا في هذا البرنامج يمكننا تكوين شخصية الموظف ومن المفترض ان يتم تجهيز برنامج لمدة خمس او ست سنوات لمن يقع عليهم الاختيار لضمانه».

وفي ما يخص المركزية، قال الحوطي «أنا مع توحيد السياسات والاجراءات ولكن ضد مركزية العمل ومن الافضل توزيع السياسات على الشركات لكن بداية تنفيذ هذه الاجراءات لابد من ترك لكل شخص خصوصية، مضيفا ان هناك بعض التخصصات يمكن ان تكون اجراءتها موحدة، ومركزية لكن الوظائف الفنية المتخصصة والحرجة، لابد ان تكون لكل شريحة خصوصيتها فالعمل في الهندسة الميكانيكية في شركة البترول الوطنية تختلف عن الهندسة الميكانيكية التي يحتاجها نفط الكويت وهكذا في الكيماويات البترولية وبالتالي فلكل شركة خصوصيتها».

وقال الحوطي «يمكن توحيد الاجراءات والسياسات ومراقبة التنفيذ في الشركات»، معتبرا ان ما تم في المؤسسة كان تجربة، مضيفا ان مشكلة الكويت الحالية ان عدد من نحتاجهم في تخصصات فنية أقل بكثير مما هو موجود لدرجة اننا حتى لا نجد طلبة في هذه التخصصات».

وعن تأهيل القياديين قال الحوطي «عن نفسي عندما تم اختياري كنائب عضو منتدب في التخطيط بالمؤسسة قادما من العمل الفني في شركة البترول الوطنية تم تأهيلي من خلال دورات متخصصة مكثفة في احدى الجامعات العالمية لدراسة جزئية محددة ومن شأن هذه الدورات ثقل المهارات وتحقيق قيمة مضافة واعادة بناء شخصية القيادي، والتحدي الحالي أصبح ايضاً تأهيل القياديين سواء الاعضاء المنتدبون او نواب الاعضاء المنتدبين واعادة تأهيلهم في الجامعات العالمية لمدة اسبوع او اسبوعين كل عام لدراسة احدث الصفقات العالمية وأخر مستجدات الادارة، معتبرا ان ما تقوم به المؤسسة حالياً على استحياء». ولفت الحوطي إلى ان «وحدة تأهيل القياديين بقيادة سلمى الحجاج والرئيس التنفيذي فاروق الزنكي انتهوا منذ عام ووقعوا عقدا مع هيئة تعليمية كبيرة معروفة لعمل برامج تطويرية للقياديين وبدأوا الان مع نواب الاعضاء المنتدبين من خلال محاضرين عالميين لبناء برامج لهؤلاء القياديين لاستكمال الفوارق لديهم، ولابد من وجود حزم وتشجيع للنواب وتوفير الوقت الكافي لهم لتلقي مثل هذه الدورات لتطوير انفسهم، معتبرا ان اهمية التطوير البشري اهم من تحقيق نتائج ايجابية مالية».



نبيل بورسلي

ومن جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية نبيل بورسلي ان «مركزية التوظيف من وجهة نظري وبعد تجربة 3 سنوات لها إيجابيات وسلبيات مثلها مثل اللامركزية، وأعتقد انه آن الأوان لدراسة هذه الايجابيات والسلبيات واستخلاصها وتحليلها والخروج بتوليفة جديدة لخدمة القطاع في عملية التوظيف بشرط الاسراع فيها».

وأضاف بورسلي «وجدنا هناك تأخيرا كبيرا في عمليات التوظيف لأسباب سواء داخلية أو خارجية ولكن المهم مراجعة الأمور الداخلية»، مؤكداً على أهمية المرونة في الخروج بشيء يتناسب مع سمعة المؤسسة وشركاتها، ولو كنا نطمح بأن تكون عملية التوظيف في ظل أهمية العامل البشري فالعمل من دون عاملين لن يسير والاسراع في كيفية توظيف هذه العمالة هو ما نحتاج معه للمرونة بحيث نراجع هذا الأمر مرة أخرى والخروج بتوليفة جديدة تحافظ على سمعة المؤسسة وشركاته، وفي الوقت نفسه استقطاب العمالة المتخصصة إضافة إلى السرعة في الحصول على هذه العمالة.

ولفت بورسلي إلى أن «هناك أنظمة نعمل عليها منذ سنوات طويلة للتدريب والتطوير منذ دخول الموظف القطاع إلى أن يصل إلى مدير ولو كان من المتميزين يتدرج، مبدياً ارتياحه في هذا الجانب من التدرج للمتميزين لوجود كفاءات».

وأوضح بورسلي ان «الشق السلبي في تعطل عملية التوظيف يرجع للتداخلات والوصول بعناصر غير مناسبة وغالباً ما تبدأ من عملية التوظيف في البداية»، مؤكدا ان «عملية التدريب والتطوير لا تقف عند مستوى معين»، قائلاً «قد نحتاج إلى انتفاضة كبيرة تتطلب قراراً ممن لديهم القرار».





عين على السوق



توقعات هوامش أرباح قطاع التكرير



بقلم: محمد الشطي*

تتوقع دراسة لجولدمان ساكس حديثة في شهر مارس ان هوامش ارباح المصافي تتجه نحو التحسن خلال الاشهر المقبلة، يساهم في ذلك دخول ما لايقل عن 1.3 مليون برميل يوميا من طاقة التكرير في اسيا خلال الاشهر مارس - مايو 2012، وهي ما قد يساعد في توازن السوق قبيل ارتفاع الطلب على اساس موسمي في فترة الصيف.

كذلك فإن إغلاق عدد من المصافي في الولايات المتحدة وأوروبا وتأخير عدد من مشاريع اضافات جديدة في قطاع التكرير ستدفع باتجاه تحسن أداء المصافي خلال النصف الثاني من 2012 وخلال عام 2013، وتسهم توقعات زيادة الفروقات بين المنتجات الخفيفة والثقيلة بشكل ايجابي على المصافي ذات القدرات التحويلية والتكسيرية العالية.

اوضح بنك باركليز ان استخدام اليابان من الوقود الاحفوري في توليد الكهرباء ارتفع بشكل كبير خلال العام الماضي بعد فاجعة فوكوشيما، حيث ان مفاعلين نوويين فقط يعملان حاليا من اصل 54 مفاعلا نوويا، وكانت مساهمة الطاقة النووية في توليد الكهرباء 30 في المئة، اما الطاقة المتجددة فلا تتعدى 2 في المئة. ومما تجدر الاشارة اليه ان اكبر المستفيدين من كارثة التسونامي هو الغاز والنفط في توليد الكهرباء، ويبقى الغاز الطبيعي المسال هو المستفيد الاكبر في اليابان في توليد الكهرباء في عام 2012.

يقدر البيت الاستشاري بيرا ان استهلاك اليابان من زيت الوقود والنفط الخام في ارتفاع وسيصل في عام 2012 عند 650 الف برميل يوميا، او ما يقارب 330 الف برميل يوميا اعلى من مستويات 2011.

اوضح بنك كريديت سويس ان اسعار نفط خام الاشارة برنت مازالت تتأرجح ما بين نطاق 108 128 دولارا للبرميل منذ بداية عام 2012، وهناك عوامل عدة لا تخفى على احد تدعم مستويات اسعار النفط العالية ومن بينها ارتفاع الطلب في الاسواق الواعدة، وما يجري من تأثر انتاج النفط في نيجيريا والسودان واليمن وسورية وكذلك نفط بحر الشمال، بالاضافة الى محاولة تعويض الصادرات الايرانية من النفط الخام للأسواق الاوروبية وغيرها من الاسواق، اهتمام السوق النفطية بانخفاض الطاقة الفائضة التي تمتلكها بلدان الاوبك مع استمرار بلدان الاوبك الانتاج عند مستويات عالية، وأخيرا النجاح في بدايات علاج ازمة الديون السيادية في اليونان، ويتوقع أن تسترد الاقتصادات الأوروبية عافيتها. ومن الامور التي لابد من التنبه لها هي انه وخلال العامين السابقين فقد تم خفض المخزون النفطي الى مستويات قريبة من تلك في عام 2004، وكذلك في بداية 2008 وهو ما يساعد وبشكل كبير مستويات الاسعار العالية، وهو ما يحدث الى الان في عام 2012.

يتوقع البيت الاستشاري بيرا أن تشهد اسيا استمرارا في وارداتها من النفط الخام من ايران بمقدار 250 الف برميل يوميا، واوروبا بمقدار 600 الف برميل يوميا، وانه سيتم تعويض هذا النقص في السوق النفطية من بقية بلدان الخليج العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وقد اعلنت السعودية عن استعدادها لتغطية أي انقطاع لإمدادات النفط في السوق النفطية.

يتوقع بنك اوف اميركا ان يتأثر انتاج النفط الخام من روسيا كما هو الحال مثل نفط خام بحر الشمال ذلك ان 90 في المئة من الانتاج الروسي يأتي من حقول قديمة ناضجة وتشهد استنزافا بمقدار 3 - 4 في المئة، وان اجمالي الانتاج سيهبط بمقدار 200 الف برميل يوميا ما بين 2011 و2016 ليصل الى 10.4 مليون برميل يوميا.

بلغ انتاج العراق من النفط الخام عند 3 ملايين برميل، وسيصل الى 4.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2014، وقد تمت اضافة مرسى رحوي بسعة مقدارها 850 الف برميل يوميا تدعم الصادرات النفطية.

إن استخدام المخزون النفطي في البلدان الاستراتيجية لخفض اسعار النفط الخام عن طريق زيادة المعروض يعتبر وبلا شك خطأ استراتيجيا ذلك ان سحوبات من المخزون والتي تتزامن مع مستويات متواضعة من الطاقة الفائضة تدعم مخاوف السوق من عدم وجود فائض ليسد أي انقطاع في السوق من امدادات النفط الخام، ما يريده السوق ليس فقط زيادة المعروض ولكن ايضا ارتفاع مستويات المخزون النفطي والفائض والتي تعني في نهاية المطاف انخفاض اسعار النفط الخام الى مستويات اكثر اعتدالا وقبولا في السوق تتأرجح عند 100 دولار للبرميل.

البيت الاستشاري بيرا يتوقع استمرار ارتفاع الاسعار على اساس تعافي اداء الاقتصاد العالمي وانقطاع في المعروض من الامدادات النفطية، وارتفاع استخدام النفط الخام في الاسواق الاجلة وصناديق الاستثمار من قبل المضاربين.

«بترولوجستكس» تتوقع ان يستمر انتاج النفط الخام من الاوبك خلال شهر مارس في الارتفاع ليصل الى 31.5 مليون برميل يوميا، وبالرغم من ذلك اسعار النفط الخام لا تزال تسجل مستويات عالية.

أكد تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر مارس 2012 على توازن الطلب والعرض في السوق بالرغم من تعافي انتاج النفط الليبي وبلوغ النفط السعودي الى مستوى 10 ملايين برميل يوميا، الاعلى منذ 30 عاما، مخلفة وراءها مستويات متدنية من المخزون النفطي في البلدان الصناعية والفائض الذي تمتلكه الاوبك لتامين امدادات النفط في السوق النفطية والذي يقدر عند 1.7 مليون برميل يوميا او اقل، ويقدر مستوى المخزون النفطي في البلدان الصناعية عند 50 مليون برميل اقل عن مستويات العام الماضي، وهي الاقل منذ بداية عام 2008.

يبدو ان الصين مستمرة في بناء المخزون الاستراتيجي خلال الاشهر السابقة ما رفع متوسط واردات الصين من النفط الخام ليصل قريبا من 6 ملايين برميل يوميا، ويقدر مستوى الطلب منذ بداية عام 2012 عند 9.7 مليون برميل يوميا، كذلك فان مستوى معدل تشغيل المصافي في الصين قد ارتفع ايضا منذ بداية العام بمقدار 300 الف برميل يوميا.

مستوى المخزون النفطي الاميركي في كشينغ في ارتفاع وهو ما سيؤثر سلبا على اسعار نفط الاشارة غرب تكساس المتوسط وزيادة الفروقات بينه وأسعار نفط بحر الشمال برنت.

واختم هذا التحليل بالاشارة الى تقرير سكرتارية منظمة الاوبك والذي توقع معدل نمو الاقتصاد العالمي لعام 2012 عند 3.4 في المئة، وان الطلب العالمي على النفط يشهد زيادة سنوية معدلها 900 الف برميل يوميا، وان الطلب على نفط الاوبك يبقى عند مستوى 30 مليون برميل يوميا خلال عام 2012.



* كاتب ومحلل نفطي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي